- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- اعتبروه أحد أفضل الأطباء.. يمنيون يشيدون بالدكتور المصري هشام إبراهيم (تفاصيل)
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
أنا شاب يمني مغمور يسكن في الطابق الحادي عشر في مدينة مليئة بالناس والحياة، وهذا يشعره بالعزلة أكثر.
نحن نتقارب في العمر، ويبدو أننا ولدنا في شهر واحد وفي أسبوع واحد على الأرجح إن لم يكن في يوم واحد لأن تاريخ ميلادي غير دقيق ولم أستطع أن أعرف في أي ساعة ولدت لأن المصحف الذي دون أبي عليه ساعة ولادتي كان قد ضاع في التنقلات الكثيرة.
لسنوات استمع هذا الشاب الذي ربما تعلم الحبو في اليوم الذي تعلمت أنت فيه الحبو أيضا، استمع إلى جُل أغانيك، ردد معظمها، لسنوات ظل صوتك يرن في أذنه، يعيد الكلمات والألحان التي يسمعها منك دائما.
بالنسبة لي فقد كنت يا بلقيس أهم امرأة يمنية.
في الجوجل كتب هذا الشاب اسمك ضمن قائمة المشاهير، الذين يرغب في أن تصل أخبارهم مباشرة إلى إيميله الشخصي في أي وقت كان.
كنتِ ابنة أحمد فتحي والتجسيد الحقيقي لأغنية "ظبي اليمن".
هذا الشاب المغمور في هذه المدينة الكبيرة جدا يعرف معظم أخبارك الخاصة والعامة، يعرف كيف تفكرين وماذا تحبين، يعرف حياتك العاطفية، انفصالك عن حبيبك السابق، حتى أنه في اللحظة التي تعرّف فيها على فتاة تركية وطلبت إهداءها بعض الأغاني العربية لتتعرف على هذا اللون الغنائي، لم يعطها إلا أغانيك فقط، وكأنني الرجل الوحيد وأنك الأنثى الأخيرة بتعبير نزار.
اليمن هي بلد التاريخ، بداخله بقايا حضارة متآكلة ودفينة، وبالنسبة لنا فإنه تاريخ مشترك من الحب والطفولة والسعادة الخفية والألم وحكايا الجدات والأساطير والخرافات التي سمعتِها منذ الصغر، وكل ذلك الحزن والفراغ الذي تجدينه الآن في عيون الملايين.
كنتِ محقة في عدم انتمائك لبلد كهذا، لماذا تنتمين إلى هذا البلد الذي لا يملك غير التاريخ والذكريات، وأنتِ الذي تنادين صباح مساء: أعطنا حاضرا أقوى فليس لنا التقمص والحلول أو الخلود كما يقول درويش، لكن هذا البلد لا يملك حاضرا أقوى، ما يملكه هو الماضي.
رميت بكل ذلك، وقلت إن الإمارات هي البلد الذي تفتخرين بالانتماء إليه.
نعم الإمارات البلد الحاضر، أما اليمن فهو بلد التاريخ، لنجعله للتاريخ فقط، وللذكريات وللحكايا القديمة، أما الحاضر والمستقبل فهو لبلد آخر.
نعم، فضلتِ الانحياز للمال والحاضر والشهرة والمستقبل والحفلات الغنائية والجماهير الواسعة، لكنك وأنت تكتبين عن افتخارك بانتمائك الجديد لدولة الأبراج نسيت ملايين الناس المتعبين الذين أسعدتهم أغانيكِ لليالٍ طويلة، صالحوا فيها أحبابهم وتوددوا لهم بصوتك، وسارت قصص حب طويلة من البداية حتى النهاية على وقع أغانيك.
كنت أعتقد أن تاريخ اليمن وتهامة الذي حدثك عنه أبوك طويلا لن يضيع في أبراج دبي ومنازلها الزجاجية.
نعم، لقد أرضيت شعبا على حساب شعب آخر غارقٍ في الظلام والوحل الذي لم تعرفي عنه شيئا، هل جربتِ يوما الظلام؟ هل فكرتِ في عزاء تقدمينه لهؤلاء وأنت تقذفين في وجوههم هذا البلد المليء بالحروب، هل فكرت في شعورهم بالوحدة في هذا الطريق الصعب حين يتخلى عنهم الآخرون.
أغلب الظن أن حسابك البنكي هو كل ما كان يدور في ذهنك، أما نبل هذا الشعب المثقل بالألم فلم يخطر على بالك أبدا.
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر