الجمعة 22 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
محمود الطاهر
إستراتيجية طهران في تقوية الحوثي
الساعة 16:36
محمود الطاهر

نراقب الوضع من حولنا، وكأننا لسنا مهتمين بما يحصل في اليمن من اختطاف البلاد من قبل أذرع فارس، وسعي حثيث لطمس معالم الدين الإسلامي الحنيف، ونركض خلف سراب نحسبه نصرًا لنا!

اهتمامنا أو انشغالنا بالوضع في إيران، ومناوشتها مع أمريكا أحيانًا، وتارة مع إسرائيل، وتارة مع بريطانيا، يخرجنا عن أهم قضية، وهي القضية الوطنية، التي تحتاج للتذكير بأننا على المحك ونعيش في لحظات فارقة قد تغير من الخارطة العربية بشكل عام وليس اليمن فحسب.

ما تفعله إيران مع الولايات المتحدة الأمريكية، في اعتقادي أنه نوع من المراوغة الماكرة بحقنا نحن العرب، وخصوصًا بحق أبناء اليمن، الذين يدافعون عن عروبتهم ودينهم وعرضهم ووطنهم ضد المد الفارسي والنوع الجديد من الاحتلال الأجنبي للوطن العربي.

صحيح، أن هناك عقوبات أمريكية على إيران، لكن اعتقد أن تلك العقوبات سببها اختلاف النظامين الإيراني والأمريكي على نقاط اتفقا من سنين عليها فيما يخص العرب، وتسعى الولايات المتحدة لتعديل بعض تلك البنود، لكن إيران رفضت وتطور الخلاف ليصبح معلنا باسم الاتفاق النووي، وهو غير ذلك.

وصحيح أيضًا أن العقوبات الأمريكية، تؤتي ثمارها بالنسبة للاقتصاد الإيراني، لكن طهران تعمل بالاتجاه المعاكس، فإنتاجها للسلاح لن يتأثر، وستتخذ ذلك لزعزعة أمن المنطقة، عبر إثارة المشاكل في ممر الملاحي الدولي من خلال تزويد مليشياتها في المنطقة بالأسلحة الحديثة لضرب المصالح الأمريكية والمدنية بالنسبة لحلافائها في المنطقة.

رأينا نتائج ذلك، من خلال تصعيد مليشيا إيران الحوثية من هجماتهم الإرهابية على أهداف مدنية في السعودية بما يخالف قانون الحرب والقوانين الدولية، وذلك جزء من إستراتيجية إيران، ولهذا من الأهمية كبح جماح أذرع إيران في المنطقة بالتوازي مع فرض العقوبات الأمريكية، وهي فرصة لن تتكرر.

ستحاول إيران بكل ما أوتيت من خطط وأفكار، بصرف النظر عن الحوثيين، وتقلق العالم في مصدر دخلهم، حتى نجد أن المليشيا الحوثية أصبحت اليد القوية التي تطبش بها، والإرهاب الذي تطلق منهم كلابها إلى الدول المجاورة، وحينها ستكون إيران قد حققت جزء كبير من خطط (الهلال الشيعي الكبير) الطامح للسيطرة على مكة المكرمة.

من نتائج الأفعال المتهورة الإيرانية، ربما قد أتت نتائجها سريعة، وهو ما ينم أنهم يتحركون وفقًا لخطط واستراتيجيات معدة مسبقة، وهو الهدوء في الجبهات القتالية والإعلامية بالنسبة لليمن، وهذا يمنح المليشيا الحوثية الإرهابية الوقت الكاف لغرس جذورها وتغير الهوية الديموجرافية لليمن وشعبها وتقوية خطوطها العسكرية استعدادا للقادم، وهذا جرس إنذار للحكومة اليمنية وللتحالف العربي، ونتمنى من قيادة التحالف أن تعي ذلك جيدًا، وتعيد من إستراتيجيتها الحربية تجاه هذه الفئة الإرهابية الضالة المهددة للأمن العربي والإقليمي، وتدرك أن الحسم العسكري هو الخيار الوحيد أمامها للحفاظ على الأمن العربي والدولي.

حذرنا في نداءاتنا قبل أعوام، بأن المليشيا الحوثية، ستقيم المعسكرات الصيفية، والدورات التدريبية من أجل تشييع اليمنيين، وتجنيد الأطفال في حال تم منحها الفرصة وتوقف النضال لاسترداد الوطن اليمني المنهوب من هذه الآفة الإيرانية، وطالبنا بالحسم العسكري السريع،  لكن  ما نراه اليوم هو ما كنا نحذر منه وتستغله المليشيا في تنفيذ مآرب طهران، ونتمنى أن لا يتطور هذا ويأتي اليوم الذي نقول فيه كنا نحذر من (خطط الهلال الشيعي الكبير).

اليمنيون ومنبع العرب يستغيثون من هذه المليشيا، ويئنون من آلام السرطان الحوثي الخبيث، بينما النخب السياسية يتصارعون على شراء الشقق السكنية، وإعلاميون في ملذاتهم الشخصية، وآخرون يسعون لتفكيك التحالف العربي عبر اختلاق معارك وهمية ضد الإمارات العضو الأكثر فعالية في التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن.  

-------

لمتابعة الكاتب

فيس بوك 

تويتر

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص