الجمعة 22 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
محمود الطاهر
توقف الحرب.. والهجوم على أهداف مدنية سعودية
الساعة 17:30
محمود الطاهر

يتبجح الحوثيون بأفعالهم الإرهابية، بقصفهم أهداف مدينة مثلا في مطار أبها وأحيانًا في جازان، وأخرى استهدافهم خطوط امتدادات النفط، وأخطرها ممرات الملاحة الدولية، وهذا ليس عملا بطوليًا كما يقولون ويتوهمون ويقنعون رعاعهم، بل هو عملا إرهابيا وجرائم حرب يُعرفها القانون الدولي، وهي أعمال تؤكد أن هذه أفعال مليشيات إرهابية، ليس لها ذرة كرامة أو إنسانية.

للأسف الشديد توقف المعارك في الجبهات اليمنية وفرض إيقافها من قبل الإخوان المسلمين، كانت سببًا رئيسيًا في منح المليشيات الحوثية الموالية لإيران وقتًا كافيًا لاستجماع قواها ولملمة صفوفها، لكي تكون هي صاحبة المبادرة في الهجوم..

يسأل البعض، ما دليل ذلك أن الإخوان المسلمون أوقفوا الحرب، وللإجابة على سؤالهم سأرد ببساطة بالرغم أن فضائهم تحتاج إلى مجلدات..

الإخوان أشغلوا أنفسهم بمعارك جانبية مع السلفيين، وحزب المؤتمر الشعبي العام، والإمارات العربية المتحدة، وتركوا جبهات تعز ونهم ومناطق في مأرب، وسلموا حجور لقمة سائغة للحوثيين، ورفضوا النداءات المتكررة للقبائل اليمنية بمساعدتهم.

سيرد آخر، وما للإخوان علاقة بذلك، والرد يعرفه القاصي والداني، أنهم يسيطروا على القرار السياسي للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي على اعتبار أن مدير مكتبه أحد كوادر الجماعة، وكذلك رئيس الوزراء أهم الشخصيات التي تعتنق فكر الجماعة، إضافة إلى نائب الرئيس اليمني الذي يعد القائد العسكري للجماعة هم المساهمين في وقف هذه العمليات التي توقفت حتى ساعة كتابة هذا المقال بشكل كامل.

توقف الحرب أيضًا في الحديدة، والتي تمثل للحوثيين الشريان الذي يجري فيه الدماء والرئة التي تتنفس فيها المليشيات الحوثية، كانت بمثابة هدية منحها لهم مارتن غريفيث الذي يحاول الآن أن يمحو قرارات مجلس الأمن الدولي وبما فيها القرار 2216، وكانت الهدية الكبرى هي اعتراف أممي بمسرحية انسحاب المليشيات الحوثية من موانئ الحديدة رغم علمهم أنهم كاذبون وهي مسرحية.

مسرحية الانسحاب الذي ألفها محمد علي الحوثي، وقيادات الصف الأول في الجماعة المليشاوية، وأخرجها مارتن غريفيث وراقبها مايكل لوليسجارد، أعطت المليشيات الحوثية الحق في استقبال السفن الإيرانية المحملة بطائرات بدون طيار وصواريخ بالستية إضافة إلى منظومة دفاع جوي وأسلحة نوعية أخرى، مكنت الحوثيين من العبث فيها واستخدامها في عمليات إرهابية.

نحن نعرف أن مشروع مليشيات الحوثي هو السيطرة على مكة المكرمة وتحويل المنطقة كلها إلى ولاية ملالي تابعة لطهران، وبالتالي فإنها لن تتوقف عن مهاجمة السعودية، وممرات الملاحة الدولية، وستستمر بنشر الفوضى في المنطقة إلى أن تنال مرادها، مالم يتم كسر جناحها في الوقت الحالي، وبتر يد إيران.

المليشيات الحوثية، هي مليشيات إرهابية يُستحال أن تتحاور معها، وأخطأت الحكومة اليمنية أكثر من مرة بفتح معها مجال الحوار، بالرغم أن هناك جولات سابقة من الحوار نهايتها فاشلة، بل مكنت المليشيات الحوثية من الوصول إلى ما هي عليه الآن،  ومهاجماتها على مناطق مدنية في السعودية وأهداف اقتصادية ليس لها علاقة بالأعمال العسكرية.

لن يتوقف الحوثي من تكرار استهداف المدنيين وممر الملاحة الدولي، ونشر إرهابه في اليمن وما جاورها، إلا العزم والحسم في إنهاء هذه الفوضى، ووحدة اليمنيين، لإجراء عملية جراحية دقيقة لاستئصال هذا السرطان الخبيث من الجسد اليمني، وقلب الأمة.

ننتظر من الإخوان المسلمون إعلاء المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار، وننتظر من الرئيس اليمني قرارات حاسمة وجريئة، تخدم الجمهورية اليمنية، وقضية الشعب اليمني، وتشكيل حكومة حرب مهامها الوحيد هو استعادة البلاد من تحت أنياب إيران.

-------

لمتابعة الكاتب

فيس بوك 

تويتر

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص