الاثنين 25 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
أنور الأشول
شرعية هادي ورؤية النعمان..
الساعة 18:55
أنور الأشول

مفهوم الشرعية في كتب القانون وعند المشرعين هي الأسس التي  تعتمد عليها الهيئة الحاكمة في ممارستها للسلطة وتقوم على حق الحكومة في ممارسة السلطة وتَقَبٌلْ المحكومين لهذا الحق..

أو كما جاء في مفهوم الشرعية عند ماكس فيبر أن النظام الحاكم يكتسب شرعيته من شعور الرعية بأحقيته وكفائتة في الحكم وانه من غير الشرعية يصعب على أي نظام حاكم يملك القدرة على إدارة الصراع بالدرجة اللازمة في المدى الطويل..

هل يا ترى ينطبق هذا المفهوم على شرعية هادي وحكومته ؟؟ وهل هادي يملك الكفاءة لحكم اليمن، وإذا افترضنا جدلا انه ينطبق ولو بحده الأدنى لهذا المفهوم هل المحكومين (الرعية) يقبلون بهذه الشرعية التي أثبتت فشلها على مدار فترةِ حكمها وراضين عنها؟؟

 بالتأكيد لا يوجد اليوم عاقل في اليمن وخارجه راضٍ عن شرعيةِ هادي واأاسباب عديدة.. فأي شرعية تتخلى عن مسؤوليتها الأخلاقية والإنسانية تجاه رعيتها لا تستحق منحها الشرعية  فما بالنا وقد تركت شرعية هادي الشعب اليمني يواجه مصيره المأساوي دون اكتراث لآلامه وأوجاعه وباتت عاجزةً عن إدارة الصراع بالتزام ومسؤولية وطنية.. وأثبتت فشلها يوما بعد آخر منذ تسلمها السلطة حتى اليوم، بل أنها لم تحافظ على مكتسبات الشعب وكل ما قدمته للمحكومين هو المزيد من المآسي والفقر والجوع وتجاوز ذلك إلى دفعهم لبذل دمائهم رخيصة لاستمرارهم في الحكم ولو من المنفى..

هذه الشرعية أسهمت بصورة مباشرة وغير مباشرة في هدم كل منجزات الشعب التي تحققت خلال عقود من حكم الزعيم الراحل علي عبدالله صالح..

هذه الشرعية لم توفر الأمن الذي كان ينعم به الناس من المهرة حتى صعدة وبات من الماضي عندهم وأصبحوا يحلمون به صبح مساء ولسان حالهم يقول سلام الله على عفاش ..

وأمام عشوائية شرعية هادي لم يحصل اليمنيون على شيء يذكرونه للتاريخ فالحياة من حولهم جفاف حتى ابسط حقوقهم المشروعة المتمثلة في مرتباتهم لسد رمق عيشهم بات سراباً أمام تدهور العملة الوطنية التي أسهمت الشرعية وغيرها في وصولها إلى هذا الانهيار فقد ضاقت الرعية ذرعاً بشرعية هادي التي لم تقم بواجبها برغم ما لقيته من دعمِ إقليمي ودولي لم تنله أيُ شرعيةِ قبلها الأمر الذي دفع بغالبية أبناء الجنوب تحديداً للخروج إلى الشوارع تُعَبِرُ عن عدم رغبتها باستمرار هذه الشرعية التي أساءت التصرف ولم تلتفت لمعاناة الشعب شمالاً وجنوباً أو تحقق لهم مطالبهم المشروعة دستورياً (العيش الكريم)..

لم يخطئ السفير السياسي مصطفى النعمان عندما قال ( بأن الشرعية صارت حاجة اقليمية أكثر منها حاجة لليمنيين لأنها لم تقدم لهم شيء) يأتي هذا في الوقت الذي يخرج لنا هادي بكلمة آخر الليل يدعو اليمنيين إلى الصبر ثم الصبر ثم الصبر حتى خُيّل لي أن هذا الهادي يملك عصىً سحرية لإخراج البلد من أزمته حتى وجدت أن مفتاح ذلك لديه هو في الأقلمة لليمن كما ذكرها في كلمته وما زاد الطين بله انه يعلم بما يدور في البلاد وقال (أنا عارف بوضعكم الاقتصادي والأمني وحياتكم اليومية)!

إذا كنت لا تعلم يا هادي فتلك مصيبة وان كنت تعلم فالمصيبة أعظم ما الذي يثنيك عن تخفيف معاناة الناس وأنت تعلم؟؟ وما جدوى انك تعلم وتترك اليمنيين بين رحى نارين الحوثيين من أمامهم بالقتل والتنكيل والشرعية العمياء من ورائهم بالنهب والتدمير، وكيف لنا أن نصدق بأنك تتألم لحال الشعب وتقول بأنكم جميعا من المهرة إلى صعده في مقلتي ولما لا تحقق مطلبا واحدا من الخمسة مطالب التي ذكرتها في ظل مؤازرة العالم اجمع لشرعيتك بالمال والهبات والسلاح؟؟

سأقول لك لماذا لان فاقد الشيء لا يعطي بكل بساطة فلست الزعيم صالح ولن تكن ولست الوطني الغيور على شعبه وأرضه وشرعيتك كما قال النعمان مجرد شعار على بقالة ليس فيها بضاعة.. شرعية لم تبق في البلد حتى ستة أشهر فأي شرعية هذه وأنت  باقٍ وشرعيتك فقط لأن العالم لم يجد البديل بعد والكلام هنا للنعمان..

وأنا أقول عندما يجد العالم البديل ستذهب أنت وشرعيتك غير مأسوفٍ عليك وما جنيته و أبنائك وحاشيتك من مال على حساب الشعب لن يسجله التاريخ إلا في أسوأ صفحاته.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص