الجمعة 22 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
د. سيف العسلي
كلكم تكذبون
الساعة 22:51
د. سيف العسلي

كل طرف من أطراف الحرب يدعي انه قد حق... إنجازات لا تعد و لا تحصى وعندما يحاول أي مراقب موضوعي أن يرى أي إنجازات على أرض الواقع فلا يرى سوى إخفاقات

قبل الحرب كانت هناك سيادة ناقصة فلم تعمل الحرب على إعادتها الى وضعها الطبيعي بل على العكس انهت ما تبقى من السيادة ... بسبب الحرب لم تعد لأرض اليمن أي حرمة من اي نوع ولم يعد لليمنيين أي حقوق لا في داخل اليمن أو في خارجه

كان لليمن دستور يحدد العلاقة بين مكونات المجتمع اليمني وبينها وبين الحكومة وبين مكونات الحكومة وكان يمثل مرجعية معقولة يمكن الرجوع اليها في حال الاختلاف وكان هذا الدستور يحمي بعض الحريات ويسمح بقدر من التعددية وينظم الانتخابات الدورية وبسبب الحرب فلم يعد هناك أي قواعد تحدد الحقوق والحريات و أصبح اليمن في حالة فوضى عارمة.

 هناك رؤساء لليمن لا يعدون و لا يحصون وحكومات بعدد الحركات التي تتصارع..

قبل الحرب كان هناك قوانين تنظميه تحاول  أن تنظم الحياة في كل أنحاء اليمن و بسبب الحرب أصبحت لكل جماعة قانونها الخاص... ففي أي مدينة من مدن اليمن تتعدد فيها القوانين بعدد تعدد الحركات التي تسيطر عليها فلكل حارة قانون يختلف عن الحارة المجاورة لها.

كان لليمن شبه دولة تؤدي بعض وظائف الدولة مثل التعليم ولو بحده الأدنى وتدفع رواتب الموظفين كل شهر و تقوم بتنظيم خدمات المرور وتسمح للأجانب ان يزروا اليمن وتمثل اليمن في المحافل الدولية جهة واحدة تتعامل معها الدول... اما الان و بسبب الحرب في اليمن فلم تعد هناك أي دولة من اي نوع

فماذا أنجزت هذه الحرب سواء أكوام من الكذب لا يضاهيه أي كذب في أي حرب سابقة او حتى أي حرب مشابهة لها في اي بلد آخر.

وبما اننا نعيش في عصر وسائل الاتصال المتقدمة فانه بإمكان أي شخص وبلمسة زر ان يجمع خطابات زعماء الحرب وسيرى انه يكذبون بعدد الكلمات التي يقولونها و سيرى الكذب مباشرة عندما  يصف هذا الزعيم الاحداث التي تجرى على أرض الواقع بغير حقيقة ما تجري

ثم يتبع كل خطاب جيش كبير من الكذابين الذين يكررون كذب كبيرهم الذي علمهم الكذب وهكذا يتحول من يتابعهم الى برميل من الكذب

وهنا يمكن ان نفسر بعض الظواهر التي تستعصي على الفهم فعلى سبيل المثال كيف لم يهتم الناس بانقطاع مرتباتهم ولم يخرجوا للمطالبة بها بل ان البعض خرج وطالب باستمرار الحرب الى الابد ولسان حاله يقول نحارب ولو متنا جوعا والطرف الاخر يقول نحارب ولو متنا اغتيالات

يقول الله في سورة النحل ان الذين لا يؤمنون بآيات الله لا يهديهم الله ولهم عذاب أليم.. الذين لا يؤمنون بآيات الله هم الذين لا يعترفون بالواقع كما هو ويحاولون توصيفه بغير حقيقته

لا شك إن ذلك هو أسوأ أنواع الكذب و أقبحه.. انما يفتري على الله الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله و أوليك هم الكاذبون.. و إن ادعوا انهم يتبعون القران ... ولو اقسموا جهد ايمانهم فأفعالهم أصدق من أقوالهم فهي تكذبهم ولا سماع لأي ادعاء لهم بعد ذلك .

من كفر بالله من بعد ايمانه فمن كان متبعا للقران لا يتعمد الكذب أبدا الا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان فقد لا يكذب من كذب عليه ولكنه لا يكذب ... ولقد توعد الله هذا الذي كذب على المؤمنين مستغلا ضعفهم اي ولكن من شرح بالكفر اي بالكذب صدر فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم

اني اقول لزعماء الحرب الذين يتعمدون الكذب على اتباعهم من اجل رفع روحهم المعنوية هم الذين يشرحون بالكفر صدرا ذلك بانهم استحبوا الحياة الدنيا على الاخرة وان الله لا يهدي القوم الكافرين فان كذبكم هذا سيهلككم قبل غيركم.

أوليك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم و ابصارهم و اوليك هم الغافلون .. لا جرم انهم في الاخرة هم الخاسرون.

لأنكم كلكم تكذبون فلا جرم انكم كلكم خاسرون فهل تعقلون.

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص