الجمعة 22 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
د. سيف العسلي
اليمن بلد بلا أصدقاء في هذا العالم
الساعة 22:04
د. سيف العسلي

هناك حقيقة مرة يجب على جميع اليمنين ان يدركوها وهي انه لا صديق لهم في هذا العالم فقد تركت كل دول العالم الشعب اليمني يواجه مصيره القاسي وحيدا..

لم يقتصر الامر على الامم المتحدة ومجلس الامن والمنظمات التابعة للأمم المتحدة وانما امتد ليشمل القوى السياسية الحاكمة والمعارضة ذات التوجه اليميني او المعدل او اليساري ولا شك ان ذلك اجماع لم يحصل ضد اي شعب في العالم لا في الماضي ولا في الحاضر وربما ولا في المستقبل، بل انه يمكن القول ان اليمن قد تجاهلته حتى المنظمات الانسانية التي تنشغل كلها او بعضها فيما يجري في بلد في العالم يواجه مصيرا قاسيا اقل بكثير من المصير الذي يعاني منه الشعب اليمني.

فلم يهتم احد بالحرب التي تدمر اليمن منذ ثلاث سنوات على الرغم انه لا مبرر لها على الاطلاق ولا على ضحاياها ولا على ما يقع في اليمن من عقاب جماعي لسكانه ولا على جرائم الحرب التي تمارسها كل الاطراف جهارا نهارا وكان اليمن ليس جزاء من هذا العالم وعضوا في الامم المتحدة وبشرا كأي بشر..

ترك اليمن للعصابات لتحكمه كيفما تشاء وسمح للدول التي احتله ان تتخلص من كل الالتزامات التي يفرضها القانون على دولة تحتل دولة اخرى فيما اذا كان هذا الاحتلال ناهيك اذا لم يكن ذلك مبررا كما هو حال الدول التي احتلت اليمن

ونتيجة لذلك فان الشعب اليمني يعيش في حالة هي اسواء من حكم الغاب كما يضرب به المثل..

كيف يمكن ان يحدث ذلك في مطلع القران العشرين في ظل تحول العالم الى قرية صغيرة فان يحرك كل ما يرتكب ضد الشعب اليمني ضمائر حكام العالم لقلة مصالحه في اليمن فلماذا لم تتحرك ضمائر الافراد والمنظمات.

إن هذه الحقيقة ان اليمنين قد ساعدوا على حدوث واستمرار هذه الظاهرة العجيبة اذ انه من الغباء والجهل ان يقتنع اليمنيون انه على حق في كل ما يقومون به وان العالم كله قد باعهم وانه على عداء مطلق معهم.

فاليمن لا تمثل شيء على المستوى الدولي يبرر وقوف العالم ضده والله اذا كان يهيئ لليمن اي دور فمن خلال قانون التدافع كان سيسخر له من يقف معه حتى من اعداءه..

اذن ما هي المشكلة انها كما قال الله ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيرا ما بأنفسهم لقد تخلى اليمنيون من انفسهم وتحولوا الى اعداء لبعضهم البعض وبالتالي اعداء للعالم اجمع..

الادلة على ذلك كثير لقد عبئ اليمنيين بالشعور المعادي للحياة بدوافع دينية وعرقية ومناطقية وسياسية واخلاقية واقتصادية وكل شيء تقريبا

فأصبحت الاسرة تعادي بعضها البعض وكذلك القرية والعزلة والمديرية والمحافظة، كل ما يأكله اليمنيون وما يتنفسونه وما يسمعونه ما يلبسونه ويتكلمون به هو العداوة  لبعضهم البعض وفي ظروف كهذه لا يمكن تصور ان يتفق اليمنيون على اي شيء الا على عداوة بعضهم البعض..

العالم ليس عدائيا الى هذه الدرجة ولا يمكن ان يجري اليمنين في عداهم لبعضهم فلذلك تخلى عنهم..

حتى يكون لليمنين اصدقاء في العالم فان عليهم ان يكون صدقات فيما بينهم ومن ثم سيعرف العالم من يصادق من اليمنين ومن يعادي وفي هذه الحالة يمكن أن يكون لليمن بعض الاصدقاء على الاقل..

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص