الجمعة 22 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
عبد الكريم المدي
حول السفير.. ومالذي قالته "السيد" عنه..؟
الساعة 21:33
عبد الكريم المدي

حملة رفع العقوبات عن السفير أحمد علي عبدالله صالح، مشروعة وعادلة بامتياز ولعلّي هنا أتذكر بأن أول من أطلقها وأثارها بشكل أو بآخر كان الأستاذة والمناضلة الوطنية والقومية الكبيرة /فائقة السيد باعلوي قبل عامين.

وربما أن هذا ليس المهم في الموضوع ،إنما هو من باب الإنصاف من جهة، ومن جهة ثانية، الإشارة إلى أن هذا المطلب الذي لا يختلف عليه عاقلان، كان منذُ بداياته الأولى يندرج في سياقه الطبيعي بعيدا عن أي تنجيمات أو توظيفات سياسية انتهازية، وهنا أتوقف عند ملاحظة  حرصت عليها الأستاذة فائقة، وللتاريخ أشهد بأنني كنت ألاحظها تُهتم بها كثيرا، بل وأسمعها تحث معظم الشباب والكتاب والإعلاميين -  وأنا أولهم- ّ على تسليط الأضواء عليها انطلاقا من الجوانب الإنسانية والقانونية والموضوعية وبناء على معطيات الواقع وقبل هذا وبعده على الحيثيات التي أتخذ على ضوئها قرار إدراج اسم السفير في قائمة العقوبات.

وأتذكر أيضا، بأنني في إحدى المرات قلتُ لها: سأكتب اليوم مقالا عن السفير أحمد علي ..قالت لي : "رائع ، أسعدني هذا الخبر ، أرسله لي فور الانتهاء من كتابته، واثق بأنك ستكتب عنه بطريقة مختلفة ومميزة كما عهدتُ قلمك".

 وحينما فرغت من كتابته ، نسيت إرساله لها ونشرته في صفحتي بالفيس، أتصلت بي بعد وقت قصير من إعادة نشره في عدد من المواقع ووسائل التواصل الاجتماعي قائلة : " كيمنية وقيادية مؤتمرية  كم أنا فخورة بقلمك وبما تكتبه وتتحدث به دوما وبما كتبته اليوم على وجه الخصوص عن السفير أحمد علي الذي أنصفته وتحدثت عنه بلسان الملايين من الناس".

وتابعتَ .." أقولها صادقة: لقد أجبرتنا على التحليق في آفاق وعوالم هذا الإنسان / البطل / الصابر/ الشجاع السفير أحمد الذي يكاد يختصر معاناة وعذابات شعبنا، وما أحوجنا إلى الأقلام التي تُبرز هذه الجوانب الايجابية وحقيقة مظلومية الرجل ، بعيدا عن الخوض في المسائل الخلافية والتخندقات الضيقة ، المتحيزة ، الصادرة عن نفوس هي أساسا حبيسة الماضي، عودتنا بأنها كلما أطلت برأسها عقّدت المشهد وقدّمتنا لبعضنا البعض وللعالم كوحوش وفرقاء نحتكم للمصالح الصغيرة والقلوب القاسية  وليس للعقول الحكيمة والنوايا الحسنة والمصالح الكبرى"

ذكرت هذا الموقف الهام والنبيل لهذه المرأة العظيمة على خلفية ما أشاهده اليوم من عنفوان وإعصار شعبي وعربي مبهج يطالب برفع العقوبات عن السفير أحمد علي، تتخلله هنا وهناك بعض الانزيحات والمشاعر ، وإن كانت طبيعية جدا، إلا أن أعداء الحقيقة والتسامح بقدرما أنهم لا يفوتونها، فإنهم يتخذونها أيضا،  مبررا كي ينشروا سموم الكراهية وإطلاق التحليلات والتحذيرات في قوالب من مفردات وعبارات بائسة، طائشة تهدف فقط، إلى إبقاء منسوب الصراعات في أعلى مستوياته ، وإطلاق أحكامها المسبقة المغلفة بتضليلات فجّة للرأي العام وللحقائق، نعرف جميعا بأنها دفعت ببلادنا منذُ العام 2011 وحتى اللحظة إلى الخروج عن المدار ونزع غريزة الاستقرار والحوار والشراكة من النفوس والعقول .

أختتم حديثي وأقول: السفير أحمد علي عبدالله صالح مواطن يمني شغل مناصب مدنية وعسكرية رفيعة يحتفظ له التاريخ والسواد الأعظم من الناس بأنه من القادة اليمنيين القلائل الذين فرضوا احترامهم وحبهم في نفوس الناس ولم يوظفوا يوما المنصب أو المال العام أو النسب في تحقيق كل هذا التقدير والمكانة، وإنما بسبب المهنية العالية والأخلاق الرفيعة والتواضع الجمّ واحترام المسؤوليات والانتماء  للأرض التي انجبته وأنجبت كل يمني ويمنية .

لذلك فمن اللائق أن نرد له جميل تعامله معنا كشعب  ونعترف بنزاهته وبحقه العادل  في رفع العقوبات عنه وندع له بعد ذلك الحرية في اتخاذ القرار المناسب  حول ما سيقدم عليه، وأين ستكون وجهته وكيف سيعيش وووالخ ؟

 

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص