السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
آثار سيد
ترامب وقمة الهبوط إلى الهاوية
الساعة 00:04
آثار سيد

انتهت قبل أيام القمة الإسلامية بالرياض بوجود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وبعض الزعماء العرب الموالين للسياسة الأمريكية بالمنطقة أو الآملين باقامة علاقات جيدة معها .

وفي الحقيقة أن السياسة الأمريكية ليست ديناميكية تتغير حسب كل رئيس، فهي محددة ومرسومة منذ الأزل ولن يستطيع أي رئيس تغييرها والمشي عكس التيار، واي كلام خلاف هذا يلوي ذراع الحقيقة وسنثبت هذا من خلال عدة نقاط  تالية، إلا أن كل مايفعله ترامب ليس تغييرا في السياسة بقدر ماهو تغيير الأسلوب ليس إلا ، وهذا ليس موضوعنا لأن الحديث يطول فيه .

والقمة التي عقدت في الرياض ماهي إلا لهدفين وفي الغالب لمصلحة ترامب كليا ، أولا هو تكوين حلف سنى لمواجهة إيران وتوسعاتها في المنطقة عن طريق حرب بالوكالة أي بالعرب ، والغرض الثاني هو عقد صفقات أسلحة جديدة بين ترامب والرياض .

فقد دعم الأمريكان ، الشيعة من قبل خلال الثورة الإيرانية وذلك لمواجهة الشيوعية والقومية ،وهاهم الآن عندما قويت شوكة إيران يدعمون السنة لمواجهة الشيعة ، ومن المتوقع إذا تماسكت السنة وقوي موقفها لن تترد أمريكا لمساندة الشيعة ضدها ، هذه هي السياسة الأمريكية دائما وأبدا .

وقد وقع حدث استثمرته الرياض في الترويج للإرهاب الإيراني لإنجاح قمتها المرتقبة ، وهو إطلاق الحوثيين صاروخ باليستي علي الرياض ، وللمرة الأولي يحتفي الإعلام السعودي بمثل هذه الضربات التي كان يتجاهلها وربما ينكرها في أوقات كثيرة لأنها تمثل مدي إخفاق قواتهم في اليمن .

والحديث حول ما يجري بين أمريكا وإيران يطول، فبالرغم من عدم تطرق  ترامب إلي أي موضوع يخص إيران في خطاب تنصيبه إلا أنه بدأ فترته الانتخابية بمواجهة شرسة مع إيران ومحاولة لكبح جماحها في المنطقة .

وبالرغم من كل مايقوم به ترامب من مواجهة لإيران عبر تصريحاته إلا أنها لم تذكر أي مواجهة له علي أرض الواقع سوي موقفين أولهما  ضرب مطار الشعيرات بسوريا وقذ ظهر بعدها أنه كان بتنسيق مسبق مع روسيا والذي لم يخلف أي خسائر تذكر ، والموقف الثاني هو إرسال واشنطن لمدمرة أمريكية إلي اليمن قرب مضيق باب المندب بججة حماية الممرات المائية  ولكنها تسعي لعرقلة أي تقدم إيراني أيا كان موقعه وليس لحمابة ممر مائي ، ويعتبر مافعلته أمريكا في اليمن عكس معظم توقعات المحللين أن أمريكا ستحاول الانسحاب من الشرق الأوسط ولملمة صفوفها خوفا من الانخراط في حرب جديدة بالمنطقة

بالإضافة إلي منع الإيرانيون من دخول أمريكا وهذا مافعله مع عدة دول عربية بحجة محاربة الإرهاب  ،ودعا ترامب مجلس الأمن للانعقاد لمناقشة تجربة الصاروخ الباليستي الإيراني ،وإعلان الكونجرس أنه سيدعم فرض عقوبات جديدة علي طهران ، ناهيك عن تهديد ترامب لإيران علي مرأ ومسمع في تغريدة له " أن إيران تلعب بالنار والإيرانيون لايقدرون كم كان أوباما طيبا معهم أما أنا فلست مثله " ، ولم تقف السلطات الإيرانية مكتوفة الأيد أمام ترامب وقرارته المتوقعة فقد رد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ،إن بلاده لم تستخدم القوة ضد أي أحد إلا في حالة الدفاع عن النفس  ، ولم تكتفي بذلك فقد طبقت طهران مبدأ  المعاملة بالمثل ردا علي قرار ترامب العنصري بمنع مواطنيها من السفر لأمريكا .

ولكن إن صح تصريح البيت الأبيض بأن العقوبات الإيرانية تم إعدادها قبل مجي ترامب إلي السلطة ، يمكننا القول بأن السياسة  الأمريكية تجاه طهران ثابتة منذ أن وضعت أمريكا أعمدة حكمها  ، فمافعله بوش تجاه إيران هو نفسه ما صرح به أوباما وهو نفسه مايقوله ترامب حاليا ، وهذا مايؤكد أن كل مايتخد تجاه إيران ماهو إلا عقوبات وتهديدات صورية ولم تستطيع واشنطن علي مواجهة طهران فعليا .

وبالرغم من العقوبات الأمريكية إلا أن إيران منذ اتمام الاتفاق النووي وقد حظيت بمزيد من الدعم من قبل الإتحاد الأوربي والصين ناهيك عن روسيا الحليف المقرب من السياسة الأمريكية منذ وصول ترامب للبيت الأبيض .

وقد توعد ترامب بإلغاء الإتفاق النووي ،الذي أبرمته إيران مع أمريكا بجانب خمس دول كبري أربعة منهم دائمة العضوية في مجلس الأمن ، لأن إيران تستطيع تصنيع قنبلة نووية من خلاله وأنها قادرة علي تنفيذ بنوده بسهولة .

فهل يمكن لترامب أن يلغي الإتفاق النووي ? إن الحديث في مثل هذه الأمور  يعتبر كلام يلوي ذراع الحقيقة فما اتفقت عليه 6 دول كبري ووافق عليه الكونجرس من قبل غير قابل أن يمزق بنوده ترامب بمفرده .

وكما ذكرنا سابقا أن إيران لم تقف مكتوفة الأيد أمام تصريحات ترامب  ، رد رئيس الطاقة الذرية الإيرانية علب أكبر صالحي أن في حال إلغاء ترامب للإتفاق النووي يمكن لإيران الذهاب لما هو أبعد من ذلك ، فإيران اليوم تختلف عن إيران قديما فقد إمتد نفوذها من بغداد إلي لبنان مرورا بسوريا واليمن .

وقد أعلنت الحكومة الأمريكية عزمها بناء منظومة دفاعية صاروخية لمواجهة إيران ، وتعتبر المسافة بين الولايات المتحدة وإيران 16 ألف كيلو متر ،فإن صح بناء إيران لصواريخ تقطع كل هذه المسافة فقد تقتصر أمريكا علي مجرد تصريحات وتهديدات وعقوبات صورية .

ومن الواضح أن اليمن ستصبح أولي ساحات الخلاف الأمريكي الإيراني وهذا مانوهت إليه صحيفة وول ستريت جورنال ،مؤكدة أن ترتمب سيختار اليمن كأول ساحة حرب يخوضها للتصدي لإيران ،عن طريق مواجهة الحوثيين الحليف الدائم لطهران باليمن .

بالإضافة إلي دعم آمريكا للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لما يقرب من عامين لمواجهة الحوثيين المدعومين من إيران ، وهو مايؤكد ثبات السياسة الأمريكية تجاه إيران .

وتعتزم أمريكا مواجهة إيران في كلا من سوريا والعراق واليمن ولبنان وأفغانستان والبحرين .

ففي اليمن يعد إرسال واشنطن لمدمرة أمريكية إلي اليمن قرب مضيق باب المندب بججة حماية الممرات المائية .

أما على الصعيد السوري فقد تكون المواجهة قائمة علي إخراج حزب الله من سوريا ، وقد ينجح ترامب في سوريا دون اللجوء الي حل عسكري إذا استطاع إنقاذ حليفه الروسي  الجديد بالتخلي عن علاقته العسكرية والدبلوماسية بطهران .

وقد تناقض الدور الأمريكي في سوريا بتوقف المساعدات الأمريكية للمعارضة السورية وهذا ماسيؤثر إيجابا علي إيران والأسد .

ويعد مصادرة أموال بعض العراقيين بالبنوك الأمريكية جانب من جوانب محاربة أمريكا للنفوذ الإيراني، حسبما نشر شارل أيوب في الديار اللبنانية ، بإستيلاء ترامب علي أموال لساسة عراقيين معتبرا أن هذه الأموال حق دماء الجنود الامريكيين بالعراق .

كاتبة وصحفية مصرية

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص