السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
أحمد طارش خرصان
عن الإنصاف واللحظة السوية
الساعة 20:05
أحمد طارش خرصان

لم تكن معركةً لنقول إننا انتصرنا، ولم تكن صحوة ضمير مفاجئة ، كما أنها لن تكون مناسبة للنيل من جهة بعينها ، بقدر ما هي لحظة انحياز لوجع المدينة وأنينها المفزع ، تجاه وحشية أنشبتْ مخالبها في الذي تبقى من إب .

لم يكن ما حدث في خليج سرتْ من تجريف للساحة ، ومحاولة السطو عليها بدعوى الإستثمار ، سوى إعلان واضح أن الدولة سقطتْ ، عندما تساوت وعصابات السطو وناهبي الأراضي ، متى علمنا أنها قامت بجرف الساحة ليلاً وتحت حماية عسكرية وأمنية .
ً

في لقاء سابق مع الدكتور عبدالواحد صلاح وعقب الضجة التي أثيرت ، حول بناء مساكن للنازحين في مصلى العيد ، قال الدكتور عبدالواحد صلاح إنه لن يكون إلّا مع إب ، ولن يكون موقفه بمعزل عن الموقف العام لإب كلها ، وذلك ما دفعه لإلغاء الفكرة تماماً والتوجيه بالبحث عن مكان خارج المدينة للبناء عليه وإيواء النازحين .

اليوم وخلال الإجتماع - الذي وجهتْ لي الدعوة لحضوره - المنعقد في ديوان عام المحافظة وبحضور كل قيادات السلطة المحلية وقيادة صندوق النظافة ، خصص لمناقشة برامج الصندوق عامة وقضية خليج سرت ( الحرية ) على وجه الخصوص .

لم يكن الدكتور عبدالواحد صلاح بعيداً عن الذي كان منه سابقاً ، والذي ظهر جلياً في موقفه الصريح والمعلن تجاه ما تم من تجريف لجزيرة خليج سرت ، وامتعاضه الشديد من أسلوب الجرف والتوقيت الذي كان جديراً بقطاع الطرق لا الدولة ، محملاً مسؤولية ما تم المستثمر المدعو أحمد الأهدل ذلك وكل من كان له يد في هذا الإجراء المستهجن ، ليطلق الدكتور عبدالواحد صلاح قراره القاضي بإلغاء العقد وإعادة الخليج إلى وضعه السابق ، وضمها للمستأجر الذي يدير حديقة خليج سرت على أن تظل متنفساً للحديقة وللجميع .

لطالما اختلفت مع الدكتور عبدالواحد صلاح - وسأختلف معه في الكثير من القضايا والممارسات  - لكنه اليوم كان جديراً بإحترام الجميع - وأنا أولهم - تجاه موقفه اليوم وانحيازه الصريح لصوت المنطق والعقل ، وتفهمه لحقيقة ما تم ، وقراره القاضي بإلغاء عقد المستثمر أحمد الأهدل في تلك المساحة المسطو عليها ، ولعل ذلك هو ما دفعني لأن أعلن صراحة شكري وتقديري للدكتور عبدالواحد صلاح ، مع إدراكي أن ثمة من سيبدون امتعاضهم تجاه هذا الموقف ، ولن يعدموا التأويلات الخالية من المتطق لتحليل هذا الموقف ، غير أنني أؤكد على حقيقة واحدة لا تكاد تبتعد عن أنني أملك من الشجاعة ما يدفعني لأن أكون منصفاً مع من نختلف معهم أو نتفق ، ومهما كانت ردود الأفعال منفلتة فلن يكون قادراً على تعكير حقيقة الموقف الذي قام به الدكتور عبدالواحد صلاح اليوم الموقف الذي كان للدكتور فيه الكلمة الفصل.

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص