السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
أروى عبده عثمان
مليشيات "خلع الزنة ولبس ميري "
الساعة 20:32
أروى عبده عثمان

المقاومة ب"ديلوكس".. الإصلاح والسلفيون – أنموذجاً 

- لا تقنعني بأن الثورة وفصائل المقاومة التي دخلت اليوم في طور الانشطارات العنقودية ، وصارت ، في أحسن الأحوال ، مثل " حبوب مجذوب مسوس ، ومدود" ، تتبنى مشروع وطن / مواطنة/قانون/دستور/تعليم/مساواة /حرية / ديمقراطية..الخ من المفاهيم الإنسانية . 

جماعات " خلع الزنة ولبس ميري" المقاومة ، والتي ترفع شعار :"الله وأكبر " والمجوسي عدو الله ، "تم الدعس " على كفار قريش ، ..الخ من شعارات العنف والطائفية التي عجت بها ساحات الاحتجاج 2011 ، حين أخُتزل معنى الثورة والتغيير إلى منصة في قبضة بوليسية مشيخية قبائلية أمنية دينية ، من تكبير وركوع وسجود ، وقيام وقعود وزعيق ، والحاكمية لله ، والخلافة الإسلامية ، والشريعة والسنة ، وابن تيمية ، والتجييش لتجريم المدنية والديمقراطية وكل مقومات دولة المواطنة المتساوية ، وكذلك "مشروع شهيد" و"الشهيد القادم "، و"الشهيد الحافظ والراكع والساجد " ،و"كلنا شهداء " و" باب الجنة مفتوح في جولة القادسية ، وأن القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة :  وكلما زدنا شهيد ، والزحف نحو القصر الجمهوري ، ولا إله إلا الله والحوثي عدو الله ، وفصل النساء عن الرجال "الثوار" ، وشتمهن وضربهن ، ونعتهن بأنهن ناقصات عقل ودين وميراث ، وأن الله لن ينصر الثورة والإسلام والمرأة تزاحم الثائر في ساحة الثورة والتغيير بالاختلاط.. ، ثم تقل لي في آخر المطاف : هذه هي المقاومة ، هذه الثورة ،وهذا التحرير ، هذا هو اليمن الجديد ! 

إنه يمن لا يختلف عن خلطة "فخفخينا" عفاش المؤبدة : " الله ، الوطن ، الثورة ، الوحدة " !.
- لا تقنعني بأن من يحوّل ساحة التغيير إلى سجن كبير باعتقال كل مخالف ، وأن من يستأثر بخطاب الثورة والتغيير هو "الإصلاحي" و"السلفي " وأذرعهم من الجهاديين ، والمتطرفين ، والإرهابيين هم   الحق ، هم الثوار الحقيقيون والمؤمنون ، المعصومون ، المطهرون ، المصطفون والحكم إلا لهم ، أما غيرهم ، فهم الباطل / الخونة / الكفرة / أشباه رجال ، لديهم ميول مدنية وعلمانية والحادية  ..الخ !
وكلما أرتفع صوت النقد ، تراهم يستشرسون ويكذبون بقناع التقوى والورع بردودهم الاستفزازية : " ما هي إلا تصرفات فردية " و "أهم شيء نسقط صالح وبعدين نحن وأنتم نسد" ، نحن " رحماء بيننا أشد على الكفار من عفاش وأزلامه " ، لا " تشقوا الصف " ، الصف الواحد والمعمار الأوحد " ، و"العدو المتربص " ، وأمريكا وإسرائيل  ..الخ !

- لا تقنعني بأن من يرفع شعار "لا دراسة ولا تدريس حتى يسقط الرئيس " فيغتصب المدارس والجامعات المكتبات والمعاهد والأماكن التاريخية والأثرية والمؤسسات المدنية التابعة للدولة ويعسكرها ويحولها إلى معتقلات ويفجرها بمنتهى القسوة والبرود ، أيضاُ سيمنحني الوطن المحرر  ، بنيانه التعليم  والحرية والأمن والأمان، الوطن الذي يكبر بتعايشه وتعدديته وقبوله بالمختلف ..! 
- لا تقنعني بأن تلك الحشود المليونية القبائلية المدججة بالعنف والسلاح والنكف والنفير والعيب الأسود والثارات ، وكذلك حشود العسكر و"شقاة" الجنرال الأحمر ومليشيات جامعة الإيمان ومدارس التحفيظ المغلولة بالطائفية والمذهبية والتمييز ، ذلك التجييش المساجدي / الإيماني / الإصطفائي / القبائلي المسلح ، كلهم يقاومون من أجلنا وأطفالنا والمستقبل ! 

- لا تقنعني بأن أبطال المقاومة وهم يشنفون آذاننا في المعارك في كل خطاباتهم أكانت في نشرات الأخبار اليمنية والعربية ، ومواقع التواصل الاجتماعي ،  بأنهم يدافعون عن الله والإسلام والعرض والشرف ، ويسردون من أن المقاومة أغتنمت الليلة : أسلحة ورؤوس أعداء وبيوت الكفرة المجوس ، وأن النصر حليفهم  ، لأن الله معهم ، و شعارات مقاوماتية : الشعب يريد تطهير البلاد ، وزوامل عنف :" دقت طبول الحرب الحميرية ، و " في أرض حرة طاهرة ، ثارت على كل الروافض والزيود ، من باب موسى للدحي ، للقاهرة ، لا دار شيخ العز والعزة حمود " ، فكيف اركن عليهم بتحرير وطن ، أركن على عمري وعمر أولادي فيه ،أركن على حاضر ومستقبل يؤثث بالكراهية والعنصرية ؟! 

- كيف أقتنع بأن الداعية هو المحرر الأول والأخير في خارطة الوطن  ، وأن وعاظ السلاطين  هم دعاة التغيير هم دولة المواطنة والديمقراطية ، وأن المجاهد المسلح "المعكوم"  ب" خير أمة " وأطهار ، وأنجاس ، وخونة ، ومقاومة ، وأمة كافرة وأمة مؤمنة ، ودار حرب ، ودار إسلام ، هو وجه اليمن المدني في الألفية الثالثة ؟!

2017 : هاهي المليشيات الربانية المقاومة في تعز تتناحر وتتجازر ، تارة باسم الشرعية ، وتارة باسم حزب الإصلاح ، وأخرى باسم كتائب " أبو العباس " والزريق والرزيق والمخلافي والسرحاني والغزواني ، والعديني ، والصبيحي ، والربيشي ، والصبري ، والحدناني والعدناني ، والأم صبياني .. ، لقد حولوا تعز إلى غرزة / غزوة ديلوكس " للقتل والفيد ، غنائم ومُلك "شقاة الله" ، وكل تلك المليشيات الثورية المقاوماتية " تضج  باسم الشرعية ، و" قال لي الرئيس ، و " ما قال لي الرئيس .. !!

والأخطر ، أن دول التحالف العربي والدولي ، تخيرنا بين" الإصلاحي" و"السلفي"  وكأن الأخير فولتير و"ابن فارع " ما نديلا ، وأن قادتهم "العكفة " قادة التنوير والدولة المدنية الحديثة .. حتى الجنان / اللاعقل  يا قادة تحالف يشتي له ذرة عقل .. إلا إذا كنتم تشتغلون بحكمة عفاش  الخالدة : " أكسر الحبة بأختها " الحكمة الربانية التي  ابّدت عفاش وعائلته  في الحكم أكثر من 36عاماً  ، أبدته ب:  اليمن المغلق ، المغلول بالجوع والفقر والأمية ، والفساد ، والطاعون ، يمن عفاش "ماركة (60) مليار دولار ، اليمن الذي كشفت التقارير الدولية أن طفلاً يمنياً يموت في كل عشر دقائق من سوء التغذية !
للأسف ، مازالت محرقة اليمنيين تدور بنا وعلينا عبر المحافل المحلية والدولية لتخييرنا بمليشيات الموت  : " إما الحوثي ، وإما داعش " ، إما الإصلاح وإما السلفيين " ، إنها المهزلة الكارثية التي لا، ولن تبقي ولن تذر ، الكارثة المضاعفة للشرعية والمقاومة ، ودولة الإمارات ودول التحالف لتخيرنا بين محرقتين ، بين قيامتين / موتين .. 

قطف خبر : 
الرهان على الحسم العسكري وحده ، يظل بائساً.. لأن الأساس / العقل/ المكون / مغيب ، بل ، أنه "خثث" ، خرب، بائد .. فإن لم تتبنى الثورة والمقاومة خطاب الفكر ، خطاب التعليم والحقوق والحريات والانفتاح ، بدولة المواطنة .. فأنها كغيرها من مقاومات وثورات كثييييرة ، ثورات من ذاكرة خربة في بطون الكتب الصفراء ،  " كركر جمل " ، أي "حجرة سيزيف " التي تدورو وتدور علينا .. وبهذا التدوير العدمي سينتقل صميل المليشيات إلى مليشيات وكتائب أخرى أكثر عنفا وتدميرا وهكذا .. 

 وكأنه كُتب عليكم يا أبناء اليمن تدوير وتدوال الأزمات و المهالك والحروب و" من هالك لمالك لقباض الأرواح " و " ياهارب من الموت يا ملاقيه" حكمة أهل اليمن في ظل اللادولة ، وظل الحروب ، وفي ظل استدعاء  المنقذ / المهدي المنتظر من الخارج !!!.. 
وإلا كيف تشوفووووا؟ 
**
ملحوظة (1): أرجو ألا يفهم ما آنف أن المقصود هو المقاومة كلها ..

 

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص