السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
أروى عبده عثمان
مليشيات "خلع الزنة ولبس ميري "
الساعة 20:32
أروى عبده عثمان

المقاومة ب"ديلوكس".. الإصلاح والسلفيون – أنموذجاً 

- لا تقنعني بأن الثورة وفصائل المقاومة التي دخلت اليوم في طور الانشطارات العنقودية ، وصارت ، في أحسن الأحوال ، مثل " حبوب مجذوب مسوس ، ومدود" ، تتبنى مشروع وطن / مواطنة/قانون/دستور/تعليم/مساواة /حرية / ديمقراطية..الخ من المفاهيم الإنسانية . 

جماعات " خلع الزنة ولبس ميري" المقاومة ، والتي ترفع شعار :"الله وأكبر " والمجوسي عدو الله ، "تم الدعس " على كفار قريش ، ..الخ من شعارات العنف والطائفية التي عجت بها ساحات الاحتجاج 2011 ، حين أخُتزل معنى الثورة والتغيير إلى منصة في قبضة بوليسية مشيخية قبائلية أمنية دينية ، من تكبير وركوع وسجود ، وقيام وقعود وزعيق ، والحاكمية لله ، والخلافة الإسلامية ، والشريعة والسنة ، وابن تيمية ، والتجييش لتجريم المدنية والديمقراطية وكل مقومات دولة المواطنة المتساوية ، وكذلك "مشروع شهيد" و"الشهيد القادم "، و"الشهيد الحافظ والراكع والساجد " ،و"كلنا شهداء " و" باب الجنة مفتوح في جولة القادسية ، وأن القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة :  وكلما زدنا شهيد ، والزحف نحو القصر الجمهوري ، ولا إله إلا الله والحوثي عدو الله ، وفصل النساء عن الرجال "الثوار" ، وشتمهن وضربهن ، ونعتهن بأنهن ناقصات عقل ودين وميراث ، وأن الله لن ينصر الثورة والإسلام والمرأة تزاحم الثائر في ساحة الثورة والتغيير بالاختلاط.. ، ثم تقل لي في آخر المطاف : هذه هي المقاومة ، هذه الثورة ،وهذا التحرير ، هذا هو اليمن الجديد ! 

إنه يمن لا يختلف عن خلطة "فخفخينا" عفاش المؤبدة : " الله ، الوطن ، الثورة ، الوحدة " !.
- لا تقنعني بأن من يحوّل ساحة التغيير إلى سجن كبير باعتقال كل مخالف ، وأن من يستأثر بخطاب الثورة والتغيير هو "الإصلاحي" و"السلفي " وأذرعهم من الجهاديين ، والمتطرفين ، والإرهابيين هم   الحق ، هم الثوار الحقيقيون والمؤمنون ، المعصومون ، المطهرون ، المصطفون والحكم إلا لهم ، أما غيرهم ، فهم الباطل / الخونة / الكفرة / أشباه رجال ، لديهم ميول مدنية وعلمانية والحادية  ..الخ !
وكلما أرتفع صوت النقد ، تراهم يستشرسون ويكذبون بقناع التقوى والورع بردودهم الاستفزازية : " ما هي إلا تصرفات فردية " و "أهم شيء نسقط صالح وبعدين نحن وأنتم نسد" ، نحن " رحماء بيننا أشد على الكفار من عفاش وأزلامه " ، لا " تشقوا الصف " ، الصف الواحد والمعمار الأوحد " ، و"العدو المتربص " ، وأمريكا وإسرائيل  ..الخ !

- لا تقنعني بأن من يرفع شعار "لا دراسة ولا تدريس حتى يسقط الرئيس " فيغتصب المدارس والجامعات المكتبات والمعاهد والأماكن التاريخية والأثرية والمؤسسات المدنية التابعة للدولة ويعسكرها ويحولها إلى معتقلات ويفجرها بمنتهى القسوة والبرود ، أيضاُ سيمنحني الوطن المحرر  ، بنيانه التعليم  والحرية والأمن والأمان، الوطن الذي يكبر بتعايشه وتعدديته وقبوله بالمختلف ..! 
- لا تقنعني بأن تلك الحشود المليونية القبائلية المدججة بالعنف والسلاح والنكف والنفير والعيب الأسود والثارات ، وكذلك حشود العسكر و"شقاة" الجنرال الأحمر ومليشيات جامعة الإيمان ومدارس التحفيظ المغلولة بالطائفية والمذهبية والتمييز ، ذلك التجييش المساجدي / الإيماني / الإصطفائي / القبائلي المسلح ، كلهم يقاومون من أجلنا وأطفالنا والمستقبل ! 

- لا تقنعني بأن أبطال المقاومة وهم يشنفون آذاننا في المعارك في كل خطاباتهم أكانت في نشرات الأخبار اليمنية والعربية ، ومواقع التواصل الاجتماعي ،  بأنهم يدافعون عن الله والإسلام والعرض والشرف ، ويسردون من أن المقاومة أغتنمت الليلة : أسلحة ورؤوس أعداء وبيوت الكفرة المجوس ، وأن النصر حليفهم  ، لأن الله معهم ، و شعارات مقاوماتية : الشعب يريد تطهير البلاد ، وزوامل عنف :" دقت طبول الحرب الحميرية ، و " في أرض حرة طاهرة ، ثارت على كل الروافض والزيود ، من باب موسى للدحي ، للقاهرة ، لا دار شيخ العز والعزة حمود " ، فكيف اركن عليهم بتحرير وطن ، أركن على عمري وعمر أولادي فيه ،أركن على حاضر ومستقبل يؤثث بالكراهية والعنصرية ؟! 

- كيف أقتنع بأن الداعية هو المحرر الأول والأخير في خارطة الوطن  ، وأن وعاظ السلاطين  هم دعاة التغيير هم دولة المواطنة والديمقراطية ، وأن المجاهد المسلح "المعكوم"  ب" خير أمة " وأطهار ، وأنجاس ، وخونة ، ومقاومة ، وأمة كافرة وأمة مؤمنة ، ودار حرب ، ودار إسلام ، هو وجه اليمن المدني في الألفية الثالثة ؟!

2017 : هاهي المليشيات الربانية المقاومة في تعز تتناحر وتتجازر ، تارة باسم الشرعية ، وتارة باسم حزب الإصلاح ، وأخرى باسم كتائب " أبو العباس " والزريق والرزيق والمخلافي والسرحاني والغزواني ، والعديني ، والصبيحي ، والربيشي ، والصبري ، والحدناني والعدناني ، والأم صبياني .. ، لقد حولوا تعز إلى غرزة / غزوة ديلوكس " للقتل والفيد ، غنائم ومُلك "شقاة الله" ، وكل تلك المليشيات الثورية المقاوماتية " تضج  باسم الشرعية ، و" قال لي الرئيس ، و " ما قال لي الرئيس .. !!

والأخطر ، أن دول التحالف العربي والدولي ، تخيرنا بين" الإصلاحي" و"السلفي"  وكأن الأخير فولتير و"ابن فارع " ما نديلا ، وأن قادتهم "العكفة " قادة التنوير والدولة المدنية الحديثة .. حتى الجنان / اللاعقل  يا قادة تحالف يشتي له ذرة عقل .. إلا إذا كنتم تشتغلون بحكمة عفاش  الخالدة : " أكسر الحبة بأختها " الحكمة الربانية التي  ابّدت عفاش وعائلته  في الحكم أكثر من 36عاماً  ، أبدته ب:  اليمن المغلق ، المغلول بالجوع والفقر والأمية ، والفساد ، والطاعون ، يمن عفاش "ماركة (60) مليار دولار ، اليمن الذي كشفت التقارير الدولية أن طفلاً يمنياً يموت في كل عشر دقائق من سوء التغذية !
للأسف ، مازالت محرقة اليمنيين تدور بنا وعلينا عبر المحافل المحلية والدولية لتخييرنا بمليشيات الموت  : " إما الحوثي ، وإما داعش " ، إما الإصلاح وإما السلفيين " ، إنها المهزلة الكارثية التي لا، ولن تبقي ولن تذر ، الكارثة المضاعفة للشرعية والمقاومة ، ودولة الإمارات ودول التحالف لتخيرنا بين محرقتين ، بين قيامتين / موتين .. 

قطف خبر : 
الرهان على الحسم العسكري وحده ، يظل بائساً.. لأن الأساس / العقل/ المكون / مغيب ، بل ، أنه "خثث" ، خرب، بائد .. فإن لم تتبنى الثورة والمقاومة خطاب الفكر ، خطاب التعليم والحقوق والحريات والانفتاح ، بدولة المواطنة .. فأنها كغيرها من مقاومات وثورات كثييييرة ، ثورات من ذاكرة خربة في بطون الكتب الصفراء ،  " كركر جمل " ، أي "حجرة سيزيف " التي تدورو وتدور علينا .. وبهذا التدوير العدمي سينتقل صميل المليشيات إلى مليشيات وكتائب أخرى أكثر عنفا وتدميرا وهكذا .. 

 وكأنه كُتب عليكم يا أبناء اليمن تدوير وتدوال الأزمات و المهالك والحروب و" من هالك لمالك لقباض الأرواح " و " ياهارب من الموت يا ملاقيه" حكمة أهل اليمن في ظل اللادولة ، وظل الحروب ، وفي ظل استدعاء  المنقذ / المهدي المنتظر من الخارج !!!.. 
وإلا كيف تشوفووووا؟ 
**
ملحوظة (1): أرجو ألا يفهم ما آنف أن المقصود هو المقاومة كلها ..

 

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً