السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
محمد عبدالله القادري
التبرعات لبنك الحوثي
الساعة 18:09
محمد عبدالله القادري

وصلتني رسالة عبر جوالي مفادها طلب التبرعات للبنك المركزي في صنعاء بمائة ريال او بخمسمائة ريال او بألف ريال ، والوقت الذي وصلتني فيه الرسالة لا أمتلك فيه ريال واحد ومثلي الكثير من ابناء الشعب اليمني ، فسألت نفسي : من وين نتبرع ؟ ولمن نتبرع ؟ ولماذا نتبرع ؟

من وين نتبرع : ونحن بلا مرتبات ومفصولون من اعمالنا واغلب الشعب اليمني عاطل عن العمل منذ ان جاء الانقلاب الحوثي ، فالموظف بلا راتب وكيف يتبرع ، والتاجر مفلس وخسران والعامل لم يجد اي عمل ، وليس هناك اي دخل بصيص حتى يتبرع الشعب الذي اصبح اغلبه بحاجة لمن يتبرع له ويوفر له لقمة العيش.

ولمن نتبرع : هل نتبرع للجماعة الحوثية التي نهبت كلما في جيوب الشعب بحجة التبرعات للمجهود الحربي والتبرعات للشهداء والتبرعات للجبهات والتبرعات للبردقان و... و... الخ.

ولماذا نتبرع : هل نتبرع لبقاء الانقلاب وممارسة القتل وتفجير المنازل وتعذيب المعتقلين والسجناء واختطاف الاعلاميين واصحاب الكلمة الحرة .

  الحوثيون اضطهدوا الشعب ونهبوا خيرات الوطن وتجدهم يطلبون تبرعات بأسم الوطن ، واشعلوا فتيل الحرب وتجدهم يطلبون تبرعات لاستمرارها ، ونهبوا الدولة والبنك المركزي وتجدهم يطلبون تبرعات للبنك ، فبالله عليكم هل حدث في تأريخ البشرية ان هناك دولة في العالم تطلب تبرعات لبنكها المركزي من المواطن المسكين المغلوب الذي يفترض ان تقوم الدولة برعايته من بنكها .

 لم يكتفي الحوثيون بالضرائب وبيع المعونات والابتزاز والسلخ والنهب الذي طال اغلبية ابناء الشعب اليمني ، بل انهم يريدون ان يأخذوا حتى الخمسون الريال الذي يمتلكها بعض اطفال اليمن كجعالة رغم ان اغلب الاطفال لم يعد يجدون اي ريال واحد لشراء جعالتهم التي انقطعت منذ ظهور دولة الحوثي الانقلابية ومسيرته الانقلابية في اليمن .

  بعد ان تم نقل البنك المركزي إلى عدن وجد الحوثيون فرصة سانحة لاختلاس المواطنين بحجة التبرعات لبنك صنعاء ، وكما هو معروف انهم من نهبوا مليارات الدولارات من بنك مركزي صنعاء وحولوها لارصدتهم الخاصة في الخارج واصبحوا خلال ايام قليلة مليونيرات بعد ان كانوا حفاة عراة يلبسون الثيابات الوسخة واحذية ابو بنانة ، واستولوا على التبرعات التي كانوا يجمعونها بحجة المجهود الحربي ولم يعطوا لمقاتليهم في الجبهات سوى مبلغ عشرون الف ريال في الشهر او الشهرين احياناً ، فأي تبرعات يطلبونها الحوثيون اليوم لبنكهم في صنعاء الذي لو أخرجوا مانهبوه منه ومن الشعب لكان كافي لرفد ميزانية دولة لمدة عامين .

  اي دولة تقوم على التبرعات من مواطنيها لبنكها المركزي فهذه ليست دولة ولن تستمر ولن تدوم ، والمواطن مطلوب منه ان يدفع الضرائب والزكاة وغيرها من الطرق المشروعة لرفد خزينة الدولة عبر استثمار او تأمين او غيرها ، وليس مفروض عليه ان يتبرع ويتصدق على البنك المركزي الذي افلس نتيجة نهب العصابة الحاكمة وفشل الادارة الانقلابية .

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً