السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
أحمد طارش خرصان
دعوا إب
الساعة 00:34
أحمد طارش خرصان

لا تحتاج منكم إب أكثر من أن تدعوها وما هي فيه ، ولا تجهدوا أنفسكم في إهدائها بندقيةً بزنادٍ معطوب ، وخصماً بمواصفات سيئةٍ .

ربما غاب عنكم أن إب - وحدها - تدرك أنها تواجه عدوَيّن ، لا مكان للوطنية في كل ما يمارسانه ويفعلانه تجاه مدينةٍ ، أخفقتْ المدن المقاومة في مدِّها بالنموذج المُغْري والجيد ، كي تجارفَ وتنصب المتاريس في شارعيها الوحيدين ، وعلى أسطح البنايات الفارهة المنسابة من عرق المغتربين وسنين غربتهم ، وتشتتهم القسري في كل بلدان العالم .

تواجه إب صلف الحوثيين وإنتهاكاتهم ، التي بلغتْ أوجها هذه الأيام ، بعد أن طال الإنتهاك آخر السبتمبريين الراحل بجمهوريته النظيفة الشيخ عبدالعزيز الحبيشي - رحمه الله ووالدي - كخنجر ثأر مؤجلٍ ، تمكن الإماميون اليوم - وقد امتلكوا القوة - من غرزه في خاصرة جمهوريتنا العليلة .

يعتقد الفشل القابع في غرف الرياض ، أن قراراً ما - كتعيين محافظ مثلاً - قد يكون كافياً - وبدرجة ما - لإهداء إب ما يشعرها بالحرية ، والتعافي من كل أمراضها وأوجاعها الطارئة .

ربما لا تجد توصيفاً لهذا الذي يحدث ويمارس ، وكأن عليك - فقط - إستقبال مخلفات تلكم العقليات الرثة ، كلما منحتنا بعضاً من رعايتها واهتماماتها السيئة .

تعبش إب بنصف رئة وكرامة منتهكة ، وتحاول الخروج من مستقبلها المشرع على الدمار والخراب بأقل الخسائر ، مدركةً - مهما كانت صوابية ما قامت به من عدمه - أن الخروج بذاكرة منتهكة أفضل بكثير من الخروج بمقابر وأضرحة وجدران متشحة بصور من سنفقدهم في معاركَ ، يشعرك الفندقيون أنها لن تكون معارك شريفة البتة ، وأننا حينها لن نكون سوى ضحايا ، قاتَلْنَا إلى جوار الخطأ في الجبهة الصحيحة على الدوام .

في مدينةٍ تفرك أصابعها بتوجس وريبة ، تذعن لظنونها التي تعتقدها غير سيئةٍ ، وتحاول بتوتر واضطراب بالغين التكهن بتواجدها في الحيز الذي يبقيها ، في نظر الكائنات المتهالكة كامرأة فاتنةٍ ، وضعها الحظ السيء وحيدةً ، في مواجهة المخاوف غير البريئة وحتمية النيل من سمعتها وشرفها 
ذلكم الشرف الذي أثمر في نهاية الأمر  قراراً بائساً وغير مستحقٍ لرجلٍ ، لن ينجح قرار تعيينه محافظاً لإب في منحه أكثر من توصيف قاتلٍ ، عجز في أن يكون قائداً حقيقياً ومقاوماً نزيهاً ، إذْ لا قيمة لمن يغدر بجنوده ويوجه رصاصات حقده إلى صدور من منحوا الوطن بمجانية ونزاهة أرواحهم ، تاركين للتاريخ مسؤولية التدوين وحفظ المرويات ، وسردها للأجيال القادمة بحيادية وتجردٍ ، قد يكون كافياً
حينها لأن نشير بأصابعنا إليه ذلكم القاتل الذي غافلنا ، وصار محافظاً لمدينةٍ  ستمنحه مكتباً فخماً في أحد شوارع الرياض هناك حيث يقضي القتلة أيامهم الأخيرة .

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص