الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
أروى عبده عثمان
"طاقة صالح" إلى : نساء بلادي في عيد حبهن
الساعة 18:07
أروى عبده عثمان

ليست ناقة صالح وانما "طاقة صالح " تذكروا هذه المفردة في كل حين ، صرّوها في اذهانكم ووجدانكم دون أن تجعلوها طاقة جهنمية للثارات والكراهية والأحقاد لكن من باب ذاكرة تاريخية تعنون ب "طاقة صالح " .

لقد كان صالح يعي معنى "الحرب من طاقة لطاقة " عندما أطلقها في وجه شعبه في 2011 ، مع بدء إحساسه بإنهيار أعمدة حكمه بالحديد والنار ، وتحويل اليمن الى مزرعة للملك والثروة ، ونسج الصهارات والتمدد اللانهائي في المكان والزمان عبر مؤسسة مشائخ القبائل والدين والعسكر والمال .. الخ .

وعى عفاش وبدهاء خارق كيفية تنفيذ الحروب العابرة للطاقة وأن يمدها ويهرقها في كل مسامات الجسم اليمني والجوار من 2011 - 2016 و- بالإنطلاق من خبرات حروبه السابقة - عندما أطلق في خطابه الأخير قذيفة " أن الحرب لم تبدأ بعد" ، وكأن الأرواح الساكنة خلف الشبابيك والقمريات الملونة والرخامية وبين عتباتها الخشبية المزخرفة ، وأبوابها ومفاتيح النقش والستائر البيضاء الشفافة لم تحترق بعد ، ولم تتناثر وتتطاير معها الضحكات والمناداة ، والوشوشات ، ولحظات الانتظار المسروقة ، كيف تناثر كل شيء إلى أشلاء في السماء والأرض ، والفراغ ، وتعاند وتقول أن أن الحرب لم تبدأ بعد ؟ كيف يا ملك "الطاقة" ؟!!. 

حروب "الطاقة" وعاها صالح ونفشها موتاً هادراً وصامتاً معاً ، قذفها في نافذة المفرج ، والدارة والمطبخ وغرفة النوم ، والشاقوص ، ومشربيات الضوء ، والدهليز .. حروب" طاقة " صالح مغموسة في الأكل والشراب ، ملتصقة في نقوش السقف ، والملاية ، والمخدة ، و"مجاول" الريحان والشذاب على "سوم" السطوح . 

حروب "الطاقة "، وجع الجدران الباردة ، والميزاب المسدود ببقايا قذائف الهاون والكاتيوشا ، و"مجمرة " بخور تسرب دخانها منذ أن طرق صالح منضدة الحكم :" بعدي لا زاد ظهرت شمس " ، إما أنا ، وإما "الطاقة" .. فأختر أيها الشعب !! 
حروب "طاقة صالح " ، تعني أن يتناقص عدد أفراد الأسرة على مائدة الغداء ، يتناقصون في المدرسة ، وأحواش اللعب ، ألا يبقى الطير والحجر البشر والشجر ، أن يصبح سرير الزوجية لأقل من نفر ، وكذلك أسرة الأطفال ، وأحياناً يكون القبر هو السرير الأخير .

"طاقة صالح" تعنونت بالدم والبارود ، ودمار كل شيء لكل شيء ، حرب الجميع بالجميع ، لم تعد كحروبه السابقة : مجاعة ، جهل ، مرض ، رصاصة طائشة ، حادثة سير ، انفجار لغم ، غرق في بحر ، بالوعة ، بركة ، صعقة الموت بسلك كهرباء مكشوف ، إبرة تخدير ، ..الخ من الحروب المتفرقة للطاقة الممتدة لأكثر من (33) عاماً .

"طاقة صالح" انفجار الكراهية في كل بيت و"زوّة "، وباحة مسجد وتجمع ، ومنهج دراسي ملغوم وو.. اضلاعها : لامدرسة ، لا مصنع ، لا مشفى ولامتحف ، لا حب ، ولا ألوان سوى الأسود ، والبني الداكن لجيشه العائلي ، لا قانون سوى شرعة قطعان القتل دستورها " الوحدة أو الموت" و" ما الحكم إلا للطاقة ".. لا دولة سوى" حصن عفاش "، وأنفاق السلاح ، طاقة قنص لكل من لا يسبح بحمدها..الخ ، فعن أية بنية تحتية وتختية يتحدث صٌناع فلكلور " حرب الطاقة "؟!

                                                               **
في عيد الحب : 
من أية نافذة سأمسك الشمس ، وأختلس قبلة القمر ، أو حتى لمسة هاربة ، دندنة أرسلها لقريب أو لحبيب .. ؟
في عيد الحب ، ماذا أقول ل"أساطية" المعمار اليمني الياجور والحجارة والطين والخشب والنورة ، والجبسيات الذين أفنوا عمرهم وتاريخهم وإرثهم وتوارث المهنة أباً عن جد ،ليل نهار وهم ينقشون ويجملون شبابيك الحياة ، وقمريات قوس قزح العصارى أنفاس البيت ، الإنسان ، والحيوان ، والزهر البلدي ، وأصص الريحان والشذاب والأزاب النعناع الأخضر ، وتميمية " لا حضر شيطانِ" و" يسعد صباحك ياحلو " .


في عيد الحب ، كل نوافذ بلدي تقول : " آآآآآح ، ومليون آآآآآح" ، تغرف من أشجان الأمس ، وما تبقى منها ، يابسة جفت وتكسرت كل الفصول على مغالقها ، طيف / شبح حبيب كُدست أوراق عمره الربيعي في صخب " طاقة " حيا على الجهاد " طوق الدم مابين " الكهف "و "النفق " .. 
كأني استرق وقع أقدامه على بلاط الدار ، ووشوشته في أذن "فاطمة " قبل النوم : مصروف "الجعالة" في شنطة الدفاتر يا فاطمة " ، ياااااااالله .. من لفاطمة وأمها ، والدار بمجاهد يحي عروق فاطمة ، وأمها ويزهر غدها بأجمل بنات اليمن .. 
يااااااالله من لنا بروح تؤثث الدار ب :
قالت الهائمة 
والعيون غيمت وقت الفراق وأمطرت دم
والشموس أظلمت وأحسست عمري تهدم

                                                      **
يا أيها ، يا أنت ، يا هو ، كيف تزعق أن " حروب طاقتك لم تبدأ بعد ، ويجيب تابعك من قاع الكهف من "أن حروبه ستستمر حتى قيام الساعة" ؟؟!!
وإلا كيف تشوفوووووا؟

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص