الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
زكريا السادة
هل انتصرت الحماقات ..؟!
الساعة 21:34
زكريا السادة


تعاني بعض العقول العربية بما فيها تلك العقول التي تربعت في مكانة سياسية معينة من حماقة الرأي والمنطق ، وبالأخص تلك الشخصيات التي صنعتها ظروف مفاجئة أو أحداث تاريخية معينة ،  ولأسباب وظروف كان لتلك الشخصيات التي يقودها العقل سلسلة طويلة من الحماقات التي انعكست على مجمعات صارعت وتحملت العبء الكبير من تبعات الصراع والعربي العربي ، وفي مجمل تلك الأحداث التي استمرت بحماقة هؤلاء تأتي تجارب فاشلة وناقصة في المشورة والحكم الرشيد ، لن يكون ذلك ببعيد عن أحداث رافقت مسيرات بعض الدول بما فيها دول عربية أنتهج حكامها سياسة الحماقة في الإدارة والمشورة واتخاذ القرارات .

في اليمن وحدها ترتكب العقول الحمقاء بما فيها مسيرة المخلوع صالح رحلة ظلامية وتأريخ أسود من سياسة شكلت عقول صارعت لأجل الكرسي  وأرادت أن تكون حاضنة لفكر ديني أو سياسي يتخندق في المواجهة ويعمل من أجل الموت ، الكثير يسميها التطرف وآخرون إرهاباً وجميعها تصب في معنى الحماقة وتكرر مسلسل إحراق الطاقات وإخماد الحضارات ، لم يكن لدينا عالم يحمل عقل الانتاج طيلة سنوات حكم المخلوع بل كنا نجدها عروض عسكرية تتقدمها حشود الاستعراض ليرمقها الحاكم بنظرات من خلف نظارته السوداء ، وقتها كنا لا نسمع غير برنامج "حماة الوطن" الذي كان يتغنى بالزعيم أكثر من الوطن ، وحينها كان إدراكنا يعي عمق تفكير الحاكم من خلال مشهد أسبوعي يسوق لفكرة الجهل المطبق والرسالة الحمقاء التي أرادها المخلوع لذاته وتبجيل شخصه ، وفي المقابل كنا لا نجد برنامج العقل العلمي الذي يشكل مسيرة الحياة والريادة في وطننا بل كنا نجد التغليف المستمر للعملية التعليمة بما يواكب عقلية المخلوع وتشكيلة عقله ، وما يدل على أن عقلية المخلوع كانت تعاني من إعاقة في التفكير تجاه الشعب بأكمله بدءا من إبتعاث غالبية أفراد أسرته للدراسات العسكرية ولم يكن في قاموس المخلوع أي خيار آخر يهدف الى تعليم تنموي يخدم المجتمع ويرفد الخبرات العلمية ، نعم كان يهدف المخلوع صالح الى توريث حكمه لجيله القادم والمتسلح بنفس مهنته التي حكم من خلالها عدة سنوات ، لكنه كان يدرك أن إجهاد نفسه في عناء بناء جيل يتسلح بالعلم خطر على مستقبله السلطوي وقد يناقض توجهه الأحمق .

فصل آخر من الحماقات التي ورثها المخلوع عبر تصرفاته وطريقة إدارة حكمة في تسيير شؤون البلاد وتراكمات أوجدت عصابات الفساد والتمرد والانتماء القبلي ، ولأن حكم المخلوع كان مجرد علاقات برؤوس القبائل وعصابات التسلح عاش يفرق من أجل البقاء ويهب من أجل التخلص ، لم يبني دولة مؤسسات بل بناء مراكز قوى وعصابات يستخدمها ضد خصومه ، ميليشيات الحوثي كانت احدى الجماعات المذهبية التي دعمها المخلوع ولو أنها العصى التي تحولت لتبتلع سحره تمكن من استخدامها بطريقة عنصرية تناغمت مع هدفها السلالي وباتت تتوسع من خلال الموقع الجغرافي والدعم الإيراني الذي أسهم في تشكيل هذه الحركة ، وبغباء حركة مسلحة تتخذ السلاح أهم عامل في مسيرتها أستطاع المخلوع أن يجرها للسيطرة على الدولة بعد أن فقدها في العام 2011م ، ومن خلال تلك الميليشيات أراد أن ينتقم من الثورة والجمهورية فزج بشخصيات هاشمية لإدارة هذه المرحلة كي يخلق عداء سلالي وحروب أهلية كان في السابق يعد بها في حالة الإطاحة بحكمه .

لم تنتصر حماقات الميليشيات بتلك الحروب التي سعت لها ولم تكن هي قادرة على إدارة أزماتها الداخلية ، صدرت الخراب والدمار وقتلت آلف المدنيين واستخدمت سلاح الدولة ضد ابناء الشعب حاصرت المدن وخلقت شرخ اجتماعي ، وبمفهوم الوطن الذي يتعايش فيه الجميع أرادت الميليشيات الإقصاء ومحاربة الحريات وتكميم الافواه وتصفية الخصوم ، اليوم وهي تستميت تلك العقول في طريقها الخرف تحاول استغلال البسطاء وزجهم في حروب عبثية وحماقات تاريخية .

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص