- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- اعتبروه أحد أفضل الأطباء.. يمنيون يشيدون بالدكتور المصري هشام إبراهيم (تفاصيل)
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
(من أقبح أنواع الإستبداد إستبداد الجهل على العلم وإستبداد النفس على العقل ) عبدالرحمن الكواكبي ، إن الإستبداد وممارسة القهر والظلم ، أفعال مذمومة في كل مجتمع ، وعندما يقوم الإنسان بهذه الأفعال ، فقد تجرد من إنسانيته ، وشذ عن فطرته التي فطر الله الناس عليها ، وعندما يكون الإنسان مستبدا ً ظالما ً، فقد تحول الي وحش ، يفتك بمن زرعه القدر في طريقه ، وهو بذلك يمارس قانون الغاب ، وإذا المجتمع غض الطرف عن إستبداد وظلم هذا الإنسان ، فقد تحول هذا المجتمع الي غابة موحشة .
إن تعريف الظلم والإستبداد واحد في كل الأديان والقوانين والشرائع ، وإن القوى الفاعلة في المجتمع التي تكرس الإستبداد ، وتشجع عليه ، أو تتماهى معه ،بأي صورة من الصور ، أوتمارسه كمنهج أثير لعملها داخل المجتمع ، هي قوى فاشية ، إستبدادية ، رجعية ، ترتكب أخطاء جسيمة ، ومخزية ، في حق ذاتها ، وفي حق المجتمع الذي تنتمي إليه ، وإستبداد الجماعات أشد وأسوء من إستبداد الأفراد .
إن الوعى الجمعي للإنسان عبرالأزمنة ، بلا شك وبلا ريب ، يستنكر أفعال الإستبداد ، ويجرمها ، في شرائعه الوضعية ، وفي شرائعه السماوية ، والعقل الواعي ، السليم ، والمدرك ، لماحوله ، يرفض ، الظلم والإستبداد ، ويحاربه بشتى الوسائل والطرق ، لقد إتفق الوعى الجمعي ، مع العقل السليم ، على توصيف الظلم ، والإستبداد ، وبحث وسائل مكافحته ، سواء ً عبر القوانين الوضعية أوعبرقوانين السماء ، ولاكن هذه القوانين ، ستبقى غير كافية ، ولن تستأصل شأفة الإستبداد ، إذا لم يتماهى معها الإنسان ، قولا ً ،وسلوكا ً ، وممارسة .
إن مجتمعنا اليوم يتماهى مع العدل ، ويحارب الظلم ، في أدبياته ، وشعاراته ، وأقواله ، فقط ، ولاكنه في الواقع يمارس الإستبداد ، والظلم بكل صوره ، ومسمياته ، وصراحة ً إن تشخيص المرض ، قد يكون ،أهم من العلاج ، لأن التشخيص الصحيح ، سيمكننا من الوصول الي العلاج الصحيح ، والمناسب ، والمرض العضال ، الذي يعاني منه مجتمعنا الشرقي ، هو التناقض بين الأقوال ،والأفعال ، هذا التناقض هو الذي جعل المجتمع يصل ، الي حالة من التشظي ، والغرق في مجاهل التيه ، وفقد الإتزان ، إن أزمة الهوية ، وفقدان الذات ،هي نتيجة حتمية ،ومنطقية ، لهذا التناقض ،والتشظي .
إن الإنسان الذي يقول مالا يفعل ، ويفعل مالايقول ، هو إنسان فقد إيمانه بما يعتقدبه ، فتراه يستنكر الظلم بلسانه ، ولاكنه يمارسه بأفعاله ، إذن ماهوالحل الناجع لهذه الإشكالية ؟ الحل بكل تأكيد ، وبكل سهولة ، هو الإيمان ، فإن المجتمع الذي يؤمن أفراده ، بما يعتقدون به ،ويمارسون تعاليم هذا الإعتقاد ، قولا ًوفعلا ً، هو المجتمع المحصن ضد الظلم ، والإستبداد ، وهذا المجتمع هوالمجتمع القادر على لجم جماح الظلم ، ومحاربته ، والقضاء عليه ، لأن الظلم سيكون في هذا المجتمع ، ضعيفا ً ، وحيدا ً ،خائرالقوى ، ولن يستطع مقاومة ضوء النهار القوي ، والساطع ، ولن يجد إلا الليل ملاذا ً آمنا ً له ، ثم سرعان ما سينهار ، وسيتلاشى ، كنقطة حبر سوداء ، في وسط ثوب أبيض ناصع البياض ،أ ُزيلت بمحلول كيمائي فعال .
إن الشيطان ، هومن لايؤمن بما يقول ، ويقول مالايفعل ، إذن فكل ظالم مستبد هو شيطان ، وبكل تأكيد ، فإن من يؤمن بمايقول ، ويقول ما يفعل ، ليس من الملائكة ، فالملائكة ،مجبولة على العبادة ليل نهار، أما هوفما طُلب منه ، ليفعله بإختياره ، هو أمر أقل بكثيرمن ما أ ُلزمت به الملائكة ،وفيه من السهولة واليسر ، ما يدحض كل مبررات الشياطين ، ويكسركل شماعة نعلق عليها ، تمردنا ، وغطرستنا ، وعدم إيماننا بما نعتقدبه .
إن المجتمع الذي يؤمن أفراده ، بمايعتقدون ، ويمارسون إرشادات هذا الإعتقاد ، قولا ً وفعلا ً ، كما أسلفنا هو المجتمع المثالي ،والوصول الي هذا المجتمع ، ليس حلما ً يراود العقل السليم ، والوعى المدرك ، بل إنه كان واقعا ً معاشا ًعلى الأرض ، ذات يوم ، في أزمنة ماضية متعددة ، عندما تمكن العقل على مستوى الفرد وعلى مستوى الجماعة من أن يكسر كل قيود الأوهام والأكاذيب ،وكل الشماعات الضبابية التي يعلق عليها أخطائه ، ونكرانه ، وجحوده ، وضعفه ،وعندما تمكن من حرق كل سفن المبررات الواهية ، والقفز منها الي سفينة النجاة ، والوصول ، إلي شاطئ الحقيقة .
يجب علينا أن ندرك ان المجتمع الذي يسود فيه العدل ، ويرحل عنه الإستبداد ، هو المجتمع الذي تحل فيه بركات القدير، ويرتقي سلم التقدم ، والرقي ، والإزدهار . وهو المجتمع الذي يتمكن من صناعة حضارة متطورة بكل إقتدار.
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر