- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- اعتبروه أحد أفضل الأطباء.. يمنيون يشيدون بالدكتور المصري هشام إبراهيم (تفاصيل)
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
كنت في مقال مطول أنزلته قبل فترة بعنوان (جذور الوحدة اليمنية) قد ذكرت - مستدلاً بالأدلة التاريخية - بأن الوحدة اليمنية عبر التاريخ كانت الأصل وليس الاستثناء كما يعتقد البعض. وأكدت في مقال لاحق بعنوان (اسم اليمن أصله جنوبي) بأن تسمية اليمن تعود في أصلها إلى مناطق جنوب اليمن وليس شماله.
ذلك أن تسمية اليمن تطورت من تسمية يمنت (يمانة) التي وردت في لقب التبع الحميري الأول شمر يهرعش عندما تمكن من توحيد كل بلاد اليمن تحت سلطته في العقد الأخير من القرن الثالث الميلادي، ولقب نفسه ب"ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمانة".
ويمانة هي تسمية كانت تطلق على السواحل الجنوبية لليمن الممتدة من باب المندب حتى بلاد عُمان، ثم تطورت لتشمل كل بلاد جنوب الجزيرة العربية، قبل أن تحل بدلاً عنها تسمية اليمن الحالية مع دخول الإسلام لليمن وانتشار العربية الفصحى بين سكانه، ومع ذلك ظلت نسبة اليمنيين إلى يمانة مستمرة حتى يوم الناس هذا جنباً إلى جنب مع نسبتهم إلى اليمن، فيقال يمني ويماني.
تجدر الإشارة إلى ان التبع الحميري الأول شمر يهرعش كان أول من وحد اليمن كاملة في ظل سلطة واحدة، فرغم المحاولات العديدة التي بذلها كثير من حكام الدول اليمنية القديمة من قبله، مثل المكرب السبئي كَرِب إيل وتر الذي حكم في أوائل القرن السابع قبل الميلاد، إلا أن تلك المحاولات كانت تؤدي إلى هيمنة دولة من الدول اليمنية القديمة على بقية الدول المعاصرة لها من غير أن تتمكن من القضاء عليها.
وقد مكن ذلك التبع الحميري شمر يهرعش لأن يسجل اسمه في التاريخ بصفته أول موحد لليمن في ظل دولة واحدة، وذلك بعد أن تمكن أثناء حكمه المشترك مع والده ياسر يهنعم من ضم دولة سبأ في مأرب إلى دولة حمير، وبعد انفراده بالحكم تمكن من ضم دولة حضرموت كذلك، بينما كانت بقية الدول اليمنية القديمة (أوسان، معين، قتبان) قد انتهت قبل ذلك التاريخ بفترات متباينة.
وبالعودة إلى أصول الحميريين سنجد أن النقوش المسندية والمصادر التاريخية تذكر بأن موطنهم الأصلي كان في منطقة يافع الممتدة بين محافظتي لحج وأبين المطلتا على خليج عدن مع بعض أراضي المحافظتين المتاخمة لمنطقة يافع، وكان ذلك قبل أن ينتقل الحميريون صوب المرتفعات اليمنية في أواخر القرن الثاني قبل الميلاد ويؤسسوا عاصمة دولتهم ظفار بالقرب من مدينة يريم الحالية الواقعة شمال محافظة إب.
ولذلك فقد ظلت منطقة يافع وما جاورها من أراضي محافظتي لحج وأبين تعرف في المصادر الإسلامية (التاريخية والجغرافية) باسم "سرو حميّر". وذلك يؤكد ما قلناه في عنوان المقال بأن أول من وحد بلاد اليمن تحت سلطة واحدة في التاريخ كان جنوبياً من بلاد يافع.
وعله من المناسب الإشارة هنا بأن اليزنيين الذين حكموا دولة حمير في أواخر عهدها وبذلوا جهوداً كبيرة من أجل الحفاظ على وحدة الدولة اليمنية الحميرية ومنع وقوعها تحت سيطرة الاحتلال الأجنبي تعود أصولهم إلى محافظة شبوة الواقعة في جنوب اليمن، ومازال نقش وادي عبدان الكبير شاهداً على ذلك.
وكان من أولئك الزعماء اليزنيين آخر ملك لدولة حميّر (ذي نواس) الذي دخل الأحباش اليمن في عهده على إثر مقاومة شديدة أبداها وبذل حياته ثمناً لها، وكذلك البطل الأسطوري سيف بن ذي يزن الذي تم طرد الأحباش من اليمن على يديه.
نحن هنا نتحدث عن حقائق تاريخية معروفة، دونتها لنا النقوش المسندية والمصادر التاريخية، ولا يهمنا الصراع السياسي الحاصل حالياً بكل أطرافه السياسية، فقط نريد أن ندافع عن محاولات تشويه التاريخ والعمل على تحريف أحداثه من أجل أن يدعم هذا الطرف أو ذاك موقفه في الصراع الحالي.
ولا يعني ذلك أننا نصادر حق أحد بالدعوة لما يراه صواباً من مواقف سياسية معاصرة، لكننا ندعوا أن يتم ذلك بعيداً عن التلاعب بحقائق التاريخ، وكذلك أن يكون بعيداً عن مصادرة حقوق الأطراف الأخرى في اتخاذ مواقف مغايرة، والامتناع عن تخوينهم ومنعهم من تبني أراء لا تتوافق مع آراءنا.
أختتم هذا المقال بالتنبيه إلى أن بعضهم قد اتهموني بتشويه التاريخ ودعوني إلى مناظرة تاريخية عندما أنزلت مقل (اسم اليمن أصله جنوبي)، وأنا هنا سوف أحيلهم للتأكد من الحقائق التاريخية التي ذكرتها في ذلك المقال وفي هذا المقال أيضاً، إلى كتب المؤرخ اليمني الجنوبي الحضرمي الجهبذ الدكتور محمد عبدالقادر بافقيه يرحمه الله، وهي متوفرة في المكتبات العامة والخاصة، أبرزها: كتاب (تاريخ اليمن القديم)، وكتاب (توحيد اليمن القديم)، وكتاب (في العربية السعيدة).. ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لما نحبه ويرضاه.
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر