الجمعة 29 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 28 نوفمبر 2024
رُوَّاد المنايا - فيصل البريهي
الساعة 12:15 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


مِن قبل أن يمتدَّ هذا الصقيعْ
ألبستُ حلمي فيكَ دفئَ الرَّبيعْ

 

أشرقتَ مِن إِطلال أنشودتي
ضوءاً على وجهِ الحياة البديعْ

 

خطَّتْ لكَ الأحلام في القلب ما
لم تستطعْ منِّي وما تستطيعْ

 

ربَّتْك في مهد الهوى في الحشا
بالحبِّ كالطِّفلِ اليتيم الرَّضيعْ

 

ألقِيتُ من معناكَ يا موطني
روحاً على الكون الكبير الوسيعْ

 

فاختال زهواً منكَ وجهُ المَدى
مستأنساً حبَّاً يعمُّ الجميعْ

 

لَبَّاكَ لو ناديتَ شأوُ العُلى
والمجد كالخلِّ الوفي المطيعْ

 

منكَ التسامي يستمدُّ اسمَهُ
جهراً ليرقى من ثراهُ الوضيعْ

 

يسمو كما تسمو إليكَ الذُّرى
يا من بهِ يسمو المقامُ الرفيعْ

 

من رام عيشاً في سواكَ انتهى
بهِ التمادي في المآسي صريعْ

 

يغفو على جرحٍ ويصحو على
جرحٍ...ويصبو بالجراح النجيعْ

** ** **
 

أوزار من ألقوا مصابيحَهم
في غيهب اللَّيل القبيح الشنيعْ

 

من أوقدوا نيران أحزانهم
مشبوبةً في كلِّ قلبٍ وجيعْ

 

ناموا بأحضان المآسي على
أنفاس بركانٍ وخوفٍ ذريعْ

 

جاعت ذئابُ الخوف مِن حَوْلِهم
قِطعانُها يتلو القطيعَ القطيعْ

 

ممّا حَكَتْ عنهم أساطيرُهم:
كانوا هُنا تُجَّارَ عهرٍ فضيعْ

 

صاروا ولم تبرحْ مواخيرُهم
تؤوي إليها كلَّ شيئٍ خليعْ

 

يرتادُها مِن بعدهم كلُّ مَن
هُم مثلُهم في النَّهج هذا ضليعْ

 

كي تلقحَ المأساة يأتي لها
من بينهم في كلِّ يومٍ ضجيعْ

 

هذا يوافيها على نشوةٍ
عطشى...وهذا يشتري أو يبيعْ

** ** **
 

ما زالتِ الآثامُ يا موطني
تأتيك عن خطِّ الجنونِ السَّريعْ

 

فيكَ المنايا السُّودُ رُوَّادُها
قد شوَّهوا وجهَ الجمال الوديعْ

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص