الجمعة 29 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 28 نوفمبر 2024
( نقشُ النصر) - الحارث بن الفضل الشميري
الساعة 10:06 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


ما بين عاصفتيها الحَزْمُ والأملُ
تمخَّضَ الصبرُ حقداً أيُّها الجَملُ

 

يا أيُّها الجائعُ الملقى على كتفِ التْـ
تَأريخِ نقشاً، وأنتَ المسندُ الأزلُ

 

يا ابن السماء التي ناصرتَ دعوتها
دوماً ودارتْ على أبنائكَ الرُّسلُ

 

يا سامَ هودٍ وَيَا أحقافَ مملكةِ
ذاتِ العمادِ ولم يُخلقْ لها مَثَلُ

 

يا حاضنَ ابن خليلِ اللهِ . جُرْهُمُهُ
جار الزمانُ عليها وأنقضى الأجلُ

 

يا هدهداً عانقتْ بلقيسُ دعوتَهُ
مع سليمانَ ، والآياتُ تُرتَجَلُ

 

مِن بعدِ يثربِ طهَ طارَ خزرجُهُ
والأوسُ وامتدتْ الأخلاقُ و المُثُلُ

 

لم تخذلِ الله يوماً في مُنازَلةٍ
وكُلُّ مَن خذلواأديَانَهُ خُذِلوا
*****

 

وأنتَ خلَّدكَ القرآنُ في سورٍ
تُتلى وفي جُمَلٍ ما مثلوها جُمَلُ

 

وكم قرأتُ أحاديثاً مُقدَّسةً 
عن أرضنا حِبْرُهُنَّ العطرُ والعسلُ

 

يا ناصرَ المصطفى طه وسُنَّتِهِ والـ
آلِ ، كم حاربتكَ اللَّاتُ والهُبلُ

 

وأنتَ كالطود ما اهتزَّتْ مفاصِلُهُ
يوماً وما مزَّقتْ أبناءهُ الحِيَلُ
*****

 

تآمرَ العالمُ المشؤمُ وانطلقتْ
أسرابُهُ بمُصابٍ وقعُهُ جللُ

 

وأنزلوا الموتَ أطناناً مُلطَّخةً
بالعارِ لكنَّهم كالموتِ ما نزلوا

 

ألقوا سلاحاً لإذْكاءِ الصراعِ ومِن
بعد السلاحِ الذي ألقوا به رحلوا

 

عواصفٌ أرعَدتْ شهراً على ظمأ 
ياليتَ مَن أرعدوا مِن فوقنا هطلوا

 

كنّا شربنا الدَّمَ القاني ولاكَهُمُ
على ثرى جَنَّتينا السهلُ والجبلُ
*****

 

أدري بأنَّكَ مغدورٌ وجُرحُكَ ما
زالتْ مواجِعُهُ الحمراءُ تندَمِلُ

 

وأنَّ جيرانَكَ الأثرى على قلقٍ 
جاءوا إلى فقرِكَ القاسي بما حَمَلُوا 

 

مِن عُهرِهمُ ومآسيهم وبغيِهمُ
وحول جوعكَ شهراً يا أبي أحتفلوا

 

جاءوا فقلتُ : أتى الأعرابُ . قال : أتى الـ
أغرابُ ياولدي والكبرُ والإبلُ
*****

 

المالُ مالَ بهم نحو الضلالِ وهم
على جراحِ اليتامى والأرا.. ثملوا

 

طوقٌ مِن المالِ والأعداءِ أبْصِرُهُ
خلفي ويبدو أمامي البحرُ والبللُ

 

الفقرُ حاصرني والمالُ عاقبي
وبين هذا وهذا ضاقتْ السُّبُلُ

 

هذي بُروقُ الثريا تحتفي بِدمي
ليلاً ويَحملُ باقي الجُثَّةِ الحَمُلُ
*****

 

فقري سلاحي وهم قل لي : بما ملكوا
مِن مالهم غير قتلي مالذي فعلوا

 

وما الذي حققوا مِن حملةٍ فشلتْ
أهدافها فوق أرضي غير من قتلوا

 

هادي أسيرٌ لديهم والذين معا
هادي جميعاً إلى مثواهمُ انتقلوا

 

وحُمِّلوا لعنةَ التأريخِ خالدةً
وشاركتهم بها الأحزابُ والدولُ
*****

 

والشعبُ مازالَ ذاكَ الشعب ، قوَّتُهُ
في صبرهِ وعلى الرَّحْمَنِ يتَّكِلُ

 

وهم كما نجحوا يوما بلا سببٍ
في حُكمهِ صدفةً في حكمهِ فشلوا

 

وهم وراء الذي عاناه مِن ألَمٍ
ومِن دمارٍ ومِن قصفٍ لآلِ سلو

 

خيراتُهُ نهبوها جملةً ومضوا
إلى الكرامِ الأولى بالموتِ ما بخلوا
*****

 

الأغنياءُ أحسوا بالعناءِ لدى
شعبي فجاءوا وزادَ الفقرُ والعللُ

 

وباركَ العُربُ هذا القصفَ جامعةً
ملعونةً لبني صهيونَ تشتغلُ

 

إني تبرَّءتُ منهم قادة سجدوا
وقبلَ كل سجودٍ بالدَّمِ اغتسلوا
*****

 

واليوم يا فارسَ التأريخِ في زمنٍ
ملوثٍ تتجلَّى وحدَك الرَّجلُ

 

والكلُ يشهدُ أنَّ العُربَ قاطبةً
تقهقروا بعدَ شهرٍ أيُّها البطلُ

 

ولم تدسْ طينكَ القدسي أرجُلُهمْ
ولم يعطل ثرى أطرافكَ الشَّلَلُ
*****

 

وكنتُ أسمعهم ليلاً على خجلٍ
وهم يقولون بعد القصفِ مالعملُ

 

ولاح حزمُهمُ جداً وَمَنْ وقفوا
على الحقيقةِ قالوا: جِدُّهم هزلُ

 

جاءوا وعادوا بلا جدوى وقد خرجوا
من جونا أشقياءاً مثل ما دخلوا

 

تحالفَ الإخوةُ الأعداءُ ضد بني
قومي ، ودوماً حليفُ المُجرِمِ الزللُ

 

تسرَّعوا في قرارِ الحربِ قلتُ وكم
أودى بأصحابه في أرضنا العجلُ

 

لأنَّ فينا رجالاً يرعبون بني
حواء إنْ هم فقط في وجههم سعلوا

 

ونحنُ نملكُ حقَّ الرَّدِ ذاتَ ضحاً
ونحنُ أحقادُنا للثأرِ تشتعلُ

 

ونحنُ في نشوةٍ بالنصرِ خالصةٍ
على التحالفِ باسم الله نحتفلُ

 

نَحْنُ أنتصرنا وهم عادوا بخيبتِهم
وأقبلتْ بعد نهدي مريمٍ أملُ

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص