الاثنين 23 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
الفلسفة والأدب: تكامل أم تنافر؟ - مصطفى لغتيري
الساعة 09:59 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


تعتبر الفلسفة من المجالات المعرفية القديمة المتأصلة في العقل البشري، فقد مارسها الإنسان منذ القدم محاولا من خلالها فهم نفسه في بعده الأنطولوجي والابستمولوجي والأخلاقي، ولم تكن الفلسفة أبدا وهي تسعى لتقديم أفكارها ببعيدة عن الأدب، فمنه استقت بلاغتها، حتى وإن جنحت إلى عقلانيتها المفرطة، وليس غريبا أن يسمي أرسطو مصنفه الشهير في الفلسفة ب"فن الشعر".. كما أن الأدباء تشبعوا بالأطاريح الفلسفية ووظفوها في إبداعاتهم، فمنحتها قيمة مضافة،زادتها قوة وبهاء، ومنهم من زاوج بين الفلسفة والأدب، فأدلى بدلوه فيهما معا بنوع من الألمعية المشهودة كما كما فعل جان بول سارتر رائد الفلسفة الوجودية.
 

من أجل مقاربة هذا الموضوع طرحنا على مبدعي غاليري الأدب السؤالين التاليين:
- في رأيك كيف تتجلى علاقة الفلسفة بالأدب؟ وهل في قراءاتك وكتاباتك فسحة فلسفية ما؟

 

أول من انبرى للإجابة على سؤالينا السيدة رئيسة غاليري الأدب الشاعرة سعدية بلكارح فقالت بأن القاسم المشترك ما بين الفلسفة والأدبُ هو اللغة،وإنْ تنافرا في الحمولة والهدف. وتستفيض السيدة الرئيسة في شرح وجهة نظرها قائلة بأن الفيلسوف لا يستغني عن لغةٍ مكينةٍ ليحلل مادته ويناقش فكره ويعرضهما على العالم الذي يؤمن أو لا يؤمن به.. 
فرغم أن بعض الفلاسفة -توضح السيدة الرئيسة- اعتبروا أن الأدبُ بمفهومه الكبير يظل فارغا من المنطق والعقل..لتمسكه بالخيال والتصورات الواهية..وقد عمِل أفلاطون على محاربة الأدب والفن بصفة عامة وكل ما يرتبط بالروح والإحساس.. في جمهوريته الفاضلة "فالشاعر يحاكي عالم المحسوسات وهي نفسها إذا ليست سوى محاكيات للعالم العلوي(عالم الأيدوس)"..الذي يؤمن به.... فقد أدرك فلاسفة آخرون أمثال نتشه أن فصل الفلسفة عن الأدب أمرٌ مربكٌ (إذ يقول نتشه :"العودة إلى ما يعتمل في أنفسنا من عناصر بدائية للارتشاف من نبع العاطفة.. حتى ولو أدى ذلك إلى تحطيم الفكر التحليلي ." )

 

على إثرها اعتبر الروائي الانكليزي د. هـ . لورنس (" هيمنة العقل وتغلبه على العاطفة مسؤول عن مصائب القرن العشرين ")..
أولا كأديبة أرى أن اللغة، إذا سلَّمنا أنها بعضُ الإنسان، فهذا يعني أنها انعكاس له ولصفاته الرئيسة..وهو ما يقودنا إلى ضرورة معرفة صفات الإنسان لكي نعرف صفات اللغة..فإن كان الإنسان نبع خيرٍ..سلِمتْ لغته وكانت كذلك..وإنْ كان هذا الإنسان شريرا فإن اللغة ستكون بالمنطقِ انعكاسا لسلوكاته وممارساته الشريرة..
إذن أتفاعل واللغة الملائمة وسلوكي -تضيف صاحبة ديوان "حبات مطر"-..وهنا علاقة فلسفية فطرية تربطني بالأدب من جهة والفلسفة من أخرى..حين أبثّ نصَّ قصةٍ أو مقالةٍ أو شعر يحكي عن حدث ما بلغة أدبية فإنني أمارس الفلسفة وتمارسني كلٌّ بطريقته..فلا منطق النص يخلو من إحساس الكاتب..

 

ولا إحساس النص يخلو من منطق الكاتب..بتصورات مختلفة..قد تكون معقولة أو غير معقولة...في الشعر بكثرة لطبيعة التخييل والتصويرالبليغين..لكن يظل منطق الفكرة سائداً..المبني على التأولات المطروحة.. فوراء بناء كل نص أدبي فكرة ما تتصل بالعقل مباشرة يعكسها الفكر وجدانيا إلى العالم الخارجي..(عن مؤثرات مختلفة كالحرب..الظلم..الحريات....) أيضا الجمال ،،،السعادة الروحية ،،،،أشياء كثيرة تلمس أعماقنا مباشرة في الحياة..
أما المبدعة أمال الخضراوي فترى بأن الفيلسوف هو أديب والأديب فيلسوف إذ أن الفيلسوف بتأملاته ينتج أدبا ثري المعاني و الحكم والأديب إذا أطلق العنان لأفكاره ينتج نصا أدبيا فلسفيا يشرك به القارئ في غمرة أفكاره و تساؤلاته .
فيما انطلقت المبدعة والمحامية اعتماد عطاء الله من أن إشكالية العلاقة بين الفلسفة والأدب إشكالية قديمة، فقد اعتبر الفلاسفة أول الأمر أن الأدب نقيض الفلسفة وعدوها اللدود وأن الفنان أو الشاعر لا يستند على أي حقيقة ظاهرة بل يتوغل في الوجدان، وأقام أفلاطون حملة شرسة ضد الشعراء وطردهم من محيطه، غير أنه عاد ليمجد الشعر وتوصل إلى أن الأدب والفلسفة مرتبطان ارتباطا وثيقا، ولا يمكن أن يعيش كل منهما بعيدا عن الآخر، وتاريخ الأدب العربي –تضيف عطاء الله-منذ القدم إلى يومنا هذا عرف حكماء وفي نفس الآن شعراء أمثال الجاحظ وأبي العلاء المعري المتنبي وأبي تمام واللائحة طويلة جدا.. 

 

أما راشدة غاليري المبدعة رشيدة خيزيوة فترى بأن الفلسفة والأدب مرتبطان ارتباطا قويا لا استغناء لهما عن بعض، كما تبقى اللغة الجوهر الأساسي الذي بجمعهما..وقد يكون الاختلاف فقط في طريقة تناول موضوع معين..الموضوع الأدبي يرتكز على السرد و يغلب فيه الوصف و العاطفة و الخيال ليبقى هامش العقل والمنطق هزيلا .،في حين نجد الموضوع الفلسفي يجعل من العقل و الفكر محوره الرئيسي وتبقى اللغة أو بعض الجمل الأدبية كوسيلة فقط للتبليغ ..
و لكن هذا لا ينفي وجود أدباء أو فلاسفة جمعوا بين الاثنين :الفلسفة بالقالب الأدبي والأدب بالنفس الفلسفي ..
أماعن نفسها فتقول الأستاذة رشيدة بأنها تعتبر بعض كتاباتها تجمع بين الاثنين،تقصد الأدب والفلسفة ..لأنها تميل إلى التأمل في الوجود وفي كل مكونات الحياة وتعتمد على العقل في التحليل ويعجبها الحرف الجميل ..لهذا كانت دوما تروقها كتابات المعري لما فيها من تساؤلات وأفكار تقترب كثيرا من المنطق و العقل والأسلوب جميل .

 

من جانبه قارب الأستاذ ميلود فيروشة الموضوع مركزا على أن العلاقة بين الفلسفة والأدب علاقة عضوية مترسخة منذ الأزل نظرا لخصائص مشتركة بين المجالين لأن كليهما يبحث في الموجودات ويطرح الأسئلة الملحاحة عن الأصل والفصل لاعتبارات عدة لذلك نجد-يضيف أستاذ ميلود- أن أغلب الفلاسفة أثروا الأدب بكل فنونه بإبداعاتهم ومقولاتهم محاولين الإجابة عن القلق الوجودي والمعرفي وفتحوا أفقا عميقا لخيالاتهم الجامحة لسبر أغوار الذات الإنسانية والموجودات .
فيما انطلق المبدع الفنان يوسف سعدون من أن أغلب كتابات الفلاسفة اﻷدبية هي ترجمة لرؤاهم الفكرية بأسلوب السرد بعيدا عن الطرح المباشر لﻹشكاليات، التي تحضر ضمنيا في الكتابة ،لكنها تكون متوجة ببلاغة الصورة واﻹستعارات.

 

لهذا –يتابع الأستاذ يوسف- نجد أغلب الكتابات اﻹبداعية للفلاسفة تكون حبلى برمزية انشغالاتهم الفكرية...يعالجونها بجماليات الكتابة بعيدا عن المعالجة الجافة للإشكالية..
فيما يرى المبدع عبد الاله الناجي أن الأدب هو وجه آخر للفلسفة، حينما يخاطب الفكر الإنساني في أبهى تصوراته ويسعى إلى ملامسة الوجود وكينونته، كما أن هناك قاسما مشتركا بين الأدب والفلسفة يكمن في طرح التساؤلات و محاولة بلوغ المعرفة من خلال التحليل والتفسير واكتشاف الظواهر المحيطة بالإنسان في مجملها، حيث يشكل الأدب أسلوبا من أساليب الفلسفة نحو بلوغ الحكمة، والفلسفة هي ذلك المجال الخصب لتفعيل المخيال نحو تكوين وتشكيل الصور الأدبية الحقة.وبالتالي يمكن القول أن الأدب والفلسفة متلازمان إلى حد لايطاق بالإيجاب . 

 

وفي تعاطيها مع موضوعنا انطلقت المبدعة سميرة عمر القديم الملقبة ب"أميرة السمر" من قولة لفيكتور هيغو يقول فيها إن "الأدب والفلسفة ممتزجان امتزاجا معقدا " لتؤكد بأنهما بالفعل ممتزجان كانا و سيبقيان كذلك مهما حاول التاريخ الإيقاع بهما في مهب ريح التفرقة، فلم تعزل الفلسفة عن الأدب إلا عندما بدأ هذا الأخير يستعمل بدلالته الحديثة و ذلك منذ أواخر القرن الثامن عشر، ومزامنة مع إصدارات ليسينغ و مادام دوستايل . وحتى لا نكون راديكاليين،كانطيين نمنع المزج بين الحق والجمال –تستدرك الأستاذة سميرة- سنرجح تلك الكفة التي تؤمن بأن الفلسفة ليست سوى أدب، كأنها ستجد حقيقتها النهائية في الأدب. حقيقة صامتة، ملقاة في هوامش نصه .
كما أن الخطاب الفلسفي لا يمكن أن يكون خطابا فلسفيا محضا،و لا الأدبي أدبيا محضا ،فلا توجد إلا خطابات ممتزجة .فالفصل بينهما يقتضي حل النسيج المعقد الذي تتداخل فيه خيوطهما ،مكونان شبكة مميزة،في داخلها تجتمع الخيوط من دون أن تختلط .

 

و لكل منا إمضاءه الخاص في هذه البقعة المسماة بالفلسفة ،ما دمنا نفترشها لنمر إلى عالم المعقول والحق و الفكر الحكيم ،فالأديب فيلسوف يعتمر في محراب الفلسفة جهرا . 
أما المبدعة سعيدة جلاصي فتذهب إلى أن الفلسفة تر يد معرفة الأشياء في عمقها وبعدها وتعبر عنها تعابير مفعمة بحلم وجودي يرقى بفكر الانسان أما الأدب فهو تمازج وتجاوز بين الخيال والواقع في محاكاة جميلة تصدر لنا أبهى وأروع ما جادت به ريشة فنان

فيما قال الأستاذ ادريس أحمد الشريف بحس إبداعي واضح بأن الفلسفة قالت للأدب: "أنت تحسب نفسك حكيما، إذ تبث في نصوصك نظراتي الفلسفية!" ما أن سمع الأدب هذا الكلمات؛ حتى هزّته الغيرة هزّا؛ فردّ عليها بتأدب ظاهر: "لقد كنتِ مجحفة في حقي إذ تصفعني بمنطقك القاسي هذا، ولكن عليكِ أن تحاذري أنتِ أيضا ما فيك من نقص، لأنك لا تستطيعين أن تصوغي رأيا فلسفيا دون أن تلتجئي لقوالبي الأدبية؟
 

ليستنتج الأستاذ ادريس بعد هذه المحاورة الطريفة أن الذي يقرأ تاريخ الفلسفة بشيء من التوسع؛ فإنه يستطيع أن يلمس بسهولة؛ كيف أن بعض الفلاسفة صاغوا أفكارهم وآراءهم الخالصة بلغة أدبية نقية صافية لا يشوبها شوب. واهتم بعضهم بالمسرح والرواية والقصة والشعر، وعرضوا من خلالها ما أرادوا أن يعبروا عنه من تأملات فلسفية لها شأنها الهائل من خلال قصائد الشعر/المتنبي نموذجا، وأبو العلاء المعري وشعراء اليونان قبل سقراط، وهلم جرّا!
وبنوع من التعمق في الموضوع قالت الأستذة الباحثة حنان كموسي إن الفلسفة تنبثق عن شكل خاص من الوعي، لا يتطابق مع الوعي التلقائي تجاه الموجودات داخل هذا الوجود، والأمر نفسه ينطبق على الأدب، فللأديب فلسفته الخاصة التي يرى من خلالها الكون والوجود، وهذه الفلسفة تثوي داخل الصياغة الجمالية للإبداع الأدبي .

 

الفلسفة تستخدم الأدب للتعبير عن الاشكالات الفلسفية والوجودية وهذا ما ظهر من خلال كتابات نتشه الذي جسد التفكير الفلسفي بنفس فني وجمالي.
ثمة إذن كينونة خاصة بين الفلسفة والأدب تتبلور وتشع عبر العلاقة الحوارية والمتبادلة بينهما فهما يشتركان معا في التعبير عن موقف من الوجود، من خلال طرح أسئلة اشكالية وجودية فهما يسائلان أكثر مما يجيبان، ان الأدب والفلسفة يتسمان بالوعي بالذات والوجود، فالأديب في تعبيره عن مواقفه وأفكاره يشمل تعبيره الواقع الظاهر، والواقع الخفي، واللاوعي والخبرة والحلم والجنون والأثر النفسي والأسطورة البدائية ...

 

في رأيي أن الفرق بينهما أنهما نوعان متمايزان، فالفيلسوف يعبر عن موقفه من الوجود والعالم والذات دون الخضوع لسلطة النوع الأدبي، أما الأديب فيبني الفكرة النابعة من موقفه من الوجود ويجري تطوير هذه الفكرة بناء على قواعد الأنواع الأدبية ، فالأنواع السردية تحول الموقف والفكرة الى حبكة، بينما الشعر يجسدها عبر الصورة الفنية ...
أما عن علاقتي بالفلسفة أثناء ممارسة فعل الكتابة الإبداعية فينكشف بشكل او بآخر، فنصوصي تحاول أن تمسك بالأفكار والمواقف والأحاسيس الجنينية والخافتة ، لتنبجس فجأة الى النور بعد وقت طويل من معايشتها دون قصد ،والإحساس بها والحدس بها دون تعقل ...
أعشق الأدب..وعشقي له يدفعني للاهتمام بالفلسفة 

 

أما الناقد الفلسطيني أمين دراوشة فرأى بأن الفلسفة منذ القدم عنوان لحب المعرفة، والمزيد من المعرفة، وﻷنها جامدة كان لا بد من الاستفادة من اللغة و اﻷنواع اﻷدبية لتخدم الفلسفة، عن طريق تبسيطها ليفهما الكثير من القراء...لذلك ما كان للفلسفة الوجودية أن تنتشر لولا براعة سرن كيركجور في اللعب باللغة...ولولا كامو وسارتر..عبر الروايات والمسرحيات...وما كان لفلسفة اﻹرادة والقوة أن تنمو ويبقى أثرها لولا نثر وشعر نيتشه الساحر...كما واستفاد اﻷدب من الفلسفة حيث أصبح أكثر عمقا وجمالا ولنا في كتابات جبران ونعيمة ودرويش وأيليا أبو ماضي وغيرهم أمثلة على جمال الشعر الذي وإن كان مليء بالفلسفة إلا أنه ينسكب من أفواههم كما ينسكب المطر الغزير ليسقي روح اﻹنسان العطشى للمعرفة... 
 

و بدورها دلت الأستاذة حنان التوزاني في الموضوع فتجلت لها علاقة الفلسفة بالأدب في كل الكلمات التي يستخدمها الفيلسوف والتي يستقيها من نبع الأدب فيعبر عن أفكاره بأساليب أدبية بحتة ليذهل القارئ ويثير زوبعة من التساؤلات الفلسفية في طبق من الكلمات المتناسقية المختارة بعناية فكل النصوص الفلسفية في نظري لا تبتعد كثيرا عن الأساليب الأدبية في نظري .... أما الأدب فانه يكتسب بتلك النظرة الفلسفية التي قد تطبع الكثير من النصوص التي نقراها أو نكتبها فما هو إلا دليل على مدى متانة الروابط بين الفلسفة والأدب فالفيلسوف يمكن أن يكتب بأساليب أدبية أما الأديب فنصوصه تزداد جمالا بتلك النظرة النفسية التي قد تطبعها. 
 

فيما انطلق المبدع المصري محمد الشيخ من التعريف اللغوي للفلسفة باعتبارها محبة الحكمة وفي التاريخ الإنساني فلاسفة عظام تأثرنا بهم في مواقفهم وأرائهم النموذج سقراط فيلسوف المبدأ الذي رضي أن يموت علي أن يعمل تلاميذه علي تهريبه من السجن، ثم أفلاطون صاحب المدينة الفاضلة وأشكالية تكوينها والأدب ليس بعيدا عن هذة البيئة الفلسفية انه يوظفها في خدمة العمل الأدبي أعمال نجيب محفوظ مثال في الرواية. 
أما المببدع يوسف التزراتي فيعتقد أن كتاباتنا تتغير في فترة معينة من حياتنا لتأخذ صبغة فلسفية سواء أكان ذلك بوعي أو بغيره، فما يكتسبه المرء من تجارب وخبرات يغير نظرته للحياة، ويجعله بالضرورة فيلسوفا يملك نظرة مغايرة للأمور، وأنا شخصيا –يوضح الأستاذ يوسف- أفضل المزاوجة بين الأدب والفلسفة، فالأولى تعطي للكتابة قيمة جمالية والثانية تعطيها قيمة فكرية، لذلك فأفضل الكتابات في نظري ما جمع الفلسفة بالأدب.

 

فيما كان الأستاذ محسن الشقوري مقتضبا حينما قال بأن اللغة تهب الروح للفلسفة لكي لا أقول هي روحها . 
من جانبها أبت المبدعة زكية الزيناتي إلا أن تساهم برأيها في موضوعنا الشائك فقالت أنها إنها ترى أنه ليس كل أديب فيلسوف ..ولكن كل فيلسوف على قدر من التوغل في الأدب .إذ لابد له من تأطير فلسفته بقدر من الأدب .
دائما كانت الفلسفة بالنسبة لي –تتابع الأستاذة زكية-غولا أتفادى التطلع إليه.وبعبعا مخيفا يستفز فهمي. بمعنى أني أستصعبها..
ولكن الحياة جعلت مني فيلسوفة رغما عني ..وإن لم أنهج منهج الفلسفة ومبادئهم..
أجدني أتدبر في عمق عمق ذاتي أولا واستخرج مكنونها..
وأجعل من الطبيعة محور شعوري وخلاصي بالغوص فيها إلى أعماقها .لست أدري أهي شاعرية مفلسفة أو فلسفة شاعرية. 

 

المبدع عبد الله أمشتكو فيرى أن الفلسفة هي الحياة بصيغة أخرى، تتماهى مع الإنسان والكون، وتحتوي الأدب لأنه يتسم بالكونية...
وقد ختمت الصحافية والمبدعة سعيدة مليح وهي خريجة العلوم السياسة بقولها إن الفلسفة في رأيها ينبوع للأسئلة الغير محدودة بكل تجلياتها الوجودية واللآمنطقية..فهي عطر الفكر الصارخ ..ولها علاقة أكيدة مع الأدب بل تشكل لمسة جمالية خاصة عليه..فالأدب البعيد عن الفلسفة أراه أدبا جافا..فنحن في عالم نصفه غيبيات لم لا نتساءل؟ ....ومن أهم الأدباء الممتزجة كتاباته بالأسئلة الوجودية "باولو كويلو"..أما جوابا عن الشق الثاني من السؤال أقول: يثيرني شغف قراءة الروايات الأدبية ذات الرؤية الفلسفة ومن أعمقها أستحضر "مائة عام من العزلة" و"بريدا"..وأحاول في كل نص أكتبه أن أعطره بنسيم الفلسفة..

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً