عبرت قوى سياسية ليبية في طرابلس، اليوم الثلاثاء، عن رفضها مسودة رئيس البعثة الأممية برنادينو ليون، بشأن إنهاء الأزمة في ليبيا، كان أحدثها تجديد المؤتمر الوطني رفضه التام للمسودة.

وقال عمر حميدان، المتحدث باسم المؤتمر الوطني الليبي، خلال مؤتمر صحفي عقد مساء اليوم الثلاثاء، في طرابلس، إن "المؤتمر يرفض تماما النظر في مسودة المقترح المقدمة من بعثة الأمم المتحدة، كونها لم تستند على حل موضوعي وشامل ومتوازن".

ونصت المسودة على ضرورة الاتفاق على فترة انتقالية محددة لا تتجاوز عامين واحترام انتخابات مجلس النواب، إضافة لتمديد عمل هيأة صياغة الدستور.

ودعا حميدان، البعثة الأممية إلى "ضرورة الوقوف على مسافة واحدة من جميع الأطراف، وإعادة النظر في آليات عملها لدعم المسار السياسي في ليبيا".

واستنكر حميدان ما جاء في الوثيقة، معتبرا إياه "يفرغ الحوارات السابقة من مضمونها ويحولها إلى نوع من العبث".

وحمل حميدان، ليون، "مسؤولية ما يترتب عليه انحيازه لطرف، من تداعيات خطيرة تضر بمكانة البعثة ومصداقيتها".

وسلم ليون أمس الاثنين، الأطراف الليبية المشاركة في الحوار، مسودة مقترح البعثة الأممية للحل السياسي للازمة في ليبيا .

ونصت المسودة على ضرورة الاتفاق على فترة انتقالية محددة لا تتجاوز عامين واحترام انتخابات مجلس النواب، إضافة لتمديد عمل هيأة صياغة الدستور.

عقب ذلك، أعلن المؤتمر على لسان نائب رئيسه، ورئيس وفد الحوار عنه، المنعقد في الصخيرات بالمغرب، رفض المقترح، واعتبره "مخيب للآمال وغير متوازن وعودة إلى نقطة الصفر، ولا يحترم حكم المحكة العليا".

في ذات السياق، وصف فتحي باشاغا النائب المقاطع لجلسات مجلس النواب بطبرق والمشارك في جلسات الحوار المسودة بـ "الغير موفقة" ، موضحا في تدوينة على صفحته الرسمية بموقع "فيس بوك": أنها "تحمل تناقضات وانفصاما شديدين في بنودها وإطارها العام".

كما أبدى حزب العدالة والبناء المشارك في الحوارات المنعقدة بالجزائر استغرابه الشديد من بنود المسودة .

وقال في بيان له اليوم، نشر على موقعه الرسمي، "المسودة مخيبة للآمال وجاءت على نحوٍ صادم، فقد تجاهلت كل المبادرات والآراء التي قدمت في الحوار الرئيسي وفي الحوارات الداعمة له".

ودعا الحزب ليون لسحب المسودة التي وصفها بـ "المعيبة والمنحازة وغير المرضية".

فيما وصف رئيس حزب التغيير الليبي، جمعة القماطي، والمشارك في حوارات الجزائر، في تصريحات صحفية اليوم، مسودة المقترح، بـ"المنحازة إلى وجهة نظر ومطالب مجلس النواب المنحل بقرار من المحكمة".

وكانت جولة الرابعة من الحوار الليبي في مدينة الصخيرات، انطلقت 15 من الشهر الجاري، بين وفدين يمثلان "المؤتمر الوطني" البرلمان السابق الذي عاود الانعقاد في طرابلس، ومجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق (شرقي ليبيا) في ظل تبادل للاتهامات بين الطرفين.

وتتصارع على السلطة في ليبيا حكومتان هما: الحكومة المؤقتة المنبثقة عن مجلس النواب في طبرق (شرق) ومقرها البيضاء (شرق)، وحكومة الإنقاذ المنبثقة عن المؤتمر الوطني ومقرها طرابلس (غرب).