الاثنين 23 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
استطلاع غاليري الأدب يحتفل باليوم العالمي للكتاب - إنجاز مصطفى لغتيري
الساعة 14:02 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


لا ريب في أن علاقة المبدعين بالكتاب علاقة استثنائية، فحتى في حدودها الدنيا لا يمكن سوى أن تكون علاقة مزدوجة، فالمبدع قارئ وكاتب في نفس الوقت للكتاب، وربما هذا ما يجعله أكثر التصاقا من غيره ب"خير جليس" في كل الأزمنة وجميع الفضاءات والأمكنة، وتربطه به –نتيجة لذلك- علاقة خاصة جدا، إذ قلما تلتقي مبدعا لا يتأبط كتابا أو "يتأبطه"الكتاب، فلا فرق بين الأمرين في عرف المبدعين: عشاق الأسفار السيارة.
 

في اليوم العالمي للكتاب الذي تحتفل به الأمم كل بطريقتها، ارتأينا في غاليري أن نفتح قلوبنا للتعبير عن مكانة الكتاب في حياتنا كمبدعين، فطرحنا السؤال التالي:
- ماذا يمثل الكتاب في حياتك كمبدع؟

 

فكانت المبدعة سعيدة مليح أول من انبرى للإجابة على السؤال قائلة:" بي رغبة عميقة وملحة بالتجول داخل عقل أروقة كل كاتب ضحى من العمر الكثير في سبيل أن تحيا الكلمة ويضمحل الجهل مقابل نور المعرفة، لا مجال لذكر أسمائهم هاهنا –تضيف الأستاذة سعيدة- لأنهم على مر التاريخ عبروا وحين رقد جثمانهم الثرى ظلت كلماتهم بالحياة تنعم، لكم لي رغبة بحوار طويل لا ينتهي مع أحدهم من الباقين على وجه هاته البسيطة، لربما أحيا على غرار منهاجهم، وأحصل على وقت إضافي ليومي الفارغ كأغلب شباب هذا الجيل الهرم منذ الصغر، وأطالب يوما ما بدفني في مكتبة"
فيما اعتبر الأستاذ محمد ابن المليح الكتاب أعظم صديق بالنسبة للمبدعين وغيرهم .فهو نعمة إن أنت أحسنت التعامل معه .فلايعوض قيمته أي مجال آخر سواء كان سمعيا أو بصريا.

 

أما الأستاذ يوسف العجان فيرى بأن أجمل جليس في الدنيا كتاب، يحضنك بحرفه ويلاعبك بأسلوبه البديع، لينقلك في لمحة وعجب إلى عالم ﻻ يعرف المستحيل، بل مؤمن بالأفق الجميل.
فيما يقر الأستاذ محمد نفاع بأن علاقته بالكتاب ابتدأت في سن مبكرة.ربما" سنتي السابعة أو الثامنة،وحكايتي مع البؤساء لفكتور هوغو،والسي سليم أستاذي في القسم الابتدائي الثاني..ليخلص إلى أن من حينها وعلاقته بالكتاب،علاقة مقدسة.

 

أما الشاعرة سعدية بلكارح الملقبة بالملكة فترى أن الكتاب هذا المكوّن الاصطلاحي أخذ الآن في ظهور التكنولوجيا بُعدا آخر لمسماه فأضيف إليه مفهوم آخر للتعريف وهو الكتاب الإلكتروني..الذي لا يقل نسبيا,,عن أهمية نظيره الورقي..(ولو بنسبٍ متفاوتة)
إن الكتاب والانترنت لن يلتهم أحدهما الآخر ولكنهما يتوافقان إلى أبعد الحدود لأن المبدأ واحد هو المشاركة في الفكر والمعلومات..
الكتاب الورقي يظل سيد الموقف لحتمية الطبيعة والملكية..وضمان الاستمرارية..إذ أن الإلكتروني معرَّض للضياع أكثر من نظيره الورقي..حسب رأيي المتواضع وأقول أن المعبِّئ للإلكتروني هو نفسه الكاتب أو الباحث أو الجهة المستثمرة للفكر بحثا نشراً,,
فقط ندرك أن الكتاب الإلكتروني حقق أقصى إمكانيات المشاركة في المعرفة وخَدَم بإخلاص نظيره الورقي بالانتشار أكثر..
فالجودة مضمونة لترسيخ المعلومة سواء في الورقي أو الإلأكتروني فنيا وأدبيا أوثقافيا بصفة عامة..
وأجزم القول ان القراءة كيفما كان مصدرها هي أساس احترافية الكتابة السليمة..

 

بدوره يوضح المبدع يوسف التزراتي علاقته  بالكتاب بأنه الصديق الوحيد الذي ترتقي بفضله مدارج العلم والأخلاق، وتسمو برفقته نفسك ويرقى أسلوبك، ويكثر صمتك ويجزل لفظك، وتزداد تجاربك وتتنوع خبراتك، ويشع أدبك وينور عقلك، ويتسع قلبك، ويقوى عزمك. وهو الوحيد الذي لا يمل منك حتى تمله، ولا يتركك حتى تتركه، فطوبى لجليس خيير جليس في الزمان.
 

أما الأستاذ ادريس أحمد الشريف فيجيب على السؤال بنوع من البوح الجميل فيقول:
يناديني الكتاب: تعال واغرق فيّ، أنا صوت القارات المجهولة، ألا تريد السفر معي؟ وحين تنفتح على الورق عيني، أغرق في حدائق السعادة حدّ الارتواء.

 

أما  راشدة ورشيدة غاليري المبدعة المتألقة رشيدة خيزيوة فترى بأن الكتاب  خلاصة تجربة حياتية ..يضع العالم أمامك بكل تياراته و صراعاته و دياناته و تاريخه و حياة قد تعيشها مع أبطاله ..تنسى فيه نفسك العليلة أحيانا ...تعانق فيه الفرح...تكتسب الثقة ...تغوص في بحور العلم والمعرفة ..إنه خلاصة حياة ثانية تعيشها و تتحكم فيها ..عكس حياتك العادية .. 
 

الكتاب –تضيف الأستاذة رشيدة-خير جليس ..فعلا ..و لكن عليك اختيار هذا الجليس كما تختار الصديق .
هناك كتب لا قيمة لها ..لا تضيف لك أي شيء ،لا تحترم عقلك ..كتب مضلة ..فارغة ...لا تغني و لا تسمن ..وما أكثرها ..وجب التعامل معها بحذر ..و أكيد لن تجعل منها أنيسك المفضل ..

 

فيما رد الأستاذ عزيز الزباد يعن سؤالنا بنوع من التركيز حين قال بأن الكتاب سوق لأفكار وأحداث لا يلجه إلا من لقح بلقاح القراءة ولا يهفو إليه إلا من أراد أن يطفئ ظمأ المعرفة.
 

المبدعة زكية زناتي التي لوحظ لها نشاط قوي في المدة الأخيرة على صفحات غاليري فتقول بتعابير شاعرية راقية بأن الكتاب نزهة المشتاق المسافر يتنقل كنحلة تنشد رحيقا بعد رحيق .ري مالح للضمآن النهم لا يرتوي مهما شرب.سبر للأغوار العميقة في أرض التطلع للمستقبل والتفقه بالحاضر والتعرف على الماضي السحيق. أكسجين للمبدع لا ينتهي بالزفير ويزداد بالشهيق. بحر لمن عشق الغوص في دنيا الإبداع، دنيا البهاء والبريق.ويظل خير جليس ..أنيس وصديق.
 

فيما حاولت المبدعة حنان كموسي أن تكون أكثر إجرائية في تحديد علاقتها بالكتاب فقالت بأنه عقيم هو الكتاب إن لم تولد من رحمه حياة أخرى... 
إن الكتاب يشبه لب الأرض الملتهب و سطحها الحجري... 
يحمل من السمات البشرية والإنسانية الشيء الكثير في زمن نفتقد فيه للإنسان من حولنا ، صمته متكلم متأمل ...هو لوحة فسيفسائية تنتظر من يسبر أغوارها ويعيد ترتيب أبجدياتها...فيتلمس الخطى لسحرها الذي يتجدد ويغتني بالقراءة الواعية الرصينة العاشقة... لابمن يضعه كتمثال للزينة، لا أتهكم على أحد ولكن أدافع فقط عن حق الكتاب المهدور حين يستخدمه البعض فقط كنوع من زينة الرفوف...

 

بدورها تقر الشاعر خديجة شقوري بأن الكتاب هو الملاذ حين يعز الملجأ .. فهو الصديق الوفي في درب الحياة رفقته المتعة والإفادة يوؤنس وحدتك ..ويملأ فراغ 
أوقاتك ..نافذة مشرعة الأبواب لرؤية العالم والاطلاع على مستجداته ..بين يديك يضع رؤية ..وفكر الأولين للسير في طريق الحياة ملمابمعالم جنباتها ..مزودا بكل حذر لازم 
بوعيك الكامل سيكون الكتاب الذي تختاره للسيرمعك و بمحاداتك حتى نهاية الطريق ..هو الكتاب الذي يوفر لك هذه الصفات.

 

أما المبدعة حورية بوكدال فرأت بأن الكتاب عالمنا الخاص، وصديقنا المميز، عالم يحتوينا دون عناء، ينقلنا نحو عوالم أخرى، ولا يلبث يؤثر فينا،...صديقنا الذي يقبلنا بتناقضاتنا .
الكتاب يمنحنا الكثير ولا ينتظر منا سوى مذاعبة صفحاته و الخوض في عناصره، يشي بحقيقتنا أحيانا، وأحيانا أخرى يحملنا على جناح الخيال واللاواقع،... نختاره لكن ما يلبث يجعلنا اختياره كي لا نستغي عن مجالسته.

 

أما المبدعة اليمنية نحلة غاليري الوفية انتصار السري تحكي عن علاقتها بخير جليس قائلة:

- علاقتي بالكتاب كانت منذ الطفولة حيث كان والدي يأخذني إلى معرض الكتاب واقتني بعض قصص الأطفال وقصص الأنبياء ..عشقت القراءة التي كنت أجد نفسي فيها دائماً, وبعيداً عن الكتاب المدرسي ثم الجامعي كان للقصة والأدب نصيب كبير من وقتي وخاصة قبل النوم أو في الصباح...
 

وكان ختاما هذه الشهادات القيمة كلمة للمبدع الراقي عبد الكريم حسني شاعر هايكو بامتياز، الذي اختار أن يصوغ رأيه على شكل قصيدة لطيفة قال فيها:
أنّى ذكرتك يا كتابي 
إلا وألفيت عينيّٓ تفرح 
حروفك تجري رقراقة تلمعْ.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً