الجمعة 29 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 28 نوفمبر 2024
( عاصفة الحزم)٢ - الحارث بن الفضل الشميري
الساعة 07:27 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


هم يقصفوننا جواً ونحن نقصفهم شعراً وسنرى مَن مِنَّا سيُخَلِّدُهُ التأريخ.
 

وطني وكل المجرمين سواءُ
وتلوحُ أشلاءُ هنا و دماءُ

 

ويلوحُ خوفٌ شاحبٌ ونعيقُ إعـ
لامِ عميلٍ حاقدٍ ، وعواءُ

 

ومواطنون بلا طعام ، ونسوةٌ
وعويلُ أرملةٍ هُنَا وبكاءُ

 

وقذائفٌ عربيةٌ وعواصفٌ
رمليةٌ ومصائبٌ وعناءُ

 

ونشيجُ أيتامٍ وحزنُ مدينةٍ
ثكلى وبؤسٌ شاحبٌ وشقاءُ

 

القتلُ في طولِ البلاد وعرضها
في كل شبرٍ مأتمٌ وعزاءُ
*****

 

والليلُ أقبلَ في البلادِ وقبلَ أنْ
تأتي الكواكبُ أقبلَ الحلفاءُ

 

باسم الأخوة أقبلتْ أسرابهم
لا الجارُ جارٌ لا الإخاءُ إخاءُ

 

ومِن المحيط ألى الخليج تكالبوا
ومن الصحارى والسواحل جَاءُوا 

 

جاءوا لنجدةِ نجدٍ الكبري التي....
جاءوا وفيهم للريالِ ولاءُ

 

وأتى مسيلمة اليمامة قائدُ ال
أعرابِ جاء الخدرُ والعذراءُ

 

وأشدُّ كفراً والنفاقُ حليفهم
جاءوا و كِبْرٌ حولهم ورياءُ

 

خرفُ الملوكِ يسوقُهم لنهايةٍ
فيها تزولُ الدولةُ الشمطاءُ
*****

 

جاءوا لتدميرِ البلاد وأهلها
جاءوا وهادٍ للدمارِ غطاءُ

 

لتُصحِّحُوا أخطاءنا جئتمْ ؟ نعم.
هل بالسلاحِ تُصحِّحُ الأخطاءُ؟

 

جاء الأشقاءُ الكرامُ ، سَمعتُها
تَهذي ، فَقُلْتُ لها أتى الغرباءُ

 

أصلُ العُروبة أنتَ . أنتَ أبو الدُّنا
لكنَّ أولادَ الحرامِ لواءُ

 

قَالَتْ توحَّدَ صفُّهم للمرةِ الـ
أولى وفيهم نخوةٌ وإباءٌ

 

أإذا توحَّد صفُّهم يا أختنا
هجمتْ علينا الإخوةُ الأعداءُ

 

أألَدُّ أعداءِ العروبةِ أهلُنا الـ
البُسطاءُ ، أم أنَّ الحِذاءَ حِذاءُ

 

أعلى اليمانيين واليمنِ الذي
هو مهدُهم يتكالبُ السُّفهاءُ
*****

 

ويسخِّرون المالَ والإعلامَ والـ..
وعلى ثرانا يسقطُ الشهداءُ

 

شهداءُ قصفٍ سافلٍ طيرانُهُ
يُلقي الدمارَ متى وأين يَشَاءُ 

 

وجميعُ مَن سقطوا بدون جريرةٍ
أطفالُ شعبٍ صامدٍ ونساءُ

 

ومعمرون يواجهون الموتَ في 
كلِ البلادِ وصبيةٌ وإماءُ
******

 

وعلى السياسيين أكبرُ لعنةٍ
مَن يحكمون فيبدأ الإقصاءُ

 

هم أوصلوا حالَ البلادِ إلى الذي
وصلتْ إليه وأفسدوا وأساءُ

 

عدنٌ تموتُ وفي أزقَّةِ حربها
وطنٌ يلوحُ مضرَّجاً وبلاءُ

 

وهي التي عاشت وعاش بسفحها
العلماءُ والشعراءُ والنُّبلاءُ

 

واليوم صاحتْ تستغيث ُ بحُرقةٍ
عدنيَّةٍ دَوَّتْ لها الأنحاءُ

 

لكنَّ صيحتها بوادٍ مقفرٍ
في بطنِهِ تتصارعُ الأشياءُ

 

أشياءُ دَحْبَشَةِ البلادِ بِكُلِّ ما
تسعى إليه الأنْفُسُ الحمقاءُ

 

الماءُ مِن كلِّ الجهاتِ يضُمُّها
ومواطنوها جائعون ظماءوا

 

أنا ضدُ ما يجري على أحيائها
وبأن تطولَ حروبُها الشعواءُ
*****

 

يا أهلنا إنا نذوقُ الموتَ يا
علماءُ يا وزراءُ يا سفراءُ

 

يا كلَّ مسموعِ النداءِ إغاثةً
يا شاعري هل تسمعُ الصماءُ؟

 

يا كلَّ هذا الكائن العربي نَمْ 
بفسادِ كلِّكَ تفسدُ الأجزاءُ

 

يتلوَّنُ المُتأمركون مصالحاً
عظمى كما تتلوَّنُ الحرباءُ

 

جئتم لتدميرِ الصواريخ التي
نُزعتْ ضحاً من بطنها الأحشاءُ

 

دمرتموا الوطن الجميل بحقدكم
لا الأرضُ أرضٌ لا السماءُ سماءُ

 

تتخبطون كما تُخضِّبُ عاقِراً
جُنَّتْ حديثاً عاقرٌ عمياءُ
*****

 

والأرضُ تأكلُ بعضها بعضاً وفي
أنحائها يتخندقُ العملاءُ

 

وطنٌ يموتُ رجالُهُ برجالِهِ
حقداً وفيه تُدامَّرُ الأحياءُ

 

والجارةُ الكبري تسوقُ الموتَ للـ
موتى عليه ، ويَنزحُ الأحياءُ

 

ونُقُودُ تجارِ الحروبِ كثيرةٌ
والمجرمون بأرضنا كرماءُ

 

وملوكُ جارتنا لأجلِ دمارنا
فيهم شهامةُ حاتم وسخاءُ

 

يُلْقُون أسلحةً إلى الشعب الذي
جوعاً يموتُ بأرضِهِ الفقراءُ

 

وبنصفِ سعرِ الموتِ يُمْكِنُ يالَّتي ....
أنْ يُشترى قوتٌ لنا ودواءُ

 

وهُنا سَيُحترمُ الملوكُ بأرضنا
وسيُؤجرون و يُؤجرُ الأمراءُ

 

لكن تمخضتْ الجبالُ فأنجبتْ
فأراً ، فماذا تنجِبُ الصحراءُ
*****

 

هذا الغثاءُ سحابةٌ عربيةٌ
بغبائها تَتَلَبَّدُ الأجواءُ

 

هذا الحصارُ مَقَاطِعٌ مِن قصةٍ
عربيةٍ أبطالُها الجُبناءُ

 

هذا الدمارُ قصيدة للموتِ في
أبياتها لَعْنٌ لهم ورثاءُ

 

هذي البلادُ هي التي في سفحها
ضمَّتْ عواطفَ آدمٍ حواءُ

 

بلدُ الجذورِ برغم ما فيها وَمَنْ 
فيها كما تتحدثُ الأضواءُ

 

وهي التي كانت إذا عضوٌ شكي
شيئاً تئنُّ لما به الأعضاءُ

 

وهي التي وُلِدَتْ جوارَ مصيبةٍ
في سفحها يتنافسُ البخلاءُ

 

يتنافسون لحربها دوماً وما
فيهم أمَامَ العالمين حياءُ

 

مُتأمركون تيهودوا وتَسَعْودوا
تتشابهُ الأفعالُ والأسماءُ

 

وهي التي رغم المآسي حُرَّةٌ
وعلى ثراها يولدُ العظماءُ

 

والفاتحون الغُر مِن أبنائها
دوماً ومِن أبنائها الشُّرفاءُ

 

وهي التي ملكُ الملوك حبيبُها
ومحمدٌ والعِتْرَةُ الغراءُ

 

وهي التي في قلبِ قرآنِ الهدى
أحقافُها والنملُ والشعراءُ

 

سباءُ اسمُها ولقومِ تُبَّعَ مجدُها
ولهودَ كلُّ ملوكِها أبناءُ

 

واليوم َ فَوْقَ تُرابِ قحطان التُّقى
يتصارعُ الأحفادُ والآباءُ 

 

يمنُ الحروبِ يلوحُ في تأريخها
الأزلي هَدْمٌ دائمٌ وبناءُ

 

وتقومُ مِن بينِ الرمادِ ضُحاً كما
دوماً تموتُ وتبعثُ العنقاءُ 
*****

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص