- المكتب السياسي للمقاومة يشارك احتفالات الجالية في امريكا بعيد ثورة ٢٦ سبتمبر
- 120 خبيرًا سعوديًا وعالميًا يناقشون مستقبل التعلم مدى الحياة في مؤتمر "LEARN" بالرياض
- خمسة آلاف ومئتان موظف اسقطت المليشيا رواتبهم ونهبتها في محافظة صنعاء
- تقرير بحثي يحصر الأضرار الاقتصادية للسيول في اليمن
- المبعوث الأممي يتهم الحوثي بتهديد الملاحة وإعاقة جهود السلام
- مقتل طالبتين وإصابة 14 أخريات في انفجار قاعدة عسكرية حوثية في تعز
- فساد الحوثي.. تغريم مواطن مبلغ باهض والسبب!
- طبيب الأسنان مأمون الدلالي ينال درجة الماجستير من جامعة العلوم والتكنولوجيا
- قرية "الوعل" مسلسل درامي يعرض في رمضان
- الجالية اليمنية في مصر ترفض تعيينات السفير بحاح هيئة إدارية ورقابية دون إجراء انتخابات
أعرف قصة حزينة حدثت لعنبة صديقة تعرفت عليها ذات يوم في بستان.. كانت صديقتي العنبة حلوة للغاية وكان وجهها مستديرا كالقمر إضافة إلى أنها كانت بيضاء تماماً مثله.. لكنها رغم قواسمها المشتركة الكثيرة مع القمر ورغم حياتها المترفة في الحقل كانت تهيم دوماً بتسلق الحرية وتتذمر بشدة من رتابة الحياة في كنف العنقود.. كما أنها في الخفاء كانت تضمر المقت والبغضاء لكل أعراف الغصن ومحاذيره التي لم تكن تنسجم بتاتاً مع هيجان أعماقها صوب الحرية التي ظلت تروم.. في ليلة ماطرة فرت هذه العنبة الصغيرة من الغصن بعد أن استغاثت بقطرة مطر.. غير أنها بعد أن ارتطمت بالأرض ثبتت لها بلا أي مجال للشك حقيقة ضعفها .. تيقنت تماماً أنها تنوء عن الحركة مسافة أبعد من هذه.. تذكرت أنها لا تعرف أن إحدى أترابها من الحصرم سبق لها أن زارت بلاد الحرية هذه أو حتى تعرف بالأمتار علو سمائها وأسوارها؟ تسمرت صديقتي في مكانها .. بكت وبكت إلى أن حضر الصباح الباكر وحضر بمعيته صاحب الحقل الذي ظل يوبخها ويعنفها وهي للأسف لم تجد ما تقول في التحقيق ولم تعثر على عبارة تعينها على الدفاع عن نفسها أمام طوفان أسئلته.. أمسكها من رأسها باحتقار ثم ألقى بها في صندوق ريثما يقرر أي عقوبة لائقة بالذنب الذي اقترفته..وأخيراً حكم عليها بالمكوث تسعين يوما تحت أشعة الشمس الحارقة بلا ماء ولا دواء)1( حين انتهت فترة عقوبتها كانت المسكينة آنذاك قد فقدت ذاكراتها كلية.. نظرت إلى نفسها باستغراب وجاهدت لكي تستذكر هويتها لكنها للأسف لم تفلح في ذلك وسرعان ما نقلها أحدهم إلى جوف صندوق آخر ثم وضعها في أحشاء سيارة مكشوفة لحسن الحظ كان بوسعها من ثقب فيها إلقاء إطلالة على اتساع هذه الحياة وروعتها .. كانت مذهولة طبعاً فقد حصل لها ذلك المنظر الأخاذ للمرة الأولى في حياتها ...... والأخيرة .. ______ (1) ألا يبدو ذلك مرهقاً ومربكاً بالنسبة لعنبة صغيرة ؟
استقر أخيرا مثواها في السوق ..كانت ظمآنة للغاية وكان بياضها الباهر الذي كان مجرد ماض غابر لم تعد تتذكره هي حتى.. سألوها في السوق عن اسمها ومن أي بلد جاءت.. حاولت بلا جدوى أن تستذكر أي شيء لكنها لم تتمكن من ذلك.. وفي السوق مرت الأيام ومر بعدها تماماً لص مغمور .. تلفت يمنة ويسرة بحذر ثم في سرعة خاطفة خطفها من مكانها دون أن يلاحظه أحد ونقلها بعيداً عن ذلك السوق. حين انفرد بها رماها في حلقه بلا رحمة ودون تردد دفعة واحدة وحينما كانت تنحدر قي طريقها المظلم خلال جهاز هضمه وحينما طحنتها معدته سخر في قاع قلبه من شذوذها ومن ذاكرتها المتعبة واسماها على الفور:
ز
ب
ي
ب
ة
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر