- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- مجلس الأمن يرفع العقوبات عن الرئيس السوري ووزير الداخلية
- الحوثيون يحولون البيئة اليمنية إلى ضحية بالألغام والاستنزاف المائي
- الجبايات الحوثية تدفع 20 فندقاً للإغلاق في مدينة الحديدة اليمنية
- «حكومة الوحدة» الليبية تعلن إطلاق هانيبال القذافي
- مجلس حقوق الإنسان يعتزم عقد جلسة طارئة بشأن السودان
- الجيش الأميركي يعتزم تأسيس وجود عسكري في قاعدة جوية بدمشق
- عون: الهجمات الإسرائيلية على جنوب لبنان «جريمة مكتملة الأركان»
- صمت غامض من كريم عبدالعزيز ودينا الشربيني حول شائعات عودة علاقتهما
- الحوثيون يهاجمون «الصحة العالمية» و«اليونيسف» بعد تعليق أنشطتهما في اليمن
- الإعلامية الكويتية فجر السعيد تخضع لعملية جراحية عاجلة في ألمانيا
أعرف قصة حزينة حدثت لعنبة صديقة تعرفت عليها ذات يوم في بستان.. كانت صديقتي العنبة حلوة للغاية وكان وجهها مستديرا كالقمر إضافة إلى أنها كانت بيضاء تماماً مثله.. لكنها رغم قواسمها المشتركة الكثيرة مع القمر ورغم حياتها المترفة في الحقل كانت تهيم دوماً بتسلق الحرية وتتذمر بشدة من رتابة الحياة في كنف العنقود.. كما أنها في الخفاء كانت تضمر المقت والبغضاء لكل أعراف الغصن ومحاذيره التي لم تكن تنسجم بتاتاً مع هيجان أعماقها صوب الحرية التي ظلت تروم.. في ليلة ماطرة فرت هذه العنبة الصغيرة من الغصن بعد أن استغاثت بقطرة مطر.. غير أنها بعد أن ارتطمت بالأرض ثبتت لها بلا أي مجال للشك حقيقة ضعفها .. تيقنت تماماً أنها تنوء عن الحركة مسافة أبعد من هذه.. تذكرت أنها لا تعرف أن إحدى أترابها من الحصرم سبق لها أن زارت بلاد الحرية هذه أو حتى تعرف بالأمتار علو سمائها وأسوارها؟ تسمرت صديقتي في مكانها .. بكت وبكت إلى أن حضر الصباح الباكر وحضر بمعيته صاحب الحقل الذي ظل يوبخها ويعنفها وهي للأسف لم تجد ما تقول في التحقيق ولم تعثر على عبارة تعينها على الدفاع عن نفسها أمام طوفان أسئلته.. أمسكها من رأسها باحتقار ثم ألقى بها في صندوق ريثما يقرر أي عقوبة لائقة بالذنب الذي اقترفته..وأخيراً حكم عليها بالمكوث تسعين يوما تحت أشعة الشمس الحارقة بلا ماء ولا دواء)1( حين انتهت فترة عقوبتها كانت المسكينة آنذاك قد فقدت ذاكراتها كلية.. نظرت إلى نفسها باستغراب وجاهدت لكي تستذكر هويتها لكنها للأسف لم تفلح في ذلك وسرعان ما نقلها أحدهم إلى جوف صندوق آخر ثم وضعها في أحشاء سيارة مكشوفة لحسن الحظ كان بوسعها من ثقب فيها إلقاء إطلالة على اتساع هذه الحياة وروعتها .. كانت مذهولة طبعاً فقد حصل لها ذلك المنظر الأخاذ للمرة الأولى في حياتها ...... والأخيرة .. ______ (1) ألا يبدو ذلك مرهقاً ومربكاً بالنسبة لعنبة صغيرة ؟
استقر أخيرا مثواها في السوق ..كانت ظمآنة للغاية وكان بياضها الباهر الذي كان مجرد ماض غابر لم تعد تتذكره هي حتى.. سألوها في السوق عن اسمها ومن أي بلد جاءت.. حاولت بلا جدوى أن تستذكر أي شيء لكنها لم تتمكن من ذلك.. وفي السوق مرت الأيام ومر بعدها تماماً لص مغمور .. تلفت يمنة ويسرة بحذر ثم في سرعة خاطفة خطفها من مكانها دون أن يلاحظه أحد ونقلها بعيداً عن ذلك السوق. حين انفرد بها رماها في حلقه بلا رحمة ودون تردد دفعة واحدة وحينما كانت تنحدر قي طريقها المظلم خلال جهاز هضمه وحينما طحنتها معدته سخر في قاع قلبه من شذوذها ومن ذاكرتها المتعبة واسماها على الفور:
ز
ب
ي
ب
ة
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر

