الاثنين 23 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
صورة الشخصية المستلبة في رواية "الثائر" للغربي عمران - علي أحمد عبده قاسم
الساعة 18:45 (الرأي برس - أدب وثقافة)

 

● تشكل الرواية عالماً خاصاً زاخراً بالرؤى الكاشفة لعالم الواقع وعالم الرواية بصورة الواقع بطريقته الخاصة التي تفوق أحياناً الواقع لجرأة الطرح ومعالجة الفكرة التي تدور حولها الرواية لتقدم نماذج مدهشة ومثيرة بأسلوب فني رفيع المستوى، مما جعل هذا الجنس الأدبي يحوز على قصب السبق في المرحلة المعاصرة من تاريخ الأدب.
 

 

وإذا كان الروائي اليمني محمد الغربي عمران، قد قدم للمكتبة الإبداعية ثلاثة من الروايات، كان أولها «مصحف أحمر» والتي طرقت مسكوتات صادمة لم يتطرق إليها البعض، كان أبرزها المسكوتات مناقشة مجالات التخلف المتوارثة في التاريخ اليمني كالقبيلة والشيخ، وثاني تلك الروايات «ظلمة يائيل» والتي أخذ منها جانب التهميش والإلغاء حيزاً كبيراً، وآخرها كانت رواية «الثائر» وهي لا تختلف في عالمها عن عالم الروايتين السابقتين، إلا هذه الرواية امتد فيها رؤية الشخصية المهمشة.
ولعلي في هذه القراءة سأدرس هذا الجانب، حيث عكسته الرواية في كثير من أحداثها، ففي شخصية «شيزان» الذي يعتبر بطل الرواية مثل الشخصية المتشردة المعذبة التي فرض عليها التعسف والظلم والتشرد والضياع والتمرد، مما أفضى إلى عدم الشعور بالذات وعدم الاستقرار وحتى امتلاك الحرية ن فرّ طفلاً من قريته بعد أن حطم منزلهم وهجّر أمه وإخوانه بوشاية الشيخ، وهنا معاناة الطفل شيزان، حيث يقول: ((… لي أب اقتاده عسكر عامل الإمام في ليلة مظلمة لم يصطحب حماره تلك المرة، وهو الذي يتنقل به عارضاً سلعه من بهارات وملح بين سكان القرى المجاورة لقريتنا، ننتظر وأمه في كل حين، وكنت أواصل سفري كل سبت إلى قرية لأتعلم القرآن عند فقيهها، أعود إلى أمي نهاية كل خميس، كان لي زملاء نذهب ونعود سوياً من قريتنا، لي أخوات، أكبرنا ولد… في آخر يوم عدت إلى قريتنا بدت لنا زاهية تحت شمس الغروب دورها بهية، نتسابق وزملائي للوصول إلى أطرافها، نصعد سفوحها، أمني نفسي بأحضان أمي، رائحتها، خبزها، صوتها حين تحتضني يردد «يا قمر قميرة»، فأردد «قميرة»، فتردد «يا سراج الليلة»، فأردد عليها «الليلة»، فتعاود تهزني «طربنا سرب الحمام»، فأكمل أنا «سرب الحمام»، فتواصل «يا قمر صنعاء ويا أحلى قمر يا ضياء القلب يا نور البصر».. كانت الشمس تحتضر حين اقتربت وزملائي من أطراف القرية، صادفنا رعياناً يسوقون أغنامهم، يشيرون إلىّ بحذر وهم يتهامسون، لم أهتم بادئ الأمر، تفرقنا أسير معلقاً خباء «قرآني» تكررت نظرات من أصادفهم تحاشيهم إياي أثار في نفسي تساؤلات شققت طريقتي متجاهلاً كل من أصادفه، اقتربت من منزلنا صدمني منظر لم أتخيله قط، وقفت مذهولاً أمام بيت لا يشبه بيتنا يتصاعد دخان تبعثره الرياح، جدرانه مهدمة دون سقوف…

 

أخذتني جارة أمي وعيناها تهتز، انفجرت باكية… قالت لي: إن أبناء الشيخ أخذوا يجمعون سكان القرية يهمسون في مسامع الرجال أن رجالاً يباتون في حضنها زوراً وبهتاناً، وليلة البارحة خرج سكان القرية بفوانيسهم ومعاولهم أمام بيتكم مهددين، سرت شائعة أن الرجال قد خرجوا من عندها والبعض وقفت محرضاً، طهروا القرية من الزانية جاءتني قبل التهديم أن هناك من يقرع نوافذها ليلاً)) ص87، 88.
 

 

من خلال ما سبق، وحتى تتضح مأساة الشخصية، يتضح للقارئ مقدار المعاناة التي تتحملها الشخصية «شيزان» منذ نعومة أظافره منذ البراءة، فوالده خرج من البيت ولم يعد وعائلته تُهجر وتُنفى من القرية بعد تهديكم ودق المنزل إلى وطن مجهول ليرتد للقارئ حجم الاستلاب من القوي للضعيف، فهو استلاب للحق بالحياة، استلاب للجمال، من خلال السرد خاصة وإن تعلق الأم بإبنها وتعلق الطفل يعكس صورة للطهر والجمال العميق اللذين تجذرا في الذات الحالمة بالاستقرار.
ولقد تمكن الوصف الروائي من تعميق المأساة والمكابدة في المتلقي والتعاطف الشديد معه من خلال استلاب الحق بالاستقرار والتنعم بالأنس والجمال، لتكون الشخصية المستلبة ا لتي حرمت حق التواصل مع علاقاته الروحية المتمثلة بالأسرة وعلاقته بالمحيط المادي القرية وجمالها، مما سيفضي إلى حالة من الانفصال والتمزق والإحباط ليتواجد الضياع ويتحول من إنسان منطلق سعيد إلى شخصية مشردة، وتحولات الشخصية من حالة الطمأنينة إلى شخصية محبطة تعاني الصراع، مما يعكس أن الشخصية تحولت إلى فريسة للاستلاب والتخلف الاجتماعي والسياسي، فاستلب منها العطف والحنان والاستقرار، ويتضح ذلك من خلال التيه في الأرض في البحث عن العائلة بوجه الطفولة البريء، فهذه بائعة اللبن والخبز في سوق الملح تنظر إليه بشفقة حيث يقول «قادني جوعي لأجلس حيث أشارت، أخذت أقضم كسرة الخبز بنهم أخذت بكفها تجلس شعري، أين بيتكم؟ كان سؤالها غريبا؟ً بالنسبة لي، لاحظت ارتباكي: أين أهلك؟! لم أجد الجواب.. فاضت عيناي وقد أخفيت وجهي قادتني إلى دكان مجاور، قالت لي: هذا خالي «الأسطى»، وهذا دكانه، يمكنك أن تأتي صباح كل يوم لمعاونته» ص98.

 

 

مما سبق، يستطيع القارئ أن يلحظ أن الشخصية مسلوبة الانتماء من السكينة والأمن والدفء «أين بيتكم، أين أهلك»؟ وتحولت الشخصية من شخصية منتمية لأصل، أصبحت مشردة هامشية ليتراءى أمامنا مأساة براءة خاضعة للقمع والابتزاز لتشكل الصورة موقفاً فكرياً للزمان المظلم الذي يحكي مأساة الناس في ضوء شخصية «شيزان» المستلبة التي افتقدت معاني الحياة الجميلة، ويعكس السرد ضعف الإنسان في الانتصار لنفسه ومجتمعه لتظل الشخصية باحثةً عن الانتماء والتميز ليتخلص من الحياة المفروضة قسراً، فتحاول أن تتعلم للخروج من المأساة بمساعدة معلم الحلقة الذي التقى في الجامع ولكن البحث عن الانتماء والجماعة لن يخرجه من الابتزاز والسيطرة.
«هامسني ذات مساء.. سأفتح لك الأبواب، لكن عليك أن تعاهدني بالطاعة التامة»، وقال «أتقسم؟» هززت رأسي بالموافقة… إذاً سأتشفع لك لدى السيف صاحب المعارف ستذهب بهذا القرطاس، ستنتظره أمام باب داره، وإذا ما رأيته خارجاً تقدم قل له: سيدنا يقرؤك السلام، ثم مد له بقرطاسك وقل: يقرؤك سيدنا السلام وبي رغبة لمواصلة دراستي..
« منحل !
ما حاجتك بالدراسة؟ حباً بكتاب الله وسنة رسوله»
نظر إليّ مبتسماً، ثم أخرج قلماً لا أعرف ما خط… قدّر مدرس مستواي بعدة أسئلة وتم قبولي ضمن طلبة المدرسة بالصف الثاني» ص108.

 

 

من ذلك، إذا تأملنا السرد، يمكن أن نجد ملامح الاستلاب من خلال «تعاهدني بالطاعة، أتقسم، سأتشفع لك، ما حاجتك بالدراسة»، لتعكس الهيمنة الشاملة على الإنسان وقصور إنسانية الإنسان تجاهه ليعيد النص الروائي ذاكرة مسودة من التاريخ السياسي والاجتماعي الأسود المتجذر في الذاكرة ويرسم علاقة مضطربة ما بين الإنسان والإنسان، وعلاقة فوقية مستبدة ما بين الحاكم والرعية تتسم باستلاب حتى الفكر والروح والعلم والمقدرات المادية لتكون الشخصية أنموذجاً تراجيدياً لمأساة المستلب كل شيء حتى استلاب القدرات في إعادة الاعتبار للذات واستعادة الحقوق المستلبة لتنعكس أزمة الفرد والمجتمع في تاريخ مسلوب الحقيقة أيضاً لتكون صورة الإنسان والمجتمع مظلمة تتسم بالتيه والضياع وتعكس عصراً يكرس الخطأ والاستلاب.
وإذا كان السجن السياسي رمزاً للعمل السياسي، فإنّ الرواية حاولت أن ترسم الشخصية من خلال المعاناة الإنسانية التي يتلقاها السجين وهو «شيزان» الذي يؤخذ للسجن ليكون مطيعاً للمعلم «سيدنا» ليس إلا، ويتهم أنه مع جماعة في القصر مناوئة لصاحب المعارف «السيف»، يناديه الشاوش عبدالله شاوش السجن «هيا مددوه أمام المدقة»، مددني أرضاً رفعوا ساقي ليضعوها على صخرة ضخمة، وأخذ يهوي بالمطرقة حتى ضاقت الحلقات، عندها رفع الشاوش يده «هيا خذوه إلى النظارة وأحكم إغلاق بابها».

 

 

مما سبق، يلحظ المتلقي مقدار الشر الذي يستلب الحرية ويمتهن إنسانية الإنسان، مما يحول كيان الإنسان الروحي إلى قزم متجمد لا قيمة له حتى باستخدام التكبيل ليكون النص مشيراً إلى عنصرية واستلاب مقيت حتى للحرية، مما يصور الشخصية بصورة لكل مستلب الكرامة مصاب بالذلة والهوان وعدم القدرة على الاستنقاذ من صنوف المعاناة، مما يعكس انهيار القيم الإنسانية التي تتعارض مع رغبات السياسة.
 

 

وإذا كان السجن رمزاً للحاكم، فإن ملامح الشخصية «شيزان» التي تعيش في سجن شامل هو الوطن المسجون فإنّ سجن القفر، كان رمزاً للنفي والإقصاء والوحشية بعد أن دس له مدير المدرسة أوراقاً تدينه بالخيانة والتحريض ضد الإمام حين يصف معركة بالسجن بين الحرس والمساجين، يقول الراوي: «تعاونوا على سجني باتجاه النار.. حملوني وأنا أتخيلها تقهر عيني ووجهي تلتهم عظامي مع حديد قيودي وأغلالي، لم أعرف أن ألطاف الله قد أُرسلت، رسم الحبس تلك اللحظة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه سريعاً ما تنازع الرسم أطرافي تغلبوا على الرسم ليقذفوا بي في النار، آلام لم أذقها، أخبروني أن النار لم تأتِ عليّ لكن أصبت ببعض الحروق على أطرافي وكتفي والقليل على وجهي» ص207.
من ذلك، من اشتعال النار الدائمة في السجن لينعكس للمتلقي جفاف الإنسانية وحجم الوحشية ليستلب من الشخصية الحق الشخصي بالحرية والوسامة، ويستلب منه الحق الشامل ليتعرض للتعذيب النفسي والبدني والمعاملات المذلة والقاسية المنافية للكرامة الإنسانية، مما يعرض الصحة والحياة في ظل التخلف للموت ليعكس الشهيد تعاطف إنسانية الشخصية، فضلاً عن التجسس والرقابة اللصيقة في السجن المتمثلة بالدويدار ليكون شخصية معزولة خالية من الأهل والمال والاتصال، ليعكس صراعاً مع السياسة وعدم رضا في الذات، فضلاً عن الخيرية التي تمتلكها النفس في البحث عن الحرية خاصة وإن رمزية الفرار من السجن تشير إلى البطولة والحرية والتمرد على الواقع والبحث عن الحلم «كدت أبكي من الفرح وأنا أسحب المزلاج الأعلى، الأسفل لم يحدث صوتاً، ثم المغلقة، كما هي المعجزات أو الأحلام حين لامست جسدي برودة الليل، كتمت صرخة وأنا أرى وميض أحد النجوم كمن يبتسم، خطوت أولى خطواتي خارج الحبس» ص211.

 

 

ومما سبق، يلحظ القارئ التحول من اليأس إلى الأمل، ومن الارتهان للعبودية إلى بزوغ الحرية والتحول، من استلاب الحرية إلى انتزاعها بالتضحية والمغامرة .. ولعل السرد الروائي يناقش المتناقضات التي يترتب عليها حيوات جديدة، إما مترعة بالشر أو زاخرة بالخير، فالشر يأتي من استلاب كرامة الإنسان التي يترتب عليها العدل والحرية والمساواة والحقوق الإنسانية، ويأتي بمحاولة تحقيق تلك القيم والمبادئ في الحياة العامة كلها، فمن شخصية «شيزان» يلحظ القارئ فداحة الاستلاب حتى للعاطفة والمشاعر، فقد حرمت الشخصية منذ حداثة سنها حنان الأم وحماية الأب وسكينة البيت، علاوة عن الاستقرار المكاني في البيت وظلت الشخصية تائهة تبحث عن تلك المبادئ فضلاً عن استلاب المشاعر العاطفية تجاه من يحب وظلت الشخصية باحثة عن رد الاعتبار للذات والمجتمع والإنسان عموماً، ليكون استلاب المشاعر والعاطفة صورة للمعاناة الإنسانية في جو مشحون بالحرمان الشامل «لاحظت اهتمامها بك فزاد جنوني، أبحث عن سبب لذلك، ترسلني إليك رغبتها في لقياك مراراً وبدوري أعود إليها مدعياً رفضك، بنيت حائلاً بينما» ص195.
 

 

ومن الصورة السابقة يلحظ أن الحب لم يكن له دوراً في انتشال الشخصية المستلبة في أتون الاستبداد، لأن الحب منعدم أصلاً مما حوّل الحب إلى مأساة مضافة إلى المآسي الإنسانية، ولم يحقق الامتزاج بالحياة والشخصية بوصف القصر هو سجن من نوع آخر لا يتحقق فيه الحب أصلاً.
ولأن الشخصية هامشية أساسية فإنها حاولت استعادة بل انتزاع الحرية والكرامة من خلال الهروب من السجن بوصفه بحثاً عن الحلم خاصة وإن الدويدار كان رمزاً للجاسوسية وللرقابة والخيانة من القصر، مما يحيل أن السجن إلى سجون مظلمة في قبضة الاستبداد «لم أكتشف أنه الدويدار إلا بعد أن فات الأوان وأن تقربه مني لي مجرد حيلة، فكلامه حول طغيان مولانا الناصر والاستبداد خدعة» ص206.

 

 

ومن ذلك فإن الشخصية اتسمت بالخوار والخوف والاغتراب والمعاناة لينتهي ويتلاشى منها الحق في الحياة الكريمة خاصة وأن الكيان المادي والمعنوي للإنسان مستلب وكأن النظام أخذ كل الحقوق الإلهية للإنسان ليظهر نوعاً من التمايز وتلاشي مبدأ الكرامة حتى في إبداء الرأي.
وإذا كان الخطاب الروائي في النص يرغب في انتهاك الواقع إلى اللامتوقع، فإن السرد استخدم الخطاب الهذياني ليعمق الصورة المأساوية للشخصية المستلبة من خلال صور الجن والأرواح الأخرى الخيالية ليتأتى للسرد العمق بهذيان حلمي لا واقعي ليرتسم في المتلقي صورة تشبه الموت والاستلاب لشخصية وتسويف عنف النظام والزمان والمكان على حد سواء، بغية خلق واقع جديد مختلف.. تقول الشخصية «لا توجد له ذرية، ضمني وأمسيت من جماعته من كائنات الريح لأزف دون عينين في اليوم كعروس لكائن الريح وأنت ستزف بعدها أيضاً، ستكون هذه المغازلات عالمك وسعادتك» ص230.

 

 

إن هذه الحكايات الهذيانية انتهاك بصور متعددة لتشكل رموزاً للاستبداد والاغتراب والضياع ليتداخل الواقعي بالتخيلي والتاريخي بالأسطوري بغية إظهار فداحة الاستلاب الذي يشبه الضياع والتيه ليعبر السرد عن القوة المنتصرة بعد معاناة من خلال تدفق الصور والحكايات حتى يخلخل الخطاب التاريخي الواقعي إلى الاستغراق في معاناة الشخصية التي استلبت حتى الروح لتكون روحاً غير مستقرة تشبه الريح.
 

 

وإذا كانت البناء الروائي يبحث عن التوازن في الصراع فقد أورد شخصية وردة لتكون رمز الحب الذي ينتزع الروح من الخوف والاستلاب وتحاول انتشال الشخصية من واقعها، فكانت الشخصية التي خرجت من القصور بفعل إفلاس أبيها بعد أن كلفه الإمام ببناء ميناء فتبددت أمواله ولم يعوض فكانت وردة ضحية للفقر فعملت نادلة في قهوة، فهذه الشخصية تعد من الشخصيات العدمية التي لم تتمكن من ممارسة حياتها كما ينبغي لكنها حاولت أن تعطي الحب للشخصية «شيزان» لانتشاله من الواقع «لا أملك إلا أن أسألك نفس الأسئلة، أن أسمع صوتك ولا أطالبك بشيء لا تمتلكه والأهم عندي أن أراك وأطمئن عليك» ص83.
 

 

ولعل معظم الشخصيات جسدت الاستلاب والعدمية في الرواية بقصد تصوير وتجسيد الزمان والمكان الذي يحوط بمرحلة ما من تاريخ اليمن، ومن خلال ذلك يتأتى للمتلقي أن مضمونٌ ورسالة عن مأساة الإنسان الذي فقد كل شيء يمكن أن يشكل حياة بكرامة من ضياع الممتلكات إلى ضياع الأرض والعرض والمشاعر وكل ما يتعلق بحقوقه الإنسانية، ومن خلال الدراسة فإن الكاتب يستحضر مرحلة تاريخية تغيب فيها الإنسان، فقد حاول الكاتب أن يبرز ما يلي:
-1 استحضار مرحلة تاريخية من تاريخ اليمن لتجسيد صورة الإنسان المسلوب، باعتبار أن لارواية كتبت بأسلوب السيرة الذاتية لتجسيد فناً من الذاكرة بطريقة حديثة.
-2 كانت صورة الشخصية مسلوبة عدمية فاقدة لحقوق الإنسان من ممتلكات وعرض وفكر وعاطفة ومواطنة.
-3 حاولت الرواية في السرد أن تبرز تأزم علاقة الأنا بمن حولها ليعكس صورة لتأزم الزمان والمكان.
-4 حاول السرد أن يبرز حياة القصور والعلاقة المكبوسة والمتأزمة فيه، ويشير إلى الابتعاد إلى الروح الإنسانية بما يعني البعد عن الشعب.
-5 رسمت الرواية واحدية الثورة اليمنية بانتقال الشخصية ما بين المدن اليمنية وأخذت أحداثاً من جهات متعددة من الوطن، ورسمت مشاركة كل اليمنيين في الثورة.
-6 استطاع السرد أن يبوح بالمعاناة الإنسانية للشخصية ومن خلاله للمرحلة كلها.
7- كان المكان مشوهاً مرعباً ليعكس دلالة الممارسة الزمنية.
-8 اقتصرت القراءة على شخصية «شيزان» وهو بطل الرواية بوصف بقية الشخوص الأخرى مماثلة في المعاناة.
-9 جسدت الرواية صورة للمرأة المستلبة العرض والعدمية لكنها استطاعت أن تخلق من الموت حياة بمشاركتها في الثورة.
-10 كان أدب الذاكرة مرتكزاً أساسياً في الرواية، وهي نوع من التحديث والتجديد في الكتابة الروائية اليمنية.
-11 رسمت الرواية واحدية الثورة اليمنية من خلال أحدات وشخصيات الرواية.

 

 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً