الاربعاء 27 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
كيف ستبني قطر فريقا قويا لكأس العالم 2022؟
الساعة 17:47 (الرأي برس - BBC)

 

      أثار قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إسناد تنظيم بطولة كأس العالم لعام 2022 لقطر منذ لحظة الإعلان عنه. فهناك جدل حول الطريقة التي تم بها التصويت على القرار، وأماكن إقامة المباريات والمناخ، لكن أحدا لم يتحدث حول فريق قطر الذي سيخوض منافسات تلك البطولة.


ولذلك فهل ستكون قطر قادرة على تشكيل فريق يمكن لها أن تفخر به، حينما تتجه إليها أنظار العالم بعد نحو سبع سنوات؟
 

ما هو تاريخ قطر في كرة القدم؟
تشكل المنتخب القطري لكرة القدم عام 1970 فقط، وهو مصنف الآن خارج قائمة الفيفا لأفضل مئة فريق.
ولم يتأهل المنتخب القطري أبدا لكأس العالم، ولم يقترب من التأهل إلا مرة واحدة، حينما خسر على أرضه في المرحلة النهائية من تصفيات كأس العالم، التي أقيمت في فرنسا عام 1998 أمام السعودية، حيث كان الفوز حينها سيجعل قطر تصعد إلى البطولة.


ولم تفلح محاولات قطر في الوصول لكأس العالم الأخيرة، التي أقيمت في البرازيل العام الماضي، حيث فازت في خمس مباريات فقط من إجمالي 14 مباراة لعبتها في التصفيات، كما خسرت في كأس آسيا لهذا العام، في كل المباريات الثلاث التي خاضتها في دور المجموعات.


ولن تكون قطر هي أول دولة تستضيف بطولة كأس العالم على الرغم من عدم تأهلها للبطولة من قبل.
فاليابان لم تكن قد تأهلت من قبل لبطولة كأس العالم، وعلى الرغم من ذلك تم عام 1996 إسناد تنظيم بطولة كأس العالم لعام 2002 إليها، بالمشاركة مع كوريا الجنوبية.


وتأهلت اليابان بعد ذلك لكأس العالم في بطولة عام 1998 في فرنسا، ثم كل البطولات اللاحقة.
وفي قطر، التي يبلغ عدد سكانها نحو 300 ألف نسمة، ليس هناك عدد كبير من الموهوبين في كرة القدم، لكن رئيس اتحاد كرة القدم هناك واثق، من أن خطوات كبيرة يتم اتخاذها حاليا في هذا المجال.


وقال رئيس الاتحاد منصور محمد الأنصاري لموقع بي بي سي سبورت: "اعتقد أننا في مرحلة تطوير المنتخب الوطني في الوقت الراهن".


وأضاف: "لقد عشنا وقتا رائعا خلال العام ونصف الماضي، حيث رأينا بعض التغيرات في المنتخب الوطني".

هل سيعتمدون على إشراك لاعبين أجانب؟

قضى بلماضي معظم حياته الكروية في الدوري الفرنسي
تولى اللاعب الجزائري الدولي السابق جمال بلماضي تدريب المنتخب القطري للشباب عام 2013، ثم المنتخب الأساسي العام التالي.
وحقق بلماضي نجاحا مبكرا، مع فوز قطر ببطولة كأس غرب آسيا لعام 2014، بعد فوزها على الأردن بهدفين دون مقابل في المباراة النهائية.


وكان من ضمن الفريق الفائز اللاعب كريم بوضياف ذو الأصل المغربي – الجزائري، وبوعلام خوخي ذو الأصل الجزائري، وهما من سجلا هدفي المباراة في مرمى الأردن، وكلاهما حاصل على الجنسية القطرية.


وسجل خوخي ثمانية أهداف في 14 مباراة له مع منتخب قطر، ويعتبر أفضل لاعب في الفريق.
بينما حصل اللاعب غاني المولد محمد مونتاري أيضا على الجنسية القطرية، وصنع أول ظهور له مع منتخب قطر في ديسمبر/ كانون الأول عام 2014، في مباراة ضد إستونيا.


وبالنظر إلى قائمة اللاعبين خلال مباراتهم الودية الآخيرة مع الجزائر، كان ستة من بين الأحد عشر لاعبا الذين بدأوا المباراة ليسوا قطريي المولد.
وتعد عملية مكافأة اللاعبين غير القطريين بمنحهم الجنسية القطرية مثار قلق لكثيرين، بمن فيهم رئيس الفيفا ستيب بلاتر.


ولا تعد كرة القدم المجال الوحيد الذي تستورد فيه الدولة الخليجية المواهب، ولعل أبرز الحالات لاعب القوى الكيني الأصل ستيفن تشيرنو.
وغير اللاعب الكيني انتماءه واسمه إلى سيف سعيد شاهين.
وفاز تشيرنو بالميدالية الذهبية في بطولات 2003 و2005 لصالح قطر، وهو يحتفظ الآن برقم قياسي 3000 متر في سباق الحواجز للخيول.


لكن منصور محمد الأنصاري قال لبي سي سبورت: "اعتقد أن النسبة مبالغ فيها فيما يتعلق بلاعبي كرة القدم الأجانب".
وأضاف: "بالنسبة لنا جميعهم لاعبون قطريون، ونحن ملتزمون بقواعد الفيفا. كل لاعبينا لهم الحق في تمثيل فريقنا سواء كانوا مولودين في قطر، أو كان أباؤهم مولودين في قطر، أو كانوا قد لعبوا في الدوري القطري بدء من عمر 18 عاما ولمدة خمس سنوات. إنها في الحقيقة ليست استراتيجة لجلب لاعبين دوليين".


ما مدى قوة المنتخب الحالي؟

فاز منتخب قطر مؤخرا على سلوفينيا والجزائر وديا
حصلن قطر على الترتيب رقم 54 في تصنيف الفيفا لعام 1993، وحاليا تصنيفها رقم 109، ولكن عام 2014 يراه البعض الأكثر نجاحا بالنسبة للفريق، ويعتقدون بإمكانية تأهل الفريق لكأس العالم المقبلة في روسيا.
وفي عام 2014 فاز الفريق ببطولة كأس الخليج، بفوزه على السعودية في المباراة النهائية في الرياض. وكانت تلك هي المرة الأولى التي تفوز فيها قطر بالبطولة خارج أرضها.


لكن في بطولة الأمم الآسيوية اللاحقة، التي أقيمت في استراليا في يناير/ كانون الثاني 2015، كان أداء الفريق سيئا، حيث خسر المباريات الثلاث التي لعبها في البطولة، ولم يحرز سوى هدفين.
وقال الظهير الأيسر للفريق خالد مفتاح لبي بي سي: "كأس الأمم الآسيوية كانت انتكاسة بالنسبة للفريق، لكن بإمكاننا أن نثبت أننا في تحسن".


وأضاف: "نحن نتحسن يوما بعد يوم، بإمكاننا أن نتقدم ونأمل أن نفعل ذلك ونثبت للجميع من نحن".
ويبدو أن فوز المنتخب القطري في مباراتين وديتين بنتيجة هدف دون مقابل في أرضه على كل من الجزائر وسلوفينيا مؤخرا يؤيد وجهة النظر تلك.


ما الذي يطمحون لتحقيقه في بطولة 2022؟
حلم قطر هو التأهل لبطولة كأس العالم 2018، لكن هذا لن يكون سهلا، حيث إن خمسة منتخبات فقط ستتأهل للبطولة من بين 46 فريقا آسيويا، بدأوا في خوض التصفيات.
لكن الطموح الأكثر واقعية هو بطولة 2022.


وتكوين فريق يمكن للبلد أن تفخر به يمثل أولوية قصوى، وهذا يعني التركيز على منتخب الشباب.
ويركز الاتحاد القطري لكرة القدم معظم جهوده على فريق تحت سن 20عاما وتحت سن 17 عاما، على أمل أن يشكل لاعبو هذه المرحلة العمرية العمود الفقري للمنتخب الوطني عام 2022.


وأنشأت قطر أكاديمية اسباير عام 2004، بهدف تأهيل لاعبين متفوقين في العديد من الرياضات.
ومعظم مدربي كرة القدم في قطر أجانب، من الدول الأوربية العريقة في كرة القدم، ومدير الأكاديمية لاعب سابق في فريق ريال سوسييداد الإسباني، بينما كان مدرب منتخب الشباب روبرتو أولابي مديرا للكرة في الدوري الإسباني ما بين عامي 2007 و2009.


وسينافس فريق قطر للشباب بقيادة فيلكس سانشيز، المدرب السابق لفريق برشلونة للشباب، في بطولة كأس العالم تحت سن 20 عاما، في نيوزلندا في وقت لاحق من العام الجاري.
وعمل سانشيز في أكاديمية اسباير لمدة ثماني سنوات، ويأمل في أن تعطي خبرة اللعب مع أفضل الفرق في العالم منتخب الشباب القطري التركيز الذي يحتاجونه.


وقال سانشيز عن تأهل منتخب قطر إلى بطولة كأس العالم للشباب في نيوزلندا: "اعتقد أنه نجاح كبير بالنسبة لنا جميعا. نحن فخورون بهذا الجيل من اللاعبين، الذين كان بعضهم هنا خلال السنوات الثماني الأخيرة، والذين حققوا هذا الإنجاز للبلد".


اكتساب المزيد من الخبرة

يبدو اتحاد الكرة وطاقم التدريب واللاعبين في قطر مصممين على تحقيق إنجاز في بطولة 2022
يعد اللعب مع الفرق الكبيرة أولوية مهمة من أولويات الفريق القطري.
ويقول منصور محمد الأنصاري: "إنه ضرورة. لا يمكنك أن تأخذ لاعبين لم يشاركوا في بطولات كبيرة وتلق بهم في كأس العالم، ثم تجدهم ينافسون بالطريقة التي تتمنى أن ينافسوا بها".


وأضاف: "إنهم لن يكونوا قادرين على الأداء الذي ترغبه، لذلك نحن نعمل على أن نكيف لاعبينا ليكونوا مستعدين لذلك".
وتستضيف قطر بطولة كأس آسيا لعمر تحت 23 عاما العام المقبل، وسوف تكون هذه البطولة بمثابة عملية تأهيل لبطولة الأوليمبياد.


كما ستشارك في العديد من المباريات الودية، لاكتساب مزيد من خبرة الاحتكاك مع منافسين أقوياء.
لكن على الرغم من حجم الاستثمار الكبير والرغبة في النجاح، إلا أن المسؤولين الرئيسيين عن الإعداد للبطولة يدركون مدى المأزق المحتمل.


مع قلة عدد سكان قطر، فإن هناك فرصة جيدة لأي شخص يلعب في المنتخب الحالي للشباب أن يلعب في بطولة كأس العالم 2022.
لكن هل سيشكل الحافز للمشاركة مشكلة؟
يقول الأنصاري: "هم يعلمون أن البطولة ستقام هنا، لكن ذلك لا يعني أنهم سيلعبون".
وأضاف: "هناك الكثير من اللاعبين يرغبون في المشاركة، لكن إذا أرادوا الانضمام للفريق عليهم أن يبذلوا جهدا، وتضحيات وعملا مضنيا".


ويصور الأنصاري الأمر بهذا الشكل: "الحفاظ على استمرار تحمس اللاعبين ومكافحتهم من إجل إعلاء اسم قطر يمثل تحديا، لكنهم إلى حد الآن جربوا الشعور بتمثيل قطر والفوز لها، ولذلك أتمنى أن يستمر ذلك، واعتقد أنه سيستمر".


وفي الختا قال: "إنه حلم كل قطري أن يمثل بلده، في واحدة من أكبر وأرفع البطولات في العالم".
الاستادات في قطر يجري بناؤها في المواعيد المحددة ووفق الميزانيات المقررة، لكن مهمة إعداد فريق قوي يخوض منافسات بطولة 2022 تبدو أكثر صعوبة.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص