- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً

- بترو أويل تستحوذ على 40% من مشروع مصفاة جيبوتي بالشراكة مع أجيال السعودية
- «الزينبيات».. ذراع حوثية لتكريس القمع وكسر المحرّمات الاجتماعية في اليمن
- مراقبون: استهداف إسرائيل محطة كهرباء حزيز عمل مسرحي يخدم أجندة الحوثي
- ابن اليمن عصام دويد… ظلُّ الزعيم الذي قاتل بصمت من أجل الجمهورية
- الخطوط الجوية اليمنية تشتري طائرة خامسة رغم احتجاز أرصدتها
- طيران اليمنية.. مسيرة نجاح مستمرة رغم الصعاب والتحديات
- أمر جنائي ضد أحمد السقا بعد اتهامه بالسب والضرب لطليقته وسائقها
- الاستخبارات الروسية: بريطانيا تُعدّ لكارثة بيئية في «أسطول الظل»
- مخاوف حوثية من انتفاضة شعبية.. اعتقالات واسعة تطال المؤتمر الشعبي في صنعاء
- نتنياهو: سأصدر تعليمات للجيش حول كيفية المضي قدماً في غزة

لن أتوقف عن كتابة مذكراتي، سأحتفظ برسائل الحب التي وصلتني من أصدقائي، لن أحرق أوراقي التي كنت قد كتبتها في حالة غضب أوحينما نام اليأس على مخيلتي عندما كان يبحث عن ضحية جديدة، كتبي هي الأخرى لن أبيعها في سوق المزاد رغم ما اعتراها من إهمال وغبار أصفر، ماذا أعمل رغم أني أكره اللون الأصفر؟لكني لن أخونها رغم شيخوختها وضيافتها الطويلة في مكتبتي ، أهٍ لماذا تحولت هي الأخرى إلى مقبرة ولم تعدت تثير فِيَ غرائز البحث والسؤال ولوعة المشاغبة.
القلم هو الآخر لم يعد ينساب بين أصابعي، هم الثلاثة يتحالفون على عصياني، يرفضون الركوب في قدري المشحون بالشجارات والمعارك الصغيرة.
مذكراتي، فارغة بئيسة، محشوة بالخيبات والهزائم تلو الهزائم، ليس فيها فصل من فصول الربيع وأشجار الزيزفون لم تعد تثير شهية العشاق، ووطني الكبير لم أعد أتذكر شكله جيدا ، ماذا حدث ؟ لم أعد اسمع عن لغتنا العربية شيئا وعن بلاغتها ، أين أدباءنا الأحرار لماذا اختاروا الصمت عشيقة ؟ والنفي ملاذا ؟ لماذا نخاف جميعا أن نكتب عن الحرب وعن تجاريها المحترفون في صناعة القواعد ؟ أشعر بالخجل، ماذا ستقول الأجيال القادمة عندما تقرأ مذكراتي وتجد جلها مملوء فقط بوصف الفنادق والحفلات والتغني بالرحلات وأسماء الجوائز والألقاب ؟
ولكن ما العيب في ذلك ، أليس هذا نوع من الأدب الجديد ؟
رسائلي وأوراقي التي كنت أجمعها بعشق كبير، كانت تتكتم على كل أسراري في الحب والثورة، لا أعرف لماذا تغيرت قناعتي فيهما الاثنين ؟ أهو اليأس أم الخوف الذي أصبح يسكن كل مفاصلي؟ صدقوني لم أعد أستطيع مواجهتما أوالنظر في ملامحهما الفاتنة، إنهم يشعرنني بالضعف، بالخيانة لمضمونهما....إنهم يذكرونني بوعود قطعتها على نفسي وأخلفتها.
كتبي، التي اشتريتها ، ومنها من قمت باستعارته من عند أصدقائي واعتقلته في مكتبتي مدى الحياة، أعرف أنها عادة سيئة ولكنها لذيذة عندما يغيب مُلاكها ويبقى المِلْكُ إرثا شخصيا مدى الحياة.
كنت مولعا بزيارة المكتبات القديمة، أبحث عن الكتب في الفكر والأدب، أقتني كل ما يتعلق بقصص البطولات والحب والتغيير.
جمعت الكثير من الأسماء وكنت أحفظ فقط عناوينها عن ظهر قلب، لأتفاخر بها وأهجم بها عند الحاجة كل من حاول أن ينازلني من أصدقائي، كنت أحلم بتغيير العالم فقط بتفحص مقدمات تلك الكتب.
الآن، لا اقترب منها إلى لماما، أتصفحها بسرعة كأنها مصابة بجذام قاتل، لم اعد أستطيع قراءة العناوين، هي الأخرى تذكرني بأن شيئا قد تغير .
هل أستطيع إتمام مذكراتي، وهل استطيع قول الحقيقة كاملة ، فعلا إنها ستكون معجزة لو بدأت بمحاكمة ذاتي وسجن أنا نيتي.
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر
