- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- تقرير بحثي يحصر الأضرار الاقتصادية للسيول في اليمن
- المبعوث الأممي يتهم الحوثي بتهديد الملاحة وإعاقة جهود السلام
- مقتل طالبتين وإصابة 14 أخريات في انفجار قاعدة عسكرية حوثية في تعز
- فساد الحوثي.. تغريم مواطن مبلغ باهض والسبب!
- طبيب الأسنان مأمون الدلالي ينال درجة الماجستير من جامعة العلوم والتكنولوجيا
- قرية "الوعل" مسلسل درامي يعرض في رمضان
- الجالية اليمنية في مصر ترفض تعيينات السفير بحاح هيئة إدارية ورقابية دون إجراء انتخابات
- سفير اليمن لدى اليابان يبحث مع مسئولي شركة ميتسوبيشي سبل تعزيز الشراكة التجارية
- مبادرة استعادة ترحب بقرارات محكمة الأموال العامة بإدانة عدد من البنوك اليمنية
- مبادرة استعادة تكشف عن عدد من شركات الصرافة الحوثية ضمن الشبكة المالية الإيرانية
لن أتوقف عن كتابة مذكراتي، سأحتفظ برسائل الحب التي وصلتني من أصدقائي، لن أحرق أوراقي التي كنت قد كتبتها في حالة غضب أوحينما نام اليأس على مخيلتي عندما كان يبحث عن ضحية جديدة، كتبي هي الأخرى لن أبيعها في سوق المزاد رغم ما اعتراها من إهمال وغبار أصفر، ماذا أعمل رغم أني أكره اللون الأصفر؟لكني لن أخونها رغم شيخوختها وضيافتها الطويلة في مكتبتي ، أهٍ لماذا تحولت هي الأخرى إلى مقبرة ولم تعدت تثير فِيَ غرائز البحث والسؤال ولوعة المشاغبة.
القلم هو الآخر لم يعد ينساب بين أصابعي، هم الثلاثة يتحالفون على عصياني، يرفضون الركوب في قدري المشحون بالشجارات والمعارك الصغيرة.
مذكراتي، فارغة بئيسة، محشوة بالخيبات والهزائم تلو الهزائم، ليس فيها فصل من فصول الربيع وأشجار الزيزفون لم تعد تثير شهية العشاق، ووطني الكبير لم أعد أتذكر شكله جيدا ، ماذا حدث ؟ لم أعد اسمع عن لغتنا العربية شيئا وعن بلاغتها ، أين أدباءنا الأحرار لماذا اختاروا الصمت عشيقة ؟ والنفي ملاذا ؟ لماذا نخاف جميعا أن نكتب عن الحرب وعن تجاريها المحترفون في صناعة القواعد ؟ أشعر بالخجل، ماذا ستقول الأجيال القادمة عندما تقرأ مذكراتي وتجد جلها مملوء فقط بوصف الفنادق والحفلات والتغني بالرحلات وأسماء الجوائز والألقاب ؟
ولكن ما العيب في ذلك ، أليس هذا نوع من الأدب الجديد ؟
رسائلي وأوراقي التي كنت أجمعها بعشق كبير، كانت تتكتم على كل أسراري في الحب والثورة، لا أعرف لماذا تغيرت قناعتي فيهما الاثنين ؟ أهو اليأس أم الخوف الذي أصبح يسكن كل مفاصلي؟ صدقوني لم أعد أستطيع مواجهتما أوالنظر في ملامحهما الفاتنة، إنهم يشعرنني بالضعف، بالخيانة لمضمونهما....إنهم يذكرونني بوعود قطعتها على نفسي وأخلفتها.
كتبي، التي اشتريتها ، ومنها من قمت باستعارته من عند أصدقائي واعتقلته في مكتبتي مدى الحياة، أعرف أنها عادة سيئة ولكنها لذيذة عندما يغيب مُلاكها ويبقى المِلْكُ إرثا شخصيا مدى الحياة.
كنت مولعا بزيارة المكتبات القديمة، أبحث عن الكتب في الفكر والأدب، أقتني كل ما يتعلق بقصص البطولات والحب والتغيير.
جمعت الكثير من الأسماء وكنت أحفظ فقط عناوينها عن ظهر قلب، لأتفاخر بها وأهجم بها عند الحاجة كل من حاول أن ينازلني من أصدقائي، كنت أحلم بتغيير العالم فقط بتفحص مقدمات تلك الكتب.
الآن، لا اقترب منها إلى لماما، أتصفحها بسرعة كأنها مصابة بجذام قاتل، لم اعد أستطيع قراءة العناوين، هي الأخرى تذكرني بأن شيئا قد تغير .
هل أستطيع إتمام مذكراتي، وهل استطيع قول الحقيقة كاملة ، فعلا إنها ستكون معجزة لو بدأت بمحاكمة ذاتي وسجن أنا نيتي.
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر