الاثنين 23 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
"يد فارغة" أو حين يحقق ضجيج الجمال .. حياة الكتابة - حسنة أولهاشمي
الساعة 17:46 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

الشاعر المغربي محمد بنقدور الوهراني في ديوانه الجديد "يد فارغة" يبيح لنا كقراء، حق الحياة في ثنايا منجز شعري
 

خصب،فيه تتلذذ الحواس سلسبيل المعنى، وتتذوق الملكات
خفق الجوهر ونبض المبنى، هو منجز تصوغ فيه الذات الشاعرة تموجات الكيان ،تقلباته ،تفاعله وتأثره بالوسط

 

والواقع والوجود،ذات فردية تبني جسور التلاقي ب "الأنا الجمعي" فتتخصب رؤى قريبة وبعيدة تنسج خيوط خطاب شعري حافل بالقيمة ،خطاب يراهن على امتلاك سرالهدف
وجدوى الرسالة،إضافة إلى الرغبة في ضمان سر أكثر أهمية وهو اقتناص لحظة الشغب في سماوات المجاز،وهي لعمري لحظة فارقة وعصية،حين تحضر،يحضر الشعر،يحضر جنون الشعر الذي يخلد سره،وحين تغيب هذه

 

اللحظة تحضر فقط الكلمة فارغة جوفاء ويغيب الشعر..في الأضمومة الشعرية " يد فارغة" يسل الشاعر دهشة غير مجانية،فجرعمقها بنحته الذكي على صخر الروح والوجدان،وبتطويعه لدفق رومانسي فريد ينم عن شفافية وعفوية تسكنان المبدع ذي الحس الحارق الذي يغشى روح الشاعر ،دهشة تلبست زاوايا لوحة شعرية تخبربتمكن صاحبها من أدواته الإبداعية ،وتنبئ بثقته في الصلة الأبدية التي تربطه بفاتنته التي تبادله ويبادها وفاء مطلقا،وأبدا لن يتبدد الوصال بينهما،هي القصيدة،فاتنة ومعشوقة المتيم الوهراني الشاعر..تشكلت وتنوعت ثيمات الديوان،تناسلت قضايا تواكب روح وحياة الشعر المعاصر،قضايا تفي للخطاب الشعري المنشغل بالجوهرالإنساني ،المهموم بطرح اسئلة عميقة تروم الجانب النفسي وما يرتبط بالإحساس والشعور،
 

جدليات عدة تفرض نفسها لتخلق ضجيجا جماليا،هو ضجيج مفتعل يحقق حياة الكتابة و حركيتها، يهب لذة السفرالمشتعل  التي يتوق إليها القارئ /المتتبع و المهتم ..نصوص الديوان تفتت مرامي جلية وخفية ، تلتقي وتتوحد في تتبيث قيمة المعاني السامية، هنا تحضر دلالات الحب والشوق والعشق والحضن والدفء والحبيب والحنين والبعاد..بالموازاة مع هذا الدفق الدلالي تنساب معان تخلد للقيم وللسلوك المتينين، إذ بدونهما لا يمكن للامتداد الوجودي الإنساني الطبيعي السليم أن يتحقق ، وهنا تحضر دلالات ظاهرة أو مغلفة يلبسها نبض المجاز، كالوفاء ،الطهر،الثقة،الكرم الجواني والصفاء..
 

"يد فارغة" حدائق شعرية عبقها ممزوج بزمن أندلسي، تلتحف روح الشاعر برقته وجبروت سحره،وتتدثر
غرف كيانه بفلسفة جماله..منجز شعري غني يفصح عن كتابة واعية ومسؤولة تحترم الجمال وتقدس رسالة الشعر..
من قصيدة "هوى أغمات "حيث القصيد يفجر لظى الغربة والمعنى يسكب جمر الحنين أقطف هذا المقطع:

أيها الغريب،
الأحلام في نومي
لم تعد وردية،
نظراتك لم تعد سحرية،
ستائر زمنك الجميل
لم تعد تسترني،جسدي بات عاريا إلا منك،
وسادتي باتت خالية
إلا من نحيب وحنين وأنين.
ص 20.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً