الجمعة 29 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 28 نوفمبر 2024
غربة الأحلام - فيصل البريهي
الساعة 00:05 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


أنَخْتُ لِغُربةِ الأحلامِ مابي
مِن الأشجانِ والأملِ المُذابِ

 

وبي أُلْفُ الغرابةِ مِلءَ عُمْري  
وعُمْري أُلْفُهُ ملءَ اغترابي

 

وأيَّامي كأفئدةِ الحيارى  
مُغلَّفةٌ بأنسجةِ الضَّابِ

 

يُؤلّفُها النَّدى لُغةً لهُ لم  
ترِدْ في مُعجمٍ أو في كتابِ
** ** **

 

تُقلِّبُني الحياةُ براحتيها  
كبرقٍ في مُخيِّلةِ السَّحابِ

 

وتعصرُ مهجتي غيماً وظلاًّ
نديّاً فوقَ ظامئةِ الرَّوابي

 

إذا الدنيا بها انحسرتْ وضاقت
مساحتُها ، لها انفتحتْ رحابي
** ** **

 

وثغرُ الدَّهرِ يمضغُ ذكرياتي
فيمضغُني التَّحسُّرُ والتَّصابي

 

وأقرعُ كلَّ أبوابِ التَّمنِّي
بقلبي...،والحنينُ يَدقُّ بابي

 

لقد شاخَ الزَّمانُ ولم تزل يا
فؤادي تستثيرُ هوى الشَّبابِ
** ** **

 

أُسافرُ فوقَ أخيلتي غريباً
كأحلامي...فيخذلُني رِكَابي

 

تشذُّ بهِ الدَّروبُ إلى متاهٍ
سرابيٍّ يطلُّ على سرابِ

 

قرأتُ خريطةَ العُمرِ الْتماساً
لحُلْمي...فالْتمستُ بها ارتيابي

 

تجلّتْ إذْ رسمتُ خطوطَ عمري
بها اخطائي التي انتحلتْ صوابي
** ** **

 

وتلقاني كعادتِها الَّليالي
كطفلٍ بينَ أحضانِ اكتئابي

 

وتحملُني الهمومُ على أكُفٍّ
أناملُها كألْسِنةِ الحِرابِ

 

بها منها ألوذُ كمستجيرٍ
تشبَّثَ بالعذابِ من العذابِ
** ** **

 

وأوطاني تهزُّ بها الرزايا
مخالبَها كضاريةِ الذئابِ

 

تَمُرُّ بوجهِها لحظاتُ عمري
كساعاتِ الذُّهولِ لدى الحسابِ

 

وحولي عالمٌ يقضي حياةً
كقصطٍ يقتضيهِ من العقابِ
** ** **

 

أيا وطني الذي يزدادُ بُعداً
بعيني كلَّما سنَح اقترابي

 

حملتُكَ ملءَ أوردتي صلاةً
وحُبَّاً غيرَ ملتمسِ الثَّوابِ

 

وإن كان الحنينُ إليكَ ذنباً
فإني لن أمدَّ يد المتابِ

 

لأنَّكَ ساكنٌ أضواءَ روحي
ولم يشهدْ سناكَ سُوى غيابي

 

أشيِّدُ فيكَ آمالي عروشاً
مجنّحةً كثاقبةِ الشَّهابِ

 

بنيتُكَ عالماً مِن كلِّ حُلْمٍ
موشّى بالألَذِّ مِن الرِّغابِ

 

فتأتي كلَّما شيَّدتُ حلماً
لترفعَ فيهِ لافتةَ الخرابِ

 

وتمحو من رياحِكَ كلَّ عطرٍ
لتبعثَ فيهِ رائحةَ الترابِ
** ** **

 

كم ابتسمتْ لِي الدُّنيا ولاحتْ
ككعابةٍ مُسندسة الثِّيابِ

 

ولكنِّي سئمتُ أعيش عُمري
سؤالاً في الحياةِ بلا جوابِ

 

فقد أملى الزمانُ عليَّ درساً
كما يُملي النَّبيُّ على الصِّحابِ

 

فكُنْ عن كلِّ ما يجري غبياً
لِكَي تحيا...أو الْتزمِ التَّغابي

 

وما أقذى الحياةَ إذا تعامتْ
شعورُ القلبِ عن ألَمِ المُصابِ

 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص