الاثنين 23 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
رماد الذاكرة بين عمق الرؤية وجمال التشكيل لـ حسن لختام - عبدالرحيم التدلاوي
الساعة 19:21 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


تقنية الحوار من بين الأساليب التي تحضر بكثافة في بناء المجموعة، يكاد الحوار يستغرق الكثير من النصوص حتى لكأنه السمة الأبرز، و الأسلوب الأقوى الحاضر في الكتابة. كما في مثال نص "قلوب" ص 27، حيث يدور حوار وجودي بين طفل و أبيه، يبين ذكاء الطفل، و تكون قفلة النص كبيرة بكبر قلوب المؤمنين، مما ينم عن الطابع الدرامي للنصوص.
 

 ولعل التركيز على تقنية الحوار في القص الوجيز هو وسيلة للحفاظ على واقعية الأحداث، و جعل الخطاب أكثر حيوية و درامية كما هو واضح في النص السابق و في نصوص أخرى غيره، بالإضافة إلى أن عملية التحاور بين الشخصيات، نمط من التواصل القائم على أساس التبادل و التعاقب على الإرسال و التلقي. و الحوار يسمح كذلك بإقحام وجهات نظر الآخرين، و وضعهم في المواجهة، أو واجهة الأحداث إلى درجة تسمح للقارئ أن يأخذ نظرة عن القضية المعالجة. فالحوار يركز في القص الوجيز على الحدث بشكل أخص. إنه أسلوب غير مباشر لمعالجة قضية ما و جعلها بؤرة النص و لب النقاش..
 

من الجميل أن تقرأ لحسن لختام، فهو يصنع لك عالما يعيرك بالسفر في حروفه، و التجول بين معالم بنائه، نصوص لختام عالم مذهل و مدهش، يمنحك المتعة، و يغسلك بالإفادة، و يغنيك انشراحا. عالم لختام القصصي يتميز باللعب على المفارقة و السخرية و النقد اللاذع و التوظيف الجيد للصورة و المشهد، فضلا عن التقطيع و التركيب، مع اعتماد الكلمة الرقيقة و الهادفة، و مع استحضار البعد العجائبي.لقد أبدع "حسن لختام" نصوصا قصصية مدهشة تظهر أنه يمتلك ناصية هذا الشكل التعبيري الادبي الراقي والجميل... يخوض لختام مغامرة كتابة النصوص القصيرة جدا و هو مدرك تماما صعوبة هذا الفن النبيل، و لم يسع بتاتا إلى استسهاله، لتمكنه، و إدراكه لخباياه. إنه يمتلك تكوينا عميقان بفعل حرصه على تنمية معارفه، و رغبته في عدم إفساد الذوق العام، و لا يروم إطلاقا سوى السمو بهذا الشكل التعبيري الجديد. حسن لختام يدرك أن القصة القصيرة جدا وليدة مقومات و عوامل تخييلية، و عليه، فكلما كانت قوية و عميقة كانت محققة للمتعة و لذة القراءة. إن حسن لختام يكتب ما يجلي ما سبق ذكره. معتمدا بشكل أخص التخييل الذي يعد اللحمة الجامعة للحدث ، و تحليل الواقعة، و استبطان خفايا الشخصيات، و نسج الحكاية، و الوصول بالمتلقي إلى النهاية المفاجئة..ويحق لنا أن نقول ما قاله القاص الكبير حسن البقالي في تقديمة للمجموعة..
 

" بعض المجاميع القصصية تثبت بأن يد القصة القصيرة جدا ليست بتلك الرخاوة التي يراها البعض، وبأن بإمكانها الإمساك بأشياء العالم، كما بأفكار الحالمين، دون أن ننسى بأنها يد للتأشير على النقاط السوداء في الواقع المتردي والتاريخ المتآكل.. تصنع ذلك وهي تبني –مثل طفلات الشاطئ السعيدات- بيوتا للمفارقة، بنوافذ للدهشة والسخرية.. بيوتا حيث تتصادى الكلمات والأزمنة والأصوات، ، من دون كيشوت إلى ميكيافيللي، فثغثغة الأسطورة وحكايات أول الخلق. هكذا تتفلت القصة القصيرة جدا عند حسن لختام، وهي تنزع أرديتها، حتى يضيق..يضيق الجسد، ويصير مجرد ضوء يومض ليوحي بالمعنى.."
 

البنية الدلالية ل"رماد الذاكرة"
 

يبتدئ حسن لختام مساره الفني و الإبداعي بكتابة عدد من القصص القصيرة ذات الحمولة الاجتماعية و النفسية، لينتقل بعد ذلك إلى تجريب جنس أدبيلم يعد جديدا في الساحة مادام قد خرج من زمن الحبو إلى زمن الرشد و استقامة العود، ألا و هو جنس القصة القصيرة جدا، و قد كتب مجموعته الأولى"رماد الذاكرة" في اثنين و ثمانين قصيصة مختلفة من حيث المواضيع و التيمات و الأبعاد الدلالية. و من ثم، اتسمت قصيصاته بالشاعرية ، كما في قصيصته"غربة"، كما انساق وراء الرؤية الواقعية، و يتضح ذلك جليا في مجموعة من النصوص، مثل: "محاكمة" ص 11، إضافة إلى إفراد حيز مهم للقضايا الوجودية و تلك التي تشغل باله و بال المجتمعات العربية، و منها على وجه أخص، قضية الإرهاب،و الدين، و الحرية و القمع، و يتجلى ذلك في العديد من القصيصات، منها، على سبيل الذكر، لا الحصر: "نتشه" ص 56، و"سكارى" ص 54، و "معبد" ص 52، و "لاهوت" ص 53، و "محاكمة" ص 50، فضلا عن تطرقه لقضايا نفسة و اجتماعية ذات خطورة ، كالأنانية و الجشع، و الحسد، و غيرها من الموضوعات، و يكفي أن. نشير إلى بعض الامثلة الدالة والمبينة.."أنانية" و"تفاخر" ص48 و"النهر" و"غليان" ص .47..
 

" هذا، و قد شغل القاص مجموعة من المتخيلات الموضوعاتية، كمتخيل تضخم الذات،"كبرياء" ص 8، و متخيل الحرية، "مطر" ص 9، "تحرر" ص 12و متخيل الغربة، "غربة" ص11، و متخيل الحيرة، "حائر" ص 12
و متخيل المعرفة و السعي إلى إدراك أسرار الوجود، "معرفة" ص 25، و متخيل الوجود و الحضور في الحياة، "إيمان" ص 23، و متخيل الأمل، "فيض" ص 24

و يعني هذا أن المجموعة متنوعة من حيث الثيمات و المحتويات، هذا بالإضافة إلى أن الكاتب يعبر عن ارتباطه بواقعه التزاما و ملاحظة و رصدا و تقويما. مع الإشارة إلى أن القاص ظل مشدودا إلى القضايا الفلسفية العميقة، كالموت و الحياة، و الحرية و الضلال، معتمدا في ذلك أسلوب السخرية و النقد اللاذع.

 

البنية الفنية و الجمالية
 

تختزن المجموعة الكثير من الملامح الشكلية و الأسلوبية التي تميز القص الوجيز بشكل عام، و توظيف التراكيب اللفعلية، و سرعة الإيقاع، و الإكثار من أفعال الحركة، و تنويع المقدمات و القفلات، مع تشغيل السرد، و الصور السردية، و التوظيف المحك للرمز و الترميز.
و من بين أهم الملامح المميزة لهذه المجموعة قصر الحجم، بحيث نعثر على نصوص ذات السطر الواحد إلى التي يبلغ عدد اسطرها أحد عشر. مما يعني تجويع اللفظ لحساب اتساع العبارة، و دليل على حرص القاص على الاختزال و اعتماد بلاغة الإيجاز، مع التكثيف الشديد ، مراهنا على المفارقة و القفلة المراوغة.
أخبرك أن الملمح الفني ينبغي أن يأتي بعد تحليل مجموعة من النصوص على مستوى التيمات
و من بين النصوص الدالة على هذا التكثيف الشديد: نص""حائر" ص 12،: قرأ الكتب المقدسة و التفاسير، لم تدخل في قلبه ذرة إيمان...
!!! و نص "تحرر" في الصفحة نفسها: بداخلي فتحت نافذة إلى الخارج قفزت متلهفا... و
....

 

إن نصوص القاص لختام شبيهة بتلك الألغام الصغيرة جدا لكنه مفعولها شديد، إنها كبسولات مشاغبة تتطلب درجة عالية من الوعي الإجناسي .
ملمح الترميز
ملمح الترميز و هو من الملامح الفنية الحاضرة بكثافة، كما في النصوص التالية، على سبيل المثال لا الحصر: "مؤلف" ص 23: في لحظة عشق و افتنان بها، ألف قصة غرام جارفة..كانت هي بطلتها التراجيدية.، و نص "انتصار" ص 23 : كلما كتب قصة قصيرة جدا، يتفكك من الداخل عضوا عضوا.... لما جاء الموت الأكبر...ليأخذه...لم يجد إلا العظام الخاوية. و نص "حصان سباق" ص..
29 : كان يعشق الصهيل في المضمار...ذات سباق، وقع، فانكسرت قوائمه. لم يعد مرغوبا فيه..عليه اطلقوا رصاصة.
.....................

 

نضبط الكثير من النصوص لقاعدة الفعل و رد الفعل، و تتوسع أحيانا إلى الاستهلال، الفعل، و رد الفعل، ثم النتيجة، و إليكم بعض النماذج الدالة على ذلك
في قصة "غريزة" ص 35: نام في حضنها كحمل وديع..في جوف الليل، افترسته نهداها الوحشيان، فنرى حضور بينية الفعل و النتيجة، و كذلك في نص "رعب" ص 28: بعد موتهم، أرسلوا أشباحهم تطارده..ظل يركض و يركض من شدة الهلع.. مازال يركض حتى بعد موته. نرى أن النص ينضبط لقاعدة الفعل و رد الفعل ثم النتيجة.

 

ملمح القفلة المراوغة، و نميل إلى القول، إن النصوص بأكملها تقريبا تعتمد على مفاجأة القارئ، و تخييب انتظاره بما يحقق الدهشة، و يجعله يعيد قراءة النص من جديد، و نكتفي بالإشارة إلى النص التالي: "غزوات" ص 8 إن ينتهي بضبابية محببة، و غموض مشع، و قفلة مثيرة: شوهد هذه المرة، و هو يجر أذيال الهزيمة، في غزوة لا يعلم أحد تفاصيلها". ففي بداية النص نجد أنفسنا أمام مفتتح يرتبط بالديمومة: دائما، و هي لفظة تعبر عن التكرار المرتبط هنا بالنصر، فهو كثير الغزوات كثير الانتصارات، غير أن مسار الحكي سينقلب رأسا على عقب، إذ أن الناس سيكونوا شهداء على انكساره في غزوة ظلت مجهولة، و ترك الغزوة مبهمة هو إشراك للقارئ لتحديد ملامحها بدل استهلاك النص بسلبية فاضحة، و من هنا، يتأكد لنا، أن القص الوجيز الذي يحترم ذكاء القارئ، هو الذي يشرك هذا الأخير في كتابة النص و إعادة كتابته، يدفع به إلى أن يكون فاعلا إيجابيا في بناء النص.
..............

 

ملمح السخرية
 

ملمح السخرية أساليب السخرية في الأعمال الأدبية تكون وسيلة لإدارك المفارقات و المواقف المثيرة، و هي لذلك اداة بالغة الأهمية أيضا في إثارة انتباه القارئ إلى عمق العيوب الفردية و التناقضات الاجتماعية. و قد مثلت السخرية أحد أهم الوسائل الفنية لبلورة مواقف الشخصيات، و ما يميز حالتها من تناقض بين الأفعال و الأقوال. و إذا كانت السخرية تخضر في الأدب بعامة، فهي في القص الوجيز بخاصة. و من بين النصوص التي يمكن التمثيل بها على هذا الملمح
نص "شاعر" ص 9، حيث السخرية تظهر فيه بشكل قوي، و تزداد قوة من خلال إظهار تهافته و تكالبه، إذ كان من المفروض على هذا المثقف أن يكون في المقدمة، من الطلائع التي تقود الجماهير نحو التنوير و التثوير، غير أننا نجده رجلا متخلفا، لا يحب إلا السير خلفا، وراء المؤخرات، إنه شويعير مكبوت، كل همه أن يصيب جنسا، و أن يحقق متعة، و هو بذلك، أبعد ما يكون عن النموذج المحتذى، لا علاقة له بصاحب المقدمة ، الكتاب الفذ و العميق، بل هو من أصحاب المذهب الكلبي، يلهث وراء ما كور و استدار، و لا يبالي إن علم به الناس أم لا، لأنه من المخلوقات ذات الوجه المصفح.
...................

 

كما أن نص"الرغيف الهارب" ص 43، يوظف منذ العنوان السخرية لإبراز الفشل الذي يعانق بقوة فئة من الناس، كتب عليها أن تظل في القاع تعيش، رغم ما تحمله في داخلها من طاقة تغيير، و رغبة في تحسين الوضع، و لعل السبب في هذا الفشل الذريع تلك الرغبة الفردية في تحقيق النجاح، بدل أن تكون رغبة طبقة تعاني العسر و الاستغلال، إنه بحق، رغيف هارب، يتطلب الكثير من الجهد، و التداريب المكثفة لبلوغ الهدف، و يا له من هدف، إنه العدو حلف تلك المدورة، لا تلك التي يسعى خلفها الشاعر السابق، بل تلك التي تلتهب باستمرار، و تشكل الطعام الأساس لسكان المغرب
إن السخرية لا تفارق المجموعة، ترافق كل نص فيها، تحمله نقدا للعديد من الظواهر السلبية، و المفارقات الصادمة، و يتحقق ذلك بفعل النظرة الثاقبة للقاص الذي يعرف كيف يلتقطها، كما في نص"حائر" ص12، حيث إن الحيرة ما كانت لتتولد من المطالعة و مجالسة الكتب، كان ينبغي أن تحقق للقارئ متعة و إفادة و إضاءة، لكن، نفترض أن كل تلك المتون المقوروءة لم تشبع نهم القارئ، و لم تحقق الهدف من وراء السعي، لكونها متضاربة، تعاكس العقل و تناقض الزمن.


 

ملمح التناص
 

ملمح التناص فالتناص هو تشكيل نص جديد من نصوص سابقة وخلاصة لنصوص تماهت فيما بينها فلم يبق منها إلاّ الأثر، ولا يمكن إلا للقارئ النموذجي أن يكتشف الأصل، فهو الدّخول في علاقة مع نصوص بطرق مختلفة "يتفاعل بواسطتها النص مع الماضي والحاضر والمستقبل وتفاعله مع القراء والنصوص الأخرى
يحضر هذا الملمح بكثافة، إذ يستغرق العديد من النصوص بشكل ظاهر، و في أخرى، بشكل مبطن، يتطلب الكثير من الجهد للقبض عليه، و من أمثلته، نص"مطر" ص 9، إذ يستدعي لافتات أحمد مطر في تشكيل النص و بنائه، و يكون وسيلة للسخرية من الرهاب الذي يعانيه العسكر من أشعار هذا الشاعر الساخر بامتياز، إن المطر، في ظنهم المريض، ما هو إلا لافتات تم إنزالها لتحقيق الفوضى و إثارة الغضب، و إلا، فما معنى أن يكون منزويا، و وحيدا؟ إنها مؤشرات لديهم تدل بما لا يدعو أي شك، أن الرجل يخذذ للتدمير، و إشاعة فوضاه الخلاقة.

 

كما أن نص"غزوات" ص8 يوحي بالغزوات المعروفة، و هو توظيف ذكي من القاص لإثارة انتباه القارئ، و شحذ همته، و جعله متيقظا و متسائلا، و حين يفرغ من تناول النص، سيقف مشدوها، لكون الغزوات التي لامست ذهنه في البداية لا علاقة لها بتلك التي يشير إليها النص، فيخيب توقعه، الأمر الذي يحفزه على إعادة القراءة للإمساك بالمعنى، علما أن المفارقة الأخرى، القابعة في النص تكمن بين المقدس والمدنس...
 

أما في نص "جحيم" ص 34، فتحضر قولة سارتر، الآخر هو الجحيم، و تكون خلفية النص و تشكل ظلاله، إن القولة جيئ بها للتأكيد، لا للنفي، و بذلك، تتقاطع و رغبة النص و تؤكد فحواه
و بناء على ما سبق، يتأكد بقوة أن القاص لختام جاء إلى القص الوجيز بقوة ليغنيه و يقوي حضوره بفعل عمق مطالعته و عمق رؤيته، و ما التناص و السخرية إلا حليفان له يحققان هدفه، و يبلغان به المبتغى الذي خطه..
.........................

 

.و من هنا، نقول، إن المجموعة استحضرت ملمح الكتابة و معاناتها، لإبراز مكانة القاص في المشهد الثقافي، و بخاصة، في مشهد القص الوجيز، هكذا نراه في نص "تناسل" ص 17، يبسط القول في هذا المجال، مبرزا المعاناة التي يشعر بها و هو يروم مغازلة الحرف لتشكيل نصوصه، حيث تداهمه الأسئلة الحارقة تلو الأسئلة، فلا يجد إلا الهروب كعلاج من وجع الرأس. و الأمر نفسه نراه في نص "مؤلف" ص 13 حيث يهدف النص من بين قضايا أخر، إلى إبراز المعاناة، و لعل كلمة، تراجيدية، كافية للتدليل على معاناة الكتابة و ألم مخاضها. و لا ننسى قصة"انتصار" الواردة في الصفحة نفسها، لكونها تشير بشكل جلي إلى عشق القاص للقصة القصيرة جدا حد الذوبان، فهي أخذت منه كل أعضائه عضوا عضوا، بحيث حين قدم الموت لم يجد ما يسلبه منه، لقد سكن نصوصه، و صارت له مأوى، و حمته من الموت
......

 

حسن لختام قاص يعمل في صمت بهمة و ورع النساك، تأتي مجموعته لتؤكد حضوره القوي في مجال القص الوجيز، هذه المجموعة التي نوعت في مضامينها، و تناولت قضايا كثيرة بنفس فني راق، حيث وظف العديد من الأساليب في عرض منتوجه، فوفق في ذلك لبراعته و قوة نسجه....
مكناس في، 18/03/2015
إعداد النص للقراءة: حسن قرى
للمقهى الأدبي للقصة القصيرة والقصيرة جدا بمراكش

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً