الجمعة 29 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 28 نوفمبر 2024
بريد الفراشات - حسنة أولهاشمي
الساعة 16:43 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

خلف الزقاق القديم
طفلة تغرس أظافرالزمن  في خصر السديم
تعبث بضفيرتها
وتزين عرائس الريح

 

ترسم زهرة الربيع فوق أثر خطى شاحبة
تحت شجرة التين تنتظر بريد الفراشات
بأنامل نحيلة تحيك وسادة الحلم
تنسج رسوما من ماء 

 

على أديم أرض دامعة
وتصنع من ورق الدالية تاج الصباحات..
خلف الزقاق القديم
تسابق الريح
على أرصفة سماؤها تلتحف الخطيئة

 

يخفق نبضها الهش
مرتجفة تعدو
ويبتلع ضجيج العابرين جسدها الصغير.. 
يتسلل المساء  
يتقفى ذبيب الحكاية

 

تحمر وجنتي الرياح 
تهتز تنورة السنين
ويتعرى جحر الأنين.. 
تقفز الحيرة على حبل عمر ضئيل 
تنبلج أنياب ليل ساخر
يخرس المدى 

ويغيب ضوء النجوم..
 

تحت شجرة التين 
تتمدد أجنحة الفراشات
تفسخ قشور زمن ضال
تناغي شعاع القدر 
و تذوب في لجة الفراغ.. 

 

الصبايا عاريات
إلا من سترة وجع سحيق
يغتسلن بلفيح الوهم
بعيدا 
يلحن بوشاح الرحيل
يرددن نشيدا باليا
يرسمن وشما مبجلا

على جيد الزقاق القديم
وتغفو أناملهن في ثقوب الوجع..

 

تتدثر الطفلة بوصايا الجدة
تفتح رزمة الأسرار العجيبة
تتلمس كضرير ليل عهود صماء

تتكئ على ركبة الأسى
وتخاتل صراخا ثملا
آتيا من جوف زمن يبتلع عربدة الصحو ..

 

يوم جديد تسلل بجرأة
تفتح العصافير حقائب السماء 
تسابقها الفراشات
تتغنج في فساتين شق صمتها لحن غابر
تتمايل حين تندلق من حلقها
مواويل تسكب جموح بلدة غجرية.. 

 

بلدة خجلى تبيح خطايا الربيع
يوقع العشق  فتنة الشمس 
على ثغر غيمات ناعمة
تقتات غواية الفصول في صمت..

 

بلدة تستعير زمنا جديدا
تؤجل بريد الفراشات
تسكب نار الانتظار
في رماد الحاضر
وتؤجج شوق الياسمين المستكين بين جفون لا تنام..

 

تأخر البريد
غفت الفراشات على سرير واد منسي
اختفت أساطيرالليل بين تجاعيد الصمت
رتل الجندي الهزيل لحن آخر غنيمة
ووزعت البلدة نشوة أول هزيمة..

 

على ساق النخيل
طبعت الريح قبلة وداع قريب
و وعدت قبل الرحيل
بلسعة موت ثائر..

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص