الاثنين 23 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
عبد الودود المطري.. تائه في بلاد الإنجلیز - عبدالحليم سيف
الساعة 14:18 (الرأي برس - أدب وثقافة)


الأسطر القادمة ?تبتها للزمیل الفقید عبد الودود المطري تعلیقا علی ?تابه « تائه في بلاد الإنجلیز « الصادر عام 98 والذی یح?ي عن حیاته وتجربته التی أمتدت نحو ثلاث سنوات 94-1997. وقد أهدانی ال?تاب في أخر لقاء في القاهرة جمعنی به بمنزل الصدیق العزیز خالد الصوفي أستاذ العلاقات العامة بجامعة صنعاء أثناء رحلتی العلاجیة في شهر ینایر المنصرم ..وعندما عرفت بخبر وفاته بعد ظهر هذا الیوم الاحد الثامن من مارس 2015 شعرت ?ما غیری بفقدان شخص عزیز ورائع من زملاء الزمن الجمیل الذی عشناه معا فی عقد الثمانینیات بصحیفة الثورة..فخالص العزاء واصدق المواساة لأسرة فقبد الصحافة الیمنیة ولجمیع احبائه وأصدقائه ..ورحمة الله تغشاه..وانا لله وانا الیه راجعون. 
 

وها?م ما ?تبته وارسلته للفقید الراحل علی الوتساب في ساعته وتاریخه [6:42 م 26/1/2015: عبدالحليم سيف: عزیزي عبد الودود محمد المطري ..بدأت اقرأ ?تاب? البدیع فوق الطائرة المتجهة من القاهرة إلی صنعاء .. و?نت أبتسم بین لحظة و أخری ..و?ان الرا?ب الذی یجلس بحانبی یسألنی ما الح?ایة ؟ وأرد عليه شوف غلاف ال?تاب واقرأ عنوان ال?تاب » عبد الودود المطری تائه فی بلاد الإنجلیز ».. ثم عاد الرجل من جدید وأنا أضح? بصوت مرتفع لم یسمع مع هدیر محر?ات الطائرة.. فیقول لی ..مال? یاصاحب... قلت له اقرأ هذا العنوان الفرعي ..« ما قبل الضیاع » ..فعلق محدثي انا قدحنا ضاعیین الیوم..ثم بسطت أمامه صفحة عشرة..وأنا اشیر إلی العنوان التالی : « علینا لعنة الله....والخلق والتاریخ..» قال والدهشة تعلو حاجبیه ما یجوز اللعنة ..قلت له تفضل اقرأ ما تحت العنوان..وهوما فعل ..أعاد لي ال?تاب ..فقلت ها مارأی? ؟ فرد : معه حق ..ول?ن لاتجوز لعنة الجمیع..ثم سألني : هل یباع هذا ال?تاب في الیمن ؟. قلت له لا أعتقد انه نادر..وعما یتحدث صاحبه ..سألنی ..فردیت : عن تجربة إسانیة مریرة وشیقة ..نعم هي ذاتیة ل?نها بمثابة النموذج المؤلم لقصص الملایین من الیمنیین ...قلت له خذه هدیة منی..فصدیقي خصني بثلاث نسخ.

بالمناسبة..الصفحات من 10 إلی 15 تقدم صور م?ثفة من مشاهد أنت عشتها لحظة بلحظة..أقصد ذین? الموقف الانتهازي لطغمة من الصحافیین والإعلامیین یوم تحول بعضهم إلی مرتزقة للأسف،..مثل جندي یحول بندقیته من ?تف إلی ?تف..ما قلته یا زمیلي إدانة قاسیة ونقد لاذع لمن خان شرف ال?لمة وضمیر صاحبة الجلالة..تعرف أنت وأنا وهو.. أن الصحافیین یخوضون معار? السیاسین..ویمارسون حروبا نفسیة قذرة علی الشعب..ان الاحزاب تأ?ل الثوم فی افواه الصحافیین بحسب تعبیر أستاذنا القدیر والجلیل عبد الباري طاهر ..والمش?ل ان اساطین الساسة یسدون..یتفقون یتصالحون ویبقی الصحافی ملعون ابن ملعون في نظرهم وفي رأي الشعب ایضا. خذ هذا المثال سوف اذ?ر? به .

أنت تتحدث بسخریة لاذعة عن مواقف رؤساء تحریر لصحف خاصة ولیست مستقلة ?ما یدعون ف?یف تحولوا الی دمی وبیادق بید اللاعبین بالیمن ..ساهموا في إشعال حرب صیف 94 ال?ارثیة التی حتما اثرت وستأ ثر علی أجیال ?ثیرة ..فقد فشل رؤساء التحریر في جعل الصحافة وسیلة للمعرفة وتقدیم الخبر بموضوعیة ...المصیبة بعد أن حطت تل? الحرب الملعونة أوزارها اصبح بعض المتطفلین علی المهنة من ?بار الصحافین ورؤساء تحریر مع ان رئیس التحریر لایصنع بقرار سیادی أو حزبی.

صدقنی مرت رحلتي من القاهرة الی صنعاء التی استغرقت ساعتین ونصف علی متن الیمنیة الای باص دون ان اشعربها..فما قلته توصیف لحالة المشهد السیاسی والصحافی ابان ازمة 93،وحرب 94.ل?ن فی ال?ثیر من وقائع الصور وال?لمات ت?اد ت?ون نفس المشهد الذی نعیش تفاصیله منذ عقدین من الزمن وزداد انحدارا واشد خطورة في هذه الأیام..ان لم ی?ن أسوأ مع تسید الاعلام الفضائی والصحافة الإلی?ترنیة..ضف الی هیمنة شب?ة التواصل الاجتماعی التی اتخذ ها معظم الناس ادوات للتدمیر والخراب الشامل ..وغدت وسائل للانفصال الاجتماعی بحسب وصف أستاذنا الجلیل الد?تور العملاق عبد العزیز المقالح وهی فعلا ?ذل?..لا أدری ماذا سیقول التاریخ عن الإعلام في الیمن.؟ هذه الخاطرة ف?رت بها وأنا فوق السحاب معلقا بالطائرة طبعا في جوفها.. وعندما عدت إلی منزلي الیوم وعلی الفور حرصت قبل ان تطیر من الذا?ره ان ادونها وارسلها ل? ?ما ?تبتها علی شاشة الهاتف دون مراجعتها وذل? قبل ان تطیر،من الذا?رة ..مع خالص،محبتي وتمنیاتی ل? بدوام الصحة والتألق ...وللحدیث صلة.
 

ملا حظة : اراد الزمیل عبد الودود ان ینشرها علی صفحته في الفیس بو?.فقلت له سوف ا?ملها ثم انشرها...مضت الایام بسرعة وخطفه الموت من بیننا .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
1
2015/06/18
هيلان عبد الودودالمطري
شكر
شكرا جزيلا لك استاذنا الغالي مش قادر اقول اكثر من كذا
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً