الاربعاء 25 سبتمبر 2024 آخر تحديث: الاربعاء 25 سبتمبر 2024
في يوم المرأة العالمي - عامر السعيدي
الساعة 16:52 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


إلى أعظم امرأة .. أعظم الأمهات
عطر أمي
أنختُ ببابها ذاتي
لتغسل قلب مأساتي
فما برحتْ تعطرني 
حنانا ملء ساحاتي
تقبِّل ثغر أوجاعي 

 

فيزهر في دمي الآتي
تؤرشفني على قلقٍ 
لأبدأ فجر ناياتي
أنام على أغانيها 
وتشجيها غناءاتي

 

وأستجدي حكايتها 
خلودا ياحكاياتي
حروفي بين كفّيها 
كأسراب الحماماتِ
أرتّلها بحضرتها 

 

فتطربها صباباتي
وتسألني وبسمتها 
نجومٌ في مجراتي
ومن يا سيد الأوتارِ 
قد شربتْ رجاءاتي
تعال.. 

 

وسوف أغرسها 
بقلبك زرع مرضاتي
وتستلقي ملائكتي 
على أوراق توراتي
تناجيها فتستهوي 
محبتها مناجاتي

 

ومن إلاكِ سيدتي 
تغازل نخل أوقاتي
ومن تهدي 
عصافير الهوى لحن الصباحاتِ
ومن إلاكِ 
تملأ بالزهور البيض باقاتي
فؤادي 

 

في مروج هواكِ يلهو كالفراشاتِ
وبين يديكِ يا أمي 
يصلي ربّ آهاتي
تحجّ إليكِ أشواقي 
وتستهديكِ زلاتي
ومن عينيكِ أستسقي

 

إذا ظمأت مسافاتي
دعائكِ 
نجمةٌ زرقاء 
تجري في مداراتي
ووجهكِ 
يا شعاع الله 
ربٌّ في سماواتي
ثرى قدميكِ 

 

فوق الأرض أفياءٌ بجناتي
وريحكِ زفرة التكوين
تغني فقر غيماتي
دعيني أعبر الأيام 
منكِ إلى بداياتي

 

أعود إلى فمِ الماضي
لأستوحي نداءاتي
إلى ما بعد روح الله 
في أحشاء مولاتي
إلى أحضان أمّ أبي 
تؤذن لابتساماتي
إلى ذكراكِ 

 

بعد دقائقي الأولى 
وساعاتي
إلى لبن البداية 
حيث يجري في مساماتي
إلى شفتيكِ 
أسكب من أغانيها ابتهالاتي
إليكِ إليكِ أبكي 

 

ضاحكا في صدر مشكاتي
أسافر خارج الكلماتِ
أركض في متاهاتي
أعربد فوق عرش الظّل
أضحك من حماقاتي
ومن يومٍ إلى يومٍ 

 

وأسمو فوق راياتي
أغادر مرقدي
شَبــِق الخطى 
دون اتجاهاتِ
وعينكِ تحرس الثمراتِ ..
في شتى مناخاتي
من الفجر 

 

المطرز بالندى حتى نهاياتي
ومن ذكرى الغرور الغضّ 
في كلّ المحطاتِ
ولمّا كنتُ مزهوّاً 
بمرسمتي وممحاتي

 

ولمّا كنتُ 
محترق الحشا 
في ثلج أنّاتي
ولمّا كنتُ 
خلف الشمس
مصلوبا بمرآتي

 

وحين وصلتُ 
منتصف الطريق 
إلى فضاءاتي
وها أنا أخضر الأيام 
وضَّاء المساءاتِ
وسوف أكون ما ياأمي

 

كبيرا فوق طاقاتي
أعتّق للمدى ألقي 
خلودا في زجاجاتي
وأستسقيكِ يا أمّي
إذا ظمأت غماماتي

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص