الجمعة 29 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 28 نوفمبر 2024
أبو طاقية - رستم عبد الله
الساعة 12:55 (الرأي برس - أدب وثقافة)

 

كان شاباً في منتصف العقد الرابع من العمر ذو بشرة قمحية متوسط القامة يرتدي جلبابا ابيض ناصع البياض انحسر الي ساقيه له حاجبين كثيفين متصلين وعينين سوداوين غائرتين ويرتدي في يده اليمني ساعة فضية لامعة ويمتد من جيبه مسواك طويل وغليظ ويعتمر فوق رأسه طاقية سوداء بأطراف مذهبة وقد غمسها حتي منتصف جبهته¸وقف بعد صلاة المغرب وهمس بأذن إمام المسجد ببضع كلمات فهز الإمام رأسه مشيراً الي الميكرفون أخذا الشاب أبو طاقية سوداء الميكرفون ونفخ فيه وفوق شفتيه ترتسم ابتسامة باردة كبيرة كشفت عن صفي أسنانه البيضاء كالثلج وارتفع صوته السلام عليكم صلوا على النبي ياجماعة سأحدثكم ربع ساعة فقط عن قيام الليل وفوائده الجمة القي محاضرته بلينة استقر نور محاضرته بالقلوب وبدأت الرؤوس تهتز علامة الإنصات كان يتمتع بغزارة نادرة ودراية كاملة ويستند لادلة من الكتاب والسنة عن الأجر العظيم لقيام الليل تتفطر بشرى عظيمة وأملا بهيجا في قلوبهم أمتدت الربع ساعة لنصف ساعة بل ساعة إلا ربع لم يشعروا بالوقت لحلاوة محاضرته التي أسهب فيها عن قيام الليل وفوائده وأجره العظيم والطمأنينة والانشراح اللتان تلازمان صاحبه والسعادة والسعة في الرزق لمن يقوم الليل

 

انهي محاضرته القيمة بالدعاء والصلاة على الرسول والناس متأثرون بها جدا ومتحسرون على ما فاتهم من الخير فقد أحدثت شرخا في حياتهم وأضاءت جوانب كانت مظلمة في نفوسهم لقد عرفوا كل شيء عن فوائد قيام الليل اخذوا يثنون عليه ويدعون له بالبركة أذن لصلاة العشاء أقيمت الصلاة ارتصوا بتناسق بديع وقد غمرتهم السكينة والخشوع
سلم الإمام استأذن ابوطاقية الإمام أن يبيت بالمسجد ليواصل طريقه في الصباح ويلحق إخوته في الدعوة الذين سبقوه للمنطقة التالية ترك له مفتاح الجامع وهو يدعو له بالرزق الوفير أخذا الليل يجمع أشيائه ليرحل وخيوط الفجر الذهبية تتسلل في الأفق انتظر الناس سماع اذآن مسجدهم لكن لم يسمعوه كانت كل مساجد القرى المجاورة تصدح بالآذن الا مسجدهم انسلوا من بيوتهم وتباشيرغبش الفجر تداعب فضاء القرية همهمات وحسبلة تنبعث من جوار المسجد لقد سرق أبو طاقية ميكرفون المسجد ورحل في منتصف الليل لكن لم يكونوا يدركون أن سرقة ميكرفون المسجد من ضمن فوائد قيام الليل لم يذكر ذلك في محاضرته.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص