الاثنين 23 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
ابراهيم الحارثي: هناك الكثير من الأفكار المغلوطة عن المسرح السعودي - حميد عقبي
الساعة 10:46 (الرأي برس - أدب وثقافة)

حوار مع المسرح السعودي قد يستغرب البعض ويقول متى وأين وكيف؟ 
أسئلة كثيرة ستدور في أذهان الكثير من القراء كوننا لم نتعود سماع عبارة المسرح السعودي. لدينا من يرد على كل هذه الأسئلة، الفنان والكاتب المسرحي السعودي إبراهيم الحارثي الحائز الجائزة الأولى في مجال النص المسرحي لجائزة الشارقة للإبداع العربي، عن نصه المسرحي «ولم يك شيئا»، الحارثي ضيفنا في هذا اللقاء يتحدث بحماس وتفاؤل عن واقع مسرحي سعودي يراه يتطور، وعن مستقبل يعتقد أنه سيكون زاهرا وأن يحصد نجاحات كبيرة. ويؤكد بوجود فعل ثقافي يواكب كل التطورات الحاصلة في المسرح، وحركة تحلل الواقع المعاش، ثم يتحدث عن نصه الفائز وتكوينه الفكري، ويرى أن السعودية بالذات تزخر بأسماء المبدعين من كتاب وممثلين ومخرجين وفنيين في مجال المسرح والسينما أيضا.

■ «المسرح السعودي في غيبوبة» أنت ترفض هذه الطرح تراه في تطور.. أين دلالات هذا التطور، وعلى أي معطيات تنفي المقولة وتثبت رؤيتك؟
 

□ بداية شكرًا لك على فتح أبواب الحوار لنتناقش حول نقاط مهمة وضرورية، أرفض الطرح لمخالفته سير الواقع، نحن في السعودية نُعتبر الأكثر نضالا على مستوى المسرح العربي، فناهيك عن شُح الدعم وحالة التقشف التي تمر فيها جمعية الثقافة والفنون التي تعتبر الحاضن الرئيس للفعل المسرحي هنا، مسرحنا يقوم على جهود أفراد يكتبون فوق الثرى مطرًا وقوافل، ويتلون في كبد الصحراء عطرًا ونوافل، ويسبقون كل شيء من أجل المحافظة على كينونتهم الفنية من أجل حراك مسرحي حقيقي، وكل المؤشرات تدل على أن هناك حراكا نوعيا مكانه السعودية له مميزاته التي ساهمت في خلق نوع من التفرد في الحالة الفرجوية، وهذا ما تأتى للمسرح السعودي من خلال مشاركاته العربية والدولية، وسلسلة النجاحات التي حصدها، وهو يتسلح بجهود أفراد يحملون الشمس في راحاتهم وعقود الياسمين..
 

■ حزت المركز الأول لجائزة الشارقة للإبداع العربي عن نص مسرحيته «ولم يك شيئا» حدثنا عن هذا النص ؟
 

□ حاولت أن أكتب عن حياتنا بكافة فصولها، وكما قال الأستاذ كاظم اللامي عن هذا النص بأنه: صراع ذواتنا داخليا من جهة وخارجيا مع الآخر، من جهة أخرى
تقلقلنا بين أطباق الانتماء واللاإنتماء للحياة أو الموت.. بحثنا الدائم عن خلاص في خضم التناقضات الكثيرة والكبيرة التي تلف الإنسان الألفيني بدوامة لا تنتهي معالمها وتجلياتها..
رغبتنا الملحة لاكتشاف مناطق بؤرية ما عادت مجهولة أمام العقول النابضة بالتشظي، هذه الرغبة موجودة لدى جميع شخصيات العمل بمن فيهم الرافض لمرور الشيطان. هناك فضول يتسرب إليه أحيانا إعجاب بالقادم ربما يجد تواطؤا نفسيا معه في بعض أو كل حيثيات وجوده. هذا النص يتنفس بيننا كل يوم وفي كل مكان صراع الوجود والكينونة، والنص نعيشه نحن في كل يوم، لأن الشيطان الذي يطوف حولنا، لن يموت …
أن تحصل على جائزة من عاصمة المسرح العربي فهذا بلا شك إنجاز يضاف إليك ويدفعك للكثير من العطاء ويحملك مسؤولية أكبر، فهذه الجائزة تعتبر من أهم الجوائز الأدبية التي تتوجه لها أنظار الكتاب العرب، لاسيما أن هذه الجائزة تحظى برعاية سامية من لدن الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة، ناهيك عن تاريخها الطويل في خدمة الأدب والثقافة.

 

■ البعض يرى أن بعض الجوائز في المشاركات المسرحية السعودية في المهرجانات العربية يأتي كتشجيع وليس نتيجة الجودة الفنية بماذا ترد على هذا الطرح؟
 

□ هذه نظرة قاصرة للأسف، ومن ينظر للفن على أنه معد للجوائز فقط فلن يتقدم، الجائزة حافز للمواصلة، فالفنان ليس كالرياضي يحاول حصد الألقاب أثناء عطاء مرحلي قصير، فالمسرحي الطاهر ينطلق من مساحاته للأمام باتجاه العطاء الدائم، ولقراءة الواقع ونشر الثقافة، الحقيقي فقط هو من يبقى، أما المزيف فهو كزبد البحر يذهب جفاء ولن ينفع الناس.
ثانيًا لو أردنا القياس بهذا الشكل من حيث الجوائز، لوجدنا أن المسرح السعودي في العقدين الأخيرين من الألفية الجديدة حلّق عاليا وانطلق ليحك جدران الكون ليثبت لكل المتابعين أن هناك فعلا ثقافيا يواكب كل التطورات الحاصلة في المسرح، بل يساهم في صناعة أثر ينقله لكل من يتابع اشتغالات الكتاب والمخرجين السعوديين.

 

■ هل بمقدرة المسرح السعودي التخلص من جلباب الوعظ الديني والنصائح الخطابية لتتجه إلى مسارات فكرية عصرية.. وما الخطوات الضرورية للخروج من هذه الجلابيب المعيقة؟
 

□ لا أتذكر أنني حضرت عرضًا مسرحيا يمارس الوعظ ويتخذ من الوعظ أو الخطاب السطحي قيمة له، وليس المسرح السعودي بهذا الشكل، بالعكس تماما، ما يقدم من نصوص مسرحية للكتاب السعوديين ما هو إلا قراءات للنفس البشرية واستنطاق للمستقبل وتحليل للواقع المعاش، وأظن أن هناك الكثير من الأفكار المغلوطة عن مسرحنا السعودي يجب علينا كمسرحيين سعوديين تعديلها لأن هذه المهمة من صميم عمل الفنان المسرحي ..
 

■ الدراما السعودية تظل في مكانها واكليشهاتها المستهلكة كيف تنظر لهذه القضية؟
 

□ لعل المشكلة تكمن في أمرين مهمين، انعدام المعاهد أو الابتعاث. واحتكار إنتاج المسلسلات التي تعرض على التلفزيون السعودي من قبل وزارة الثقافة والإعلام, وعلى الرغم من كل هذا إلا أن الفنان السعودي يسجل حضوره من خلال مشاركته في الأعمال الدرامية الخليجية والعربية والأمثلة كثيرة جدًا..
 

■ حدثت بعض التجارب السينمائية السعودية ثم خفتت ما الأسباب وهل من تجارب جديدة ؟
 

** في هذه الفترة يقام مهرجان لعرض الأفلام السينمائية بمدينة الدمام بالمنطقة الشرقية ويشارك فيه العديد من الأفلام السعودية، وقبله بفترة أقيم مهرجان مماثل في مدينة الأحساء.
 

■ هل تتوقع أن نجم السينما المتوهّج يمكن تغطيته بغربال؟ حدثنا عنك.. وهل من مشاريع فنية في مسار الكتابة المسرحية وغيرها؟
 

□ يقول قاسم حداد: «لهذا كله (فقط) أكتب وهو سبب يروق لي حتى الآن وما دامت كتابتي تعجب تسعة أصدقاء وحبيبة واحدة، فهذا جميل وجدير ويكفي». أعتقد أنه طالما أنا حي وأكتب فهذه أكبر نعمة وأتمنى ألا تزول… أعكف حاليا على كتابة نص مسرحي جديد وبعض الجهات داخل المملكة تقوم بالتحضير لطباعة مجموعة نصوص مسرحية لي، مع أنني أتمنى أن يتم تأجيل الطباعة لا لشيء، ولكن أرغب في أن تتكون لدي أفاق مختلفة أستطيع أن أتحرك منها ولها..
 

■ إلى أي مدرسة مسرحية تنتمي.. وهل لك أسلوب وتقنيات معينة في الكتابة.. وما هي الروافد والمنابع التي تأثرت وتتأثر بها؟
 

□ أتحرك وفق الإطارات العريضة أقرأ وأغذي حواسي بشكل جيد وأزعم بأن لدي محاولة للتجديد، كتبت بشكل عبثي واستخدمت المسرح داخل مسرح، وحاولت توظيف الحكاية في النص واستخدمت اللغة المختزلة في البناء الدرامي، ولعبت على وتر الجملة الوصفية، تحركت في مساحات رحبة، لاسيما وأننا في مرحلة انفتاح معلوماتي هائــل، فثمة قرب الآن بين المسرحيين ككل، وأهم المراحل التي تأثرت بها هي مرحلة الانطلاق، فأن تكون أحد أعضاء ورشة العمل المسرحي بالطائف فهذا يعني أنك ترتشف المسرح من نهر لذة للشاربين، فالورشة بها عراب المسرح السعودي فهد ردة الحارثي والفنان أحمد الأحمري ومساعد الزهراني وسامي الزهراني وعبدالعزيز عسيري وغيرهم من الذين يواصلون رحلة المجد، من خلال حفرهم فوق سبيكة ذهبية، بل حققوا من خلال مشاركاتهم العربية والدولية صدى جيدًا وإشادات متنوعة، وهذا ما دفعهم للإيمان بدورهم الحقيقي ومشروعهم المستدام. ثمة كتاب شباب يصنعون الجمال بحيويتهم ويشاركونني الهم ونتواصل بشكل مستمر، فالعالم الآن قرية صغيرة والسعودية بالذات تزخر بأسماء المبدعين من كتاب وممثلين ومخرجين وفنيين يمتلكون حصيلة معرفية ممتازة لبناء مسرحي عظيم. تأثرت بفهد رده ومحمد السحيمي وسامي الجمعان وغيرهم محليا.
وتأثرت بفلاح شاكر ومفلح العدوان والماغوط وسعد الله ونوس. تأثرت بدرويش وفاروق جويدة وقاسم حداد، تأثرت ببيكت وجنونه وعبقريته. تأثرت بكل هؤلاء لأن لهم القدرة على اقتناص لحظات التجديد.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً