الجمعة 29 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 28 نوفمبر 2024
بوح القصيدة - يحيى الحمادي
الساعة 10:48 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

و وُلِــدْتُ يَــومَ وُلِــدتُ مُـبـتسمًا.. و بـي وَجَـعٌ و جُـوعُ
و عَـلِـمْتُ أو عُـلِّـمتُ كـيـف يَـضيعُ مِـن أثَـرِي الـرُّجُوعُ
و وَرِثْــتُ هــذا الـلـيلَ يَـرحَـلُ بــي و صِـبْـيَتُهُ هُـجُـوعُ
>

 

أنا مَن يُقِلُّ 
و مَن يُقَلُّ 
و مَن يُقالُ 
و مَن يُقِيلُ
و أنا المُسافرُ في الظلامِ إلَيَّ
أَحمِلُ مَوطِنِي 
و أسِيرُ 
ليس معي خَلِيلُ
>

 

سَفَرِي كَعَادَتِهِ طويلُ
>

 

و الأرضُ دائرةٌ عَلَيَّ الآنَ
لِي وَطَنَانِ
لِي زَمَنَانِ
لِي قَلَقٌ
و لِي قَلَقٌ بَدِيلُ
أينَ الطريقُ إلى النِّهايةِ؟!
أقتَفِي أَثَرِي و أسقُطُ
ثُمَّ أنهَضُ
ثُمَّ 
أ
س
ق
طُ

 

ثُمَّ يَترُكُنِي الدَّلِيلُ
أينَ النِّهايةُ _يا طَرِيقُ_ اللَّيلُ يُوشِكُ أنْ يَجِنَّ
و أنْ يُجَنَّ
و ليسَ يَنقُصُنِي التَّخَبُّطُ
ليسَ يَنقُصُنِي العَوِيلُ
اللَّيلُ مِثلِي ذاهِبٌ آتٍ
و آتٍ ذاهِبٌ
يَدرِي
و لا أدرِي لِماذا لا أنامُ و لا أَقِيلُ!
>

 

يـــا لَـيـلُ ثَـمَّـةَ نَـجـمَةٌ سَـقَـطَتْ فَـأَجـدَبَتِ الـسِّـنينُ
يـــا مـــاءُ ثَــمَّـةَ غَـيـمَـةٌ جُــرِحَـتْ فَـأَظـمَأَنِي الأنِـيـنُ
يـــا رِيـــحُ ثَـمَّـةَ نَـغـمَةٌ كُـبِـحَتْ فَـغَـصَّ بـهـا الـحَـنِينُ
>

 

سَقَطَت يَدِي يا رِيحُ.. 
أينَ أنا؟!
و أَصْمُتُ
و اعتِرَاكُ الجَمرِ حَولَ دُخَانِهِ صَخَبٌ
و بي قَلَقٌ ثَقِيلُ
و يَدٌ تَمِيلُ مَعِي لِتَرفَعَ أختَهَا نَحوي
فَتَسقُطُ مَن تَمِيلُ!
و الدَّربُ مُنفَتِحٌ 
يُشِيرُ إلى الجهاتِ 
إلى الغُيُوبِ
إلى الأَحِبَّةِ في السَّماءِ
إلى السَّماءِ
و لا يُحِيلُ
>

 

سَفَرٌ كَعَادَتِهِ طويييييييييلُ
>
أنـا لَستُ مَن سَفَكَ الدِّماءَ و لَستُ مَن سَرَقَ الرَّغيفا
أنا لَستُ مَن خَدَشَ السَّمَاءَ و لَستُ مَن جَرَحَ الرَّصِيفا
أنـا لَـستُ مَـن نَـبَشَ الـقُبُورَ لِكي يُخِيفَ و كَي يُضِيفا
>

 

أنا باحِثٌ عني 
و عَن جهةٍ إلَيَّ تُحِيلُنِي
فَمَتى سَيَترُكُنِي الدَّخِيلُ متى 
سَيَشرَبُنِي النَّخيلُ متى 
سَيَأكُلُنِي البَخِيلُ؟!
و متى سَتَكتَمِلُ القِيامةُ بي
و يَرحَمُنِي القَتِيلُ!
>

 

سَفَرٌ كَعَادَتِهِ طَويييييييييييييلُ
>
أَأَعُودُ؟!
أينَ أَعُودُ!
لِي وَطَنَانِ
لا وَطَنٌ مِن الوَطَنَينِ يَعرفُنِي هنالِكَ
لا البَدِيلُ و لا الأصِيلُ
لا البُنُّ
لا عِطرُ الحبيبةِ
لا البُخُورُ
و لا الهَدِيلُ و لا الصَّهِيلُ
لَم يَبقَ بَينَ فَمِي
و ذاكِرَتِي
و ما سَأَقُولُ مِيلُ
قَلَقَانِ لِي
و يَدَانِ مِن وَجَعِ التَّرَقُّبِ تُومِئانِ
و طَعنَةٌ
و دَمٌ قَلِيلُ
>

 

سَفَرٌ كَعَادَتِهِ طَويييييييييييييييييييييييييلُ
>
و أَمُــوتُ يَــومَ أَمُــوتُ مُـبـتَسِمًا.. فَـيَـشرَبُنِي الـتُّـرَابُ
و تَــحُـومُ قـافِـيـةٌ عــلـى جَــدَثِـي فَـيَـخـطَفها الغُـرَابُ
و يَـطِـيرُ بــي.. و أعُــودُ ثـانِـيةً.. يَـعُودُ مـعي الـسَّرابُ
>

 

و يَعُودُ هذا المُستَحِيلُ
و أنا المُضَيَّعُ و السَّبيلُ
و أنا المَسَافةُ بينَ صَوتِي و الصَّدى
و أنا الرَّحيلُ

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص