- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً

- تحليل نقدي لمسلسل “الجمالية” في رمضان 2025
- الكشف عن شبكة مالية سرية للحوثيين تشمل 200 شركة (تفاصيل)
- نظرة أولى على مسلسلات رمضان اليمنية 2025
- «ليالي رمضان» يتصدر مشاهدات قناة عدن الفضائية
- تقرير يفصل كيف دمرت مليشيا الحوثي القطاع الزراعي في اليمن (تفاصيل)
- تقرير يفضح انتهاكات الحوثيين: 20 سفارة أجنبية تحولت إلى مقرات عسكرية ومخازن أسلحة وغرف عمليات أمنية
- قيادات حوثية في الصين لتأمين إمدادات عسكرية خطيرة بالرغم من العقوبات الدولية (تفاصيل)
- من هم ضباط وقيادات المخابرات الحوثية المسؤولين عن حملة الاعتقالات ضد موظفي المنظمات الدولية في صنعاء
- الشرطة السرية للحوثيين.. أداة للابتزاز والجريمة المنظمة (تقرير)
- سرقة أبحاث طلاب وترقيات مشبوهة في جامعة إب بدعم حوثي

حقَّق مسلسل “الجمالية” نجاحًا لافتًا في موسمه الرمضاني، خاصةً كونه عملًا جادًّا يبتعد عن النمط الكوميدي السائد في الدراما اليمنية منذ عقدين.
تدور الأحداث في قرية “الحصن” التسعينية، بخطوط درامية متشعبة تجمع بين الصراع مع المهربين، والتعقيدات الاجتماعية، والسياسية، والتعليمية، إضافةً إلى لغز اختفاء الجمال.
رغم تعدد الشخصيات واختلاف مساراتها حتى الحلقة الخامسة، إلا أن العمل حافظ على نسق تشويقي متماسك، مما يجعله خطوةً فارقةً في مشهد درامي يحتاج للتجديد.
القصة والسيناريو: فكر جماعي بعيدًا عن النمطية
– الحبكة الدرامية:
انطلقت القصة من فكرة “القرية كعالم مصغر” يعكس تناقضات الواقع اليمني بكل طبقاته، حيث تتداخل المصائر بين أهالي القرية وقوى خارجية غامضة.
نجح العمل في تقديم صراعات إنسانية واجتماعية عميقة، وقضايا عُرفيه وإن طغت أحيانًا بعض الاستعارات السياسية المباشرة على التركيز الدرامي الأساسي.
السيناريو:
اعتمد كاتب السيناريو “نور ناجي” على ثيمات درامية معتادة، لكنه أضاف لمسةً مبتكرةً عبر خلق توازن بين العوالم المتجاورة (الاجتماعي، السياسي، الغامض).
مع ذلك، وُجِدَت فجوات في شرح دوافع بعض الشخصيات، كما بدت بعض الحوارات وكأنها تعليقات على الواقع الراهن بدلًا من الاندماج في الأحداث.
– الكوميديا:
نجحت “الجرعات الكوميدية” في العمل بفضل اعتمادها على “كوميديا الموقف” الطبيعية، بعيدًا عن الصور النمطية المبالغ فيها (كالازياء أو الصراخ او الكاركتر المبني على التنمر). قدمت الشخصيات الكوميدية مثل “سائق القرية” (مبروك متاش) روحًا مرحة دون إسفاف، مما أضاف تنوعًا لطيفًا للسرد دون كسر حدة التوتر.
الإخراج والابداع البصري: لمسة شابة تخطف الأنظار
– الإخراج:
برز المخرج الشاب “سيف الدين الوافي” بقدرته على قيادة عمل ضخم بطاقم تمثيلي متنوع، محققًا توازنًا بين المشاهد المكثفة واللحظات الهادئة ، ومشهد البداية في دكان القرية القديمة إلى أزياء الشخصيات وساعات اليد .
تميزت لمسته الإخراجية بمشاهد مُلهِمة وإلتزام الممثلين عندما يجدوا مخرج يعلم ما يعمل ، كمشهد “الناي” المُصاحب لأغنية أبوبكر سالم، ومشهد النار الى النهار وسط الحقول الخضراء الذي جسَّد صراع اليأس وانتصار الأمل والحب بصورة بسيطه لكنه مؤثر. ” أفضل مشهد تصويري صامت منذ زمن ” .
– التصوير والإضاءة:
أعادت عدسة مدير التصوير ” عبدالقادر الأطرش ” إحياء حقبة التسعينيات عبر تفاصيل دقيقة
تميز التصوير بزوايا مبتكرة وإضاءة طبيعية تعكس الجو الريفي، بينما أعادت “اللوحات البصرية” (كمشاهد الحقول والمباني التراثية) تصوير الذاكرة الجماعية لليمنيين باحترافية.
– المونتاج والألوان:
تفوق المونتاج بسلاسة نقل المشاهد وتناغم الألوان الترابية التي تعكس البيئة اليمنية، رغم ضعفٍ ملحوظ في المؤثرات الصوتية الخلفية (كأصوات الطبيعة ليلًا).
– الديكور والملابس:
التزم العمل بالمظهر التسعيني بدقة، وإن شابته هفوات بسيطة في قصات الشعر وملابس بعض الشخصيات الثانوية.
أداء الممثلين: الإندماج مع الشخصيات
– فهد القرني:
أداء انسيابي يعكس عمقًا في تجسيد شخصية العاقل او المُحكم المُثقل بهموم القرية، بعيدًا عن التكلُّف. تفاصيل بسيطة كطريقة إمساكه للقلم أو نظراته الحازمة جعلت منه شخصيةً لا تُنسى واحد من أفضل أدوار فهد في أخر السنوات والأجمل أنه ابتعد عن الكوميديا الهزليه .
– محمد قحطان (الرييس):
وهو الرييس فعلا أبدع في تقديم الشر ببرودٍ نفسي لافت، دون حاجة إلى الصراخ أو المبالغة ، ابتسامته الباردة ونظراته الفولاذية جسَّدت الشر المُتجذِّر في الصمت، حيث تكفي إيماءة منه لإثارة الرهبة ” محمد قحطان ليس نجم عادي بل هو الرييس ” .
– منى الأصبحي:
جسَّدت الأمومة والقوة بتوازن، رغم تناقضٍ طفيف في لهجتها التعليمية مقارنةً ببيئة القرية البسيطة.
مشهد خوفها على ابنها كان درة التمثيل العاطفي.
– نجيبة عبدالله (الحكيمة):
اندمجت في دورها لدرجة ذوبانها فيه، من التفاصيل الدقيقة (كطريقة مشيها المتوازنة) إلى تعابير الوجه التي تحمل أسرارًا تاريخية وكوميديا غير مصطنعه.
– مروان المخلافي (الاستاذ):
قدَّم شخصية المعلم المرح بكل تعقيداتها والعلاقة مع الطلاب (مع وجود مشكلة العقم، )، بأداء ناضج جعل المشاهد يتعاطف معه دون الابتذال وإظهار الضعف مروان المخلافي في كل عام ينافس نفسه .
– أماني الذماري (الياقوته الأثمن في الدراما):
شخصية حملت أسرار بتعابير وجهٍ تكاد تتحدث دون كلام ، أوصلت لنا أن لديها قصه دون الحاجه الى الصوت ، فأداؤها الواثق في كل مشهد هو درس لكل من تريد أن تتعلم التمثيل .
– محمد الأموي (الدون):
مفاجأة العمل! تحوَّل من النجم الكوميدي إلى شخصية حكيمة بملامح هادئة ومشيَة مدروسة وتعامله مع الجمل وهيئته وكل التفاصيل تدل على العمل الممتاز الذي قام به ودراسته للشخصيه للبعد عن الوقوع في خطاء أن يوقعها في الهزل برافو .
– أشواق علي ( الشيخة بالاداء ):
الوجه الكوميدي الأكثر إشراقًا في المسلسل ، تعابير وجهها المرحة وطريقة كلامها الساخر أضافت نسمةً خفيفةً دون خرق الجدية العامة للعمل شكرا لكي وللمخرج ، أعتقد الجميع يتأكد الان أن لها موهبه جيده .
– حسام الشراعي(العازف ):
أداء بسيط لكنه عميق، جسَّد شغف الفن وسط الظروف القاسية ، نبرة صوته الهادئة وعزفه على الناي أعطتا العمل لمسةً شاعرية أدائه الهادي وتقمصه أقنعني انه لم يخرج من القريه كوال حياته .
– قاسم عمر:
تحوُّل مذهل من الأداء المسرحي إلى السينمائي في هذا المسلسل ، مشهد نظراته لابنته أثناء العزف كان كافيًا لاختزال حب أبوي صامت وخبره عمل سنين اظهرها بمشهد واحد.
– هديل عبد الحكيم (الضحية المتمردة):
جمع بين الخوف والضعف والقوة في مشهدين فقط! يمتلك اسلحه قويه لم يظهرها جميعها .
– محمد البعداني(الشرير المطلق):
أداء أيقوني! قدَّم الشر بطريقة نادرة في الدراما اليمنية، جعلت منه شريرًا لا يُنسى لكل من يريد أن يمثل بعد ذلك دور الشرير فليراجع دور البعداني .
– عبير عبدالكريم (الزوجة الوفيه ):
فنانة بدرجة ماجستير ، جسَّدت الزوجة الداعمة بلمسة إنسانية، حيث حوَّلت الحوارات البسيطة إلى مشاعر تعبر على الشاشة ، وفي كل ظهور لها تخطف الكامير، حتى كوميديا نجحت.
– نوفل البعداني (الضابط ):
أثبت أنه قادر على تجسيد اي نوع من الأدوار شخصيته تحمل تناقضًا بين صرامة الضابط وقلبٍ إنساني، ظهر جليًّا في مشهده مع الجمال.
– مبروك متاش (سائق القرية):
انتفاضة فنية ضد الصورة النمطية للكوميديا، أداؤه في كل مشهد مع تبادل الحوارات يظهر لنا أنه فنان حقيقي وأن المخرجين السابقين ظلموه جدا وسيحاسبون بسبب أنهم حرمونا من نجم مثله.
المواهب الواعدة
– محمد هلال
سرق الأضواء بمشهد واحد: عندما سقط ووقف وتجاوز الامر بخوف واحراج برافو .
– محمد الزرقاوي
رغم صغر دوره، وظهورة بجانب محمد قحطان استطاع ان يقدم أداءا جميلا ، ولكن يجب عليه الانتباه الى التفاصيل اللبس الحديث في التسعينات .
– رأفة صادق ورندا الحمادي:
أداء جميل واتقان للتلقائيه وثنائية ظريفه .
نجوم سطّروا تفاصيل صغيرة
– سمير صالح(المحامي):
كسر الصورة النمطية للمحامي ، أداؤه الهادئ يجعلنا نركز أن المحامي في الدراما اليمنيه يتغير الى الافضل .
– أحمد جباره
إضافة نوعية، كان مثالًا على التمثيل العفوي.
الاطفال والطلاب:
دليل حي عل وجود المواهب في التمثيليه في اليمن أهم شي البعد عن الواسطه والتوجيه الصحيح .
الموسيقى والإنتاج: بصمة تُحسب للتاريخ
– الموسيقى التصويرية:
دويتو “حسين محب” و”فاطمة مثنى” في تتر البداية كانا رحلةً غنائيةً تعكس روح العمل، بينما نجحت الموسيقى التصويرية في تعزيز المشاهد الدرامية، رغم ضعفٍ في موسيقى التشويق والاثاره خلال لحظات الغموض.
– الإنتاج:
يُحسب اولا للجهه المنتجه والمشرفين على العمل و للفريق أنهم استطاعوا إنجاز عملٍ يمني بجودة و تقنية عالية وفي وقت مبكر ، واجتهدوا في العملمن اختيار مواقع التصوير إلى توفير كل التفاصيل والإكسسوارات، كما يُعد إنهاء التصوير قبل رمضان بفترة طويله إنجازًا تنظيميًّا نادرًا في الدراما اليمنية.
لماذا يُشاهد الجمهور “الجمالية”؟
يقدم المسلسل وصفةً متكاملةً: تشويقًا مبنِيًّا على أحداث واقعية خياليه ، كوميدياً ذكيةً، وأداءً تمثيليًّا يلامس وجدان المشاهد.
كما أنه يُعيد الاعتبار للدراما اليمنية الجادة، ويُثبت أن الجمهور قادرٌ على تفهُّم الأعمال العميقة إن وُفِّرت لها العناصر الفنية اللازمة.
الخلاصة: علامة مضيئة في سماء الدراما
“الجمالية” ليس مجرد مسلسل، بل رسالة تفاؤل بإمكانية صناعة دراما يمنية تحترم عقل المشاهد، وتعتمد على العمل الجماعي (من الإخراج إلى التمثيل). رغم بعض الهفوات ، إلا أنه يُعد نقلةً نوعيةً تستحق الإشادة، وتضع أساسًا لمستقبل درامي أكثر إشراقًا.
عن الحديدة لايف
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر
