الجمعة 22 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
ديوان العرب: رواية "مجنون المدينة" ملحمة من الفانتازيا المذهلة وكأنَّها لم تكتب بيد كاتب واحد
رواية مجنون المدينة
الساعة 19:03 (الرأي برس- خاص)

نشر ديوان العرب للنشر والتوزيع في مصر على صفحاته ومواقعه على السوشال ميديا قراءة نقدية لرواية “مجنون المدينة” للكاتب عبدالحافظ الصمدي، صدرت من قبل لجنة أدبية شكلها الدار.


وكانت الرواية فازت بمسابقة ديوان العرب للنشر والطباعة المجانية قبل شهرين بحسب إعلان الدار على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك.


وفيما يلي نص قراءة ديوان العرب لرواية “مجنون المدينة” الفائزة بمسابقة الدار:


رواية: مجنون المدينة

الكاتب: عبد الحافظ الصمدي

عندما تتسلل كلمة ( اليمن) خلسةً أمام ناظرينا، نشعر أن ثمة أمرٍ ينقصها، فلا يُذكر اليمن إلا بصفته( السعيد)، سعيد بخصوبة أراضيه، بصعوبة السيطرة عليه كما ذكر الإسكندر المقدوني، سعيد بتواجد أدباء مثقفين يهتمون بذكره في كل محفل، كاتبنا أحد أولئك الذين جعلوا اليمن سعيداً بتقليده منصب البطولة في أحد أعمالهم الروائية.

في حضرة هذا العمل استطاع الكاتب بذكائه لفت الأنظار للعديد من عادات اليمنيين، ذكر بعض المدن والمحافظات، دسَّ بضعاً من أسماء الفنانين هناك أمثال: محمد مرشد ناجي، كاميليا، وغيرهم، كل ذلك أثار لديّ الفضول للتقصي والبحث عن المزيد من المعلومات، حتى أنه أرقد شجرة النارجيل في عرض إحدى الجمل لتثير تساؤلاً لدينا عن ماهية تلك الشجرة المستجدة لنجد بعد البحث أنها شجرة جوز الهند. نرى الكاتب متقمصاً دور المرشد السياحي فيأخذنا في جولة سياحية في محافظة تعز، يُجلسنا مع إحدى العائلات هناك_ التي يتباهى رجالها بارتداء المعوز والتفاخر بجنبية مرصعة تناقلتها الأجداد حتى وصلت إليه_ تقص علينا حكايتها ونحن نمضغ أغصان القات، فنتعاطف مع الحكاية لأنها لامست قضية دولة لطالما عانت منها وازداد الأمر سوءا في الآونة الأخيرة مع ظروف البلاد، أنت هنا ستطارد مهربي الآثار، ثم فجأة ستقف متفرجاً أمام حربٍ أسطورية بين مملكتين من ممالك الجن!

ماذا؟؟ قضية دولة معاصرة، وحرب أسطورية في عالم الجن ! كيف يجتمعان؟!

نعم، لقد برع الكاتب في أسلوب السرد باستخدامه لغة قوية بألفاظ جزلة وتنقلات رشيقة بين الأفكار، كاتب متمكن جداً من اللغة ويظهر ذلك من حصيلته اللغوية التي تشفي غليل كل محب للغة العربية وتفاصيل السرد المثيرة.

جمع بين العديد من أنواع الأدب في عمل واحد، أبدع في تقديم ملحمة من الفانتازيا المذهلة دون أن يطغى ذلك الإبداع على رقيه في تقديم قضية وطنية وتسليط الضوء عليها، ولا ننسى إبداعه في نثر بعض القضايا الاجتماعية بين جنبات الرواية، إضافة إلى قصة حبٍ معلقة بين سطرين وكلمة؛ لتقف مصفقاً لمقدرته على التوازن وحفاظ كل لون على أصوله وجماله وكأنها لم تكتب بيد كاتب واحد.

أما النهاية، فسأتركها مفاجأة.

اقتباس من الرواية :” حين تعلن الكلمات التمرد، بحضرة غياب الحبيب، يستبيح النص عواطفي، وتزهق روح القصيدة بين أصابعي”.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص