- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
- المكتب السياسي للمقاومة يشارك احتفالات الجالية في امريكا بعيد ثورة ٢٦ سبتمبر
- 120 خبيرًا سعوديًا وعالميًا يناقشون مستقبل التعلم مدى الحياة في مؤتمر "LEARN" بالرياض
أضافت السيدة سعاد شتلات جديدة لحديقتها، وراحت تعتني بها صباح مساء، فبعد انهيار معنوية زوجها في الحرب وإحالته إلى البيت، ظلت تمضي أوقاتها صامتة، ليس لها من الحياة إلا حديقتها الصغيرة العامرة بأشجار الليمون والباباي والبلح.
تطل كل يوم على غرفة زوجها بعد أن تناوله ابريق الشاي وتتحدث معه قليلا ثم تمضي.
لقد أخذت الحرب ساق زوجها، واخذت معها كل صنوف الفرح التي يمكن أن تعتادها امرأة، وعاشت في ضيم. وقليلا ماكانت تزورها زوجة جارها العم حسن فتنبشان في ذاكرة الامس احاديث شتى.
كانت سعاد قارئة لقصص المغامرات ونتيجة لمرض زوجها وشعورها بالوحدة اخذت تقضي جل الوقت مع القصص البوليسية حتى تشبعت بها واخذت تهذي في لحظات سكونها بكلمات غير مفهومة وتشعر أن ابطال تلك الأعمال يعيشون معها وأنها تعرف أسرارهم واحدا واحدا ولهذا لما يسمع زوجها هذيانها فإنه يضرب كفا بكف ويقول في سره: لقد جنت!
وفي يوم قرأت مقاطع من الجريمة والعقاب وتساءلت وهي تسقيه اللبن: هل العقاب يكون مساويا دائما للجريمة؟
فيتطلع إليها زوجها في شيء من الذهول متذكرا احداث الحرب، ثم يأوي إلى فراشه صامتا.
وفي الصباح تلقى السيدة سعاد في حديقة منزلها تروي الاشجار و تنتقل من هنا إلى هناك حتى إذا توسطت الشمس كبد السماء ذهبت تستريح على الأريكة في غرفة زوجها وبيدها رواية بوليسية.
كانت السيدة سعاد قد أكملت الاعدادية في عدن في الستينات وكانت تشتري الكتب من المكتبة المتنقلة يوم ان كانت عدن عامرة بالحركة والسياحة والتجارة، وأكثر ماكان يستهويها كتب المغامرات إذ تجد فيها تحقيقا لاحلامها في أن تكون محامية مشهورة ولكن الايام لم تساعدها وتعرفت على السيد ناصر الذي كان يعمل في الجبهة ، وقد انخرط مع الثوار ،وأصيب بجروح في ساقه الزمته الفراش .
ومع تكثيف القراءة في القصص اصبحت السيدة سعاد تشاهد اشباحا في المنزل وتحلم احلاما مزعجة حتى تأكد لديها أن تلك الروايات حقيقية لامحالة، وأصبحت تخاف أن تكون بمفردها، واهملت حديقتها، وأصبح هوس القصص يتابعها، ومع أن أحداث هذه القصص تدور في بيئة غير بيئتها، الا انها تحس بالقرب من اولئك الابطال، وان هذه الأحداث ممكنة الوقوع، لذلك راحت تنتظر من يخلصها من هذا البيت، وفي يوم نظرت إلى زوجها وهو على السرير فاشفقت أن تتركه وحيدا قبل تمضي لغايتها ،وفي ساعة من الليل قالت له:
__ ناصر أترحل معي؟
__ إلى أين نرحل ياسعاد؟
__ هناك بعيدا خلف التلال والثلوج
__ وهل بوسعي أن اتحرك؟
__ ستركب مع ذلك الفتى
__ أي فتى ؟ماهذا الهذيان.
واحتواها بذراعية ،حتى سكنت روحها، وبردت كفيها في هدوء، وشخصت ببصرها إلى الأعلى، لينطفيء ضوء عينيها في غمرة السكون.
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر