- الرئيس الإيراني: سنعيد بناء منشآتنا النووية بقوة أكبر
- لاريجاني: مطالب أميركا لا سقف لها ولن نقدم تنازلات غير مشروطة
- مصر تدعو إسرائيل للانسحاب من لبنان وتؤكد استعدادها للمشاركة في إعادة الإعمار
- ثلثا سكان اليمن عاجزون عن توفير احتياجاتهم الغذائية بعد إغلاق الحوثيين مكاتب الأمم المتحدة
- باريس سان جيرمان يمنح أشرف حكيمي فترة راحة ويغيب عن مواجهة لوريان
- بعد مقتل رئيس أركانه.. الحوثي يفعّل خطة طوارئ عسكرية وأمنية
- أحمد سعد وناصيف زيتون ورحمة رياض يستعدون لمعركة «أحلى صوت» الموسم السادس
- من الطلاق إلى الوداع الأخير..الفنان ياسر فرج يروي قصة عودته لزوجته المريضة
- أحمد داود يخوض السباق الرمضاني 2026 بمسلسل «بابا وماما جيران»
- الجيش الإسرائيلي يتهم «اليونيفيل» بإسقاط مُسيَّرة استطلاع فوق جنوب لبنان
أضافت السيدة سعاد شتلات جديدة لحديقتها، وراحت تعتني بها صباح مساء، فبعد انهيار معنوية زوجها في الحرب وإحالته إلى البيت، ظلت تمضي أوقاتها صامتة، ليس لها من الحياة إلا حديقتها الصغيرة العامرة بأشجار الليمون والباباي والبلح.
تطل كل يوم على غرفة زوجها بعد أن تناوله ابريق الشاي وتتحدث معه قليلا ثم تمضي.
لقد أخذت الحرب ساق زوجها، واخذت معها كل صنوف الفرح التي يمكن أن تعتادها امرأة، وعاشت في ضيم. وقليلا ماكانت تزورها زوجة جارها العم حسن فتنبشان في ذاكرة الامس احاديث شتى.
كانت سعاد قارئة لقصص المغامرات ونتيجة لمرض زوجها وشعورها بالوحدة اخذت تقضي جل الوقت مع القصص البوليسية حتى تشبعت بها واخذت تهذي في لحظات سكونها بكلمات غير مفهومة وتشعر أن ابطال تلك الأعمال يعيشون معها وأنها تعرف أسرارهم واحدا واحدا ولهذا لما يسمع زوجها هذيانها فإنه يضرب كفا بكف ويقول في سره: لقد جنت!
وفي يوم قرأت مقاطع من الجريمة والعقاب وتساءلت وهي تسقيه اللبن: هل العقاب يكون مساويا دائما للجريمة؟
فيتطلع إليها زوجها في شيء من الذهول متذكرا احداث الحرب، ثم يأوي إلى فراشه صامتا.
وفي الصباح تلقى السيدة سعاد في حديقة منزلها تروي الاشجار و تنتقل من هنا إلى هناك حتى إذا توسطت الشمس كبد السماء ذهبت تستريح على الأريكة في غرفة زوجها وبيدها رواية بوليسية.
كانت السيدة سعاد قد أكملت الاعدادية في عدن في الستينات وكانت تشتري الكتب من المكتبة المتنقلة يوم ان كانت عدن عامرة بالحركة والسياحة والتجارة، وأكثر ماكان يستهويها كتب المغامرات إذ تجد فيها تحقيقا لاحلامها في أن تكون محامية مشهورة ولكن الايام لم تساعدها وتعرفت على السيد ناصر الذي كان يعمل في الجبهة ، وقد انخرط مع الثوار ،وأصيب بجروح في ساقه الزمته الفراش .
ومع تكثيف القراءة في القصص اصبحت السيدة سعاد تشاهد اشباحا في المنزل وتحلم احلاما مزعجة حتى تأكد لديها أن تلك الروايات حقيقية لامحالة، وأصبحت تخاف أن تكون بمفردها، واهملت حديقتها، وأصبح هوس القصص يتابعها، ومع أن أحداث هذه القصص تدور في بيئة غير بيئتها، الا انها تحس بالقرب من اولئك الابطال، وان هذه الأحداث ممكنة الوقوع، لذلك راحت تنتظر من يخلصها من هذا البيت، وفي يوم نظرت إلى زوجها وهو على السرير فاشفقت أن تتركه وحيدا قبل تمضي لغايتها ،وفي ساعة من الليل قالت له:
__ ناصر أترحل معي؟
__ إلى أين نرحل ياسعاد؟
__ هناك بعيدا خلف التلال والثلوج
__ وهل بوسعي أن اتحرك؟
__ ستركب مع ذلك الفتى
__ أي فتى ؟ماهذا الهذيان.
واحتواها بذراعية ،حتى سكنت روحها، وبردت كفيها في هدوء، وشخصت ببصرها إلى الأعلى، لينطفيء ضوء عينيها في غمرة السكون.
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر


