السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
متقاعد - صالح بحرق
الساعة 12:58 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


في ذلك اليوم الذي أحيل فيه الموظف نسيم إلى التقاعد، شعر باشياء غريبة، فأول شعور احس به، أن العمل لايمكن أن ينجز الا بوجوده، ولذلك بات تلك الليلة وهو يخطط لعمل الغد، وفي الصباح ذهب إلى العمل، وعندما رآه السيد مصطفى مدير الشغل، رحب به ضاحكا وقاده إلى مكتبه، واجلسه، وقدم له قهوته المعتادة قائلا :
__والآن ماذا اعددت لنا ياعم نسيم
__ قمت بصياغة بيانات جديدة
__ حسنا هذا مدهش كم نحن محتاجون إلى بيانات جديدة ..ولكن  اسمح لي أن اذكرك بشيء مهم تنساه كل مرة، واحس مصطفى أنه سيجرح كبرياء العم نسيم فغير مجرى الحديث وتركه على مكتبه.
وأصبح تردد العم نسيم على العمل من اشد الأمور التي تقلق السيد مصطفى، وتسبب له حرجا ، خاصة إذا حملت بعض المستندات توقيعه. أن الوظيفة أصبحت جزء لا يتجزأ من شخصية العم نسيم فهو بشكل لاارادي يصل إلى العمل في الساعة اليومية المعتادة، ويكون اخر من يغادر المكتب..
وفي منزله فرض العم نسيم على زوجته أن تعد الفطور مبكرا وعندما تقول له اين ستذهب الساعة فيقول لها إلى العمل فتقول ألم تتقاعد أنسيت انك اخذت بياناتك وسلمتها إلى المدير ماذا بعد؟
فيصمت ويشعر بارتجاج  عنيف في داخله ، يأوي إلى فراشه يائسا محطم القوى، لكنه كلما نظر إلى الساعة الجدارية تذكر العمل، فيخرج لايلوي على شيء، فإذا استقل على كرسيه تذكر أنه قد تقاعد، فيشرب قهوته متحسسا شنبه،  ثم يغفو، وهكذا كل يوم..

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص