السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
رسالة عاجلة إلى تجار التفاح - يحيى الحمادي
الساعة 22:43 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 


أَزِيحُوا خُرافاتِكُـم وارتَقُوا
ودُوسُوا خِلافاتِكُم والتَقُوا
وإِلَّا فَوَاللهِ إِنَّ التــي 
تَنَازَعتُمُو.. أَوشَكَت تَغرَقُ
وواللهِ لم تَبـقَ مِن حِيلةٍ 
لديها، سِوى قَذفِ مَن يَخرِقُ
وواللهِ إِنَّا بَلَغنـــــا مَـــدًى
مِن البُؤسِ، طابُورُهُ مُقلِقُ
وقد صار مِن طُولِ إرهاقِهِ
يَرَى أَكلَكُم جُوعُنا المُرهَقُ
صَبَرنا عليكم، ولم تَشكُروا
وثُرنا عليكم، ولم تَعــرَقُوا 
وقُلنا لكم: جُوعُنـا كافِـــرٌ
فقلتم لنا: جاهِدُوا تُرزَقُوا
ولم تَذكُرُونا ولو بِدعَةً
لكي تَشبَعُوا النَّومَ، أَو تَأرَقُوا
ولم تُبدِعُوا مِن خِطابٍ سِوى: 
هَلُمُّوا ادفَعُوا، ساهِمُوا، أَنفِقُوا
تُرَى أَيُّ نَحسٍ رَمَانا بكم
فَصِرنا مَوَاعِينَكُم نَلعَقُ
أُسَارَى جِياعًا رَفَعناكُمُو
فلم تُطعِمُونا، ولم تُعتِقوا
وقد كان في ضَيِّـقٍ عَيشُنا
فَأفضَى إِلى الأَضيَقِ الضَّيِّقُ
فماذا تَبَـقَّى لكم عندنا
وكُلٌّ بنا صار يَستَرزقُ
وكُلٌّ يُنادِي بِتَحريرِنا
وكُلٌّ له صَوبَنا بُندُقُ
وكُلٌّ يَرى أَنهُ طِبُّــنا
وكُلٌّ على جُرحِنا يَبصُقُ
سَرابٌ شِعاراتُكُم كُلُّها 
وتُفّاحُكُم خائِسٌ مُعرِقُ
ولم يَبتَـلِ اللهُ شَعبًا كما ابْـ
 ـتَلَانا بكم..  إِنَّكم مَأزِقُ
فلَولاكُمُو لم يَجُع مُوسِرٌ
ولا باعَ أَولادَهُ مُملِقُ 
ولا صار في أَرضِهِ (حِمْيَرٌ)
على بابِ (فَرثِـيّـةٍ) يَشهَقُ
ولم تُسرَقِ الأَرضُ مِن تَحتِنا
ومِن فوقنا، وهي لا تُسرَقُ
أَهَنتُم ثَرَانا وأَجدادَنا
وجِئتُم بِما لم يَجِئ أَخرَقُ
ولم تَتَّقُوا اللهَ في شَعبِكُم
إذَن.. شَعبَكُم يا صِغَارُ اتَّقُوا

*****
خَبِرناكُمُو سافِلًا سافِلًا
فلا تَكرَهُونا ولا تَعشَقُوا
ولا تَطرَحُونا على قِسمَةٍ
رُفِعنا بها قَبلَ أَن تُخلَقوا
نَطَقتُم بكلِّ الذي عندكم
وقد آنَ أَن يُسمَعَ المَنطِقُ:
دِماءُ الضَّحايا بأَعناقِكم
وفي كُلَّ صَدرٍ لها خَندَقُ
رَكِبتُم بأحلامِها ثَــروَةً
كما يَركَبُ المَوجَةَ الزّورقُ
فلا شَرذَمَ الكَهفُ أَنصارَهُ 
ولا شَرعَنَ الدَّولةَ الفُندُقُ
كثيرٌ على مِثلِكم أن يُرَى
فكيف استَطَعتُم بأن تُخفِقوا؟!
لقد مَسَّنا الضُّرُّ.. فَلتَفتَحُوا.. 
على بابِكُم مَوجَةٌ تَطرُقُ
ولِلشعبِ في صَوتِهِ سُلطةٌ
ولن تَجعلوها لِمن يَمرُقُ
ولن تَخدعونا..  فلا كَهلُنا
رَضِيعٌ، ولا طِفلُنا أَحمَقُ
تريدون أَن تَحكمُوا شَعبَنا
وصُندُوقُ أَصواتِهِ مُغلَقُ!
وفوقَ الخَيالاتِ مَأساتُهُ
وآلَامُهُ فوق ما يُنطَـقُ!

*****
وما زال في الشَّعبِ داءٌ، إِذا
لَمَسناهُ.. كِدنا به نُصعَقُ
إِذا هانَ شَعبٌ على نَفسِهِ
فأعداؤُهُ صَمتُهُ المُطبِقُ
وأَعداؤُهُ أَنّـهُ مَيِّتٌ..
وحَيٌّ سِوى الصَّبرِ لا يُرزَقُ
وأَعداؤُهُ أَنَّ عُشَّـاقَهُ
ضَحاياهُ، إن جاءَ مَن يَخنقُ
فكم سارِقٍ حامِلٍ سَاقَهُ
ذَلِيلٍ، بِعَينَيهِ يَستَنشِقُ
حَمَلناهُ.. كي يَقطَعُوا كَفَّهُ
ولكنهم فَجأةً صَفَّقُوا! 
وخَرُّوا على ساقِهِ سُجَّدًا
وكادوا مِن الذُّلِّ أَن يَلعَقوا

3-8-2021

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص