السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
الرقص على السلالم الموسيقية - ثابت طه العقاب
الساعة 20:55 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

انه يوم الأغنية اليمنية .. حدث .. ذكرى .. ميلاد .. تعبير  .. فن .. حب  ..
لا أدرى من الذي حدد هذا اليوم و لكنني سأحتفل وأغني وأرقص على جميع السلالم الموسيقية .. 
سأجمع كل النساء وكل الأغاني وكل المقامات وكل الالحان وكل اللهجات وكل الأصوات الجميلة ..
ربما نصادف فيها ما يشبهنا أو ما يشبه الحزن الذي داخلنا أو ما يشبه الألم الذي يعتصرنا أو ما يشبه الأسى الذي يقطع طريقنا أو ما يشبه الحنين الذي يتبخر من عينيك .. 

@@@
 

تعالي وأنتِ بكامل أناقتكِ وزينتكِ ولا تضعي أحمر الشفاه ولا طلاء الاضافر الأحمر على أضافرك فقد يتصادف ان نبكي طربا وان نبكي عشقا وان نبكي حبا وان نبكي دما .. 
تعالي فقد تكون الريشة بيدك وقد يكون دورنا في الغناء .. قد يكون دورنا في الانصات إلى جميع اللغات بصوت واحد ووقت واحد  .. قد تولد في هذا اليوم أحلامنا وقد تكبر أمنياتنا وقد يكون المستحيل أغنية وقد تكونين أنتِ نغم ..

@@@
إذا سالتكِ الأغاني عن اسمكِ فقولي لها أنكِ بلا اسم وأنكِ بلا حب وأنكِ بلا هوية وأنكِ بلا وطن .. وإذا سالتكِ عن عمركِ فحاولي قدر المستطاع ان تكونى هادئة وأنتِ تكذبين فالأغاني تعرف عنا كل شيء  ..حتى الرسائل التى لم نكتبها والأحلام التي لم نراها ..
@@@
تعالي نبوح باسرارنا للكمنجات نعترف بخطايانا للنايات .. نقسم الربابة نصفين أو لكِ البيانو ولي القانون .. دعينا ننسي نتذكر نأتي نذهب نعرج نغرق ولو ليوم واحد ولو للحظة واحدة كي لا نختنق بالكلمات ..
تعالي نلعب لعبة الصمت والانتظار  .. بعدها سأدعوك لفنجان قهوة ربما نتذكر كيف التقينا وكيف كبرنا على عجل وكيف طاردتنا أنفاسنا المتلاحقة وكيف صار لنا حب نأوي إليه وذكريات نهرب منها و إليها .. 

@@@
تعالي نلملم الأغاني التى تتسكع في الشوارع ليلا وتختلي بالمشردين وتلعب دور السكارى والضائعين .. تعالي نلعن الحلم الذي لا يتكرر والمدن التي لا تترك نوافذها مفتوحة والانتظار الذي ياتي بلون واحد واسم واحد وصوت واحد.. تعالي نلعن الرصيف الذي لا يحفظ أغانينا وخطواتنا وألوان ملابسنا واشكال ابتساماتنا وضحكاتنا الطويلة والقصيرة ..
@@@
اخبريني هل حصنتكِ قصائدي .. هل كانت لك في المساء متكأ وفي النهار غيمة صغيرة.. كيف تتحول الحروف في شفتيكِ إلى محطات انتظار والكلمات إلى أزمنة والقصيدة إلى اضلع وحنايا وبطين ايسر وبطين ايمن والأغنية إلى زمن وفستانكِ الوردي إلى محار وغيابكِ إلى طهر وحضوركِ إلى بكاء 
@@@
أنهم يحتفلون بالأغنية وأنا أحتفل بكِ فأنتِ الكلمات وأنتِ اللحن وأنتِ الوتر وأنتِ النوته وأنتِ الموسيقى الصاخبة والهادئة أنتِ المقام وأنتِ العلم وأنتِ النشيد الوطني وأنتِ الحدود وأنتِ الوطن .. 
@@@
الأغنية ليست فضاء ادمنا فيه الوطن والغربة الاستقرار والرحيل الوصل والفراق السعادة والفرح الحزن والبكاء المساء والصباح الشتاء والصيف الضوضاء والسكون المطر والجفاف 
أنها امتداد لكل تفاصيل المخيلة فهي موكب زاه من تاريخ ومن حضارة ومن مجد وهي عناوين كبيرة تقترب وتبتعد تضيء وتخفت ..

@@@
وكأننا نمر اليوم من صراط الخيبات والأحزان من بين اكوام المشاعر الحقيقية والمزيفة من وسط الحواس الخمس لابتسامتكِ الجميلة من اطراف كذبتكِ الأخيرة من قصاصات الحكايات الصغيرة من السواقي والحقول من تساقط الجليد من تشابك الاصابع الباردة من التقاء الألوان ..
@@@
" ياليتنا لك وياليتك لنا " هذه ليست أغنية انها قانون حياة.. نظام كوني .. أنها ترجمة لنظرتكِ الأولى تفسير لأول قبلة في التاريخ .. تفسير للذاكرة الخالية من الاصدقاء ومن المدن المزدحمة بالحدائق والمولات.. فصل أخير لجميع الروايات .. منفى نذهب إليه مشيا على الأقدام حين تهدأ الحياة في المساء احكي لك فيه كل قصص الأطفال و تغني لي " ياليتنا لك ويا ليتك لنا " ..
@@@
همسة أخيرة.. هل تعلمين لماذا نجمع الكلمات والألحان والأصوات الجميلة والموسيقى ونختار الديكور والإضاءات والألوان بعناية فائقة؟.. هل تعلمين لماذا كل يوم نبحث عن أغنية جديدة عن رقصة جديدة عن احساس جديد؟ .. باختصار لأن كلمة " أحبكِ " لم تعد كافية…!!!

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص