السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
زفاف .. ذكر اللوز .. إلى الزعفرانة الجسورة ..! - جمال الرموش
الساعة 20:03 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 



إلى الرائعين : شباب الثورة المدنية
في ساحات التغير ..!
ليس لكَ أحد ..!!
لا التين ، ولا الزيتون .. ، لا كلام البرتقال ..
و لا زغب الحنون
لا الأولون .. ، ولا وصايا الأولياء ..!!
لا الصحاب في الصيف
و لا ضيوفي الالهات الخفيفة كالبسكويت ، أسفل أغصان مزرعتي الصغيرة !
لا الحمامات الولهات ..
و لا ومضة الحناء ..!!

*****
ليس لكَ أحد ..!!
لا قبائل اليرقات ، ولا وميض الزبرجد .. والأناناس .. !!
لا العافية المستكنة في حلقوم النملة ..!!
و لا شهقة العشاق ..
لا اللهفة في أنثى الكمون ..!!
و لا الشبق المزروع من دودة القز ..!
.. ، بلى ليس لك أحد ..!
لا الخلايا الخليلة في دم الأيقونة .., وفي رقة ودقة الأشياء ..
لا غيمة تعزف ( النهوند ) ..!!
و لا ميلاد شمعة سمحاء ..!!
.. , وأنت ، كما كنت، تكون ..
ليس لك أحد ..!!
لا مدد ..!!
و لا الإله الصمد ..!!
ولنا فجر يمد أوتاده ، إلى ألق الميادين ..
و بالثورة: ابنة الشمس الصديقة ِ
قد وعد ..!!
لتصير أنت الوحيد، الذي ليس له أحد ..!!

*****
ليس لك أحد ..!!
وأظنني لن أشكر قلبي الفتى السعيد ..، في غوايته للبنات،
أو قمر المليحات نحو حقل بيتي ، دون أن أدري !
ولكني ، لن أرضى ببلادٍ ، بعدك .. أقل من جمال أمي ..!!
أو ربما أقل قليلاً من حذاقة جنها ، الذين تركوا عرباتهم قبالة ( ساحل العشاق )،
بعد أن شردتهم حربك الأخيرة في الجنوبيين! ،
وقد عاد الآن أكثرهم إلى الساحات ،
و أنت ، كما عرفناك ..!!
ليس لك أحد ..!!
ويمكنني أن أبعث تعظيم سلام
للجارة التي يتكاثر عشاقها في الصيف ..،
على رغم غيرتها من سيقان نسائي !! ،
و ما يعبق من دلالها المشموم ، والشمام ، وشهفة الروغان !!
تعظيم سلام ، ألقيه على جارتي ، لتواتر عشاقها في أبهى الفصول ..
تعظيم سلام لجارتي الولهانة ،
ولو تضيق وحشة كل البسيطة في كفي من أجلها ..!!
تعظيم سلام ..!!
لتكاثر خلانها ، كما بذور الحبحب ..!!
فيما أنت ، مثلما أدركناك ..، ليس لك أحد !
أو ربما ثمة سلطة لك تشبه الزوجة البائرة !!
ولك قصر يشيخ ..!!
ليس له ، ليس به أحد ..!!

*****
ليس لك أحد !!
إذ إن اللصوص ، ليس لهم صحبة ..!!
سوى الصولجان ..!!
الصولجان الذي له عين فاجرة ..!!
لا تبصر أحداً منهم ..!!
الصولجان الذي يفاخر بروحه العوراء،
وهي تتسلى بتفاهة أعياد العبيد !!
الصولجان الذي بات ليس له .. ،
وصحابه ، و لا .. لأبيه أحد ..!!

*****
ليس لك أحد ..!!
و لا جليس يواسيك ..، سوى سيفك السفيه ..!!
وعشيرة ذباب ..!!
بينما ليس للشاردين ، سوى رايتي ..!!
والصيصان ، عيال مزرعة الأمن القومي
ليس لهم سوى ، عانتي البيضاء ..!!
يصطفون أمامها ..، صاغرين ..!!
ليدخلوها ، واحداً .. ، واحداً ..!!
.... وأنت حيث لا أحد معك ..!!
ستمضي على ظهر خيل خردة .. !!
بيدين فارغتين وعينيين زائغتين ..، لن تبصرا
لا ، الفل المصبوب بدبيب الغواية في دارات (لحج) ..!!
و لا الشرفات المطلة من الغيمات على مدارج الفلاحين في (حجة) ..!!
لا ، طيور الماء – المستدقة أعناقها – بين بحيرات (العدانية) ..!!
لا مطر الله ..، لا بن (المخاويين) , لا قصب السكر في (تهامة)
و لا زبيب (حاشد)
.. ستمضي ، و لا أحد معك ..!!
لا مظلة من جلد العفاريت تحميك من لعنات النائحات !!
و لا نخلات أشك أن تستريح تحت ظلالها
الجمهوريات الظلومة !!
لا نجمة، تستطيع يدك ، أن تستقطر حليب فضتها ..!!
لا سمرة الطين ..!!
و لا سماء سموحة .. !!

*****
ليس لك أحد ..!!
و لا أفق لسمائك ، سوى سقف قبعتك ..!!
وإن غدت السماء، ذات يوم ..
قبعة من ماس، أو سندس ..
لن تناديك لتكون تاجك ..!!
لأن ضفاف الأعالي ..، لم تُكذب مرةً ..، دم الأرض ..!!
.. قد تحلم بفسحة، لدقيقة يتيمة ..،
حتى يتخفف قلبك المعدني ..، من خلاياه الخائنة ..!!
أو لربما فكرت بأن تغمس ، في جبين الآدمية ، بندقيتك الشمطاء ..
ثم وددت أن تعزف بها
فلن تحصد من ريبتها سوى أغنية سوداء ..!!
بها رائحة ملفقة بالحياة ..!!
وليس بها رفة تدل على السؤدد .. !!
... وفيما سماؤك لا تعدو،
سقف قبعتك ..!!!
فضاؤنا – إذن – لا يباريه أحد ..!!
سترحل ..،
وليس لك أحد ..!!

*****
ليس لك أحد ..!!
... كنتُ , لكي أبلغ ساحة التغيير ..
أعبر أولاً .. عتبات قلبي ..

..........
...........
............

أربعة وثمانون يوماً .. يمر..
مذ مضى الشبان إلى الساحات ..
يصنعون سحر دولتهم ..!!
ويصفقون , طربين .., لزفاف الزعفرانة الجسورة ..!!
إلى أزكى ذكور اللوز ..!!
صوب المدنية الكريمة ..!!
وأنت حيثما أنت
تبقى وحيداً ..
ثم ترحل، حيث لا أحد معك ..
وليس لك أحد ..!!!
الأصيلة عدن ..


نهايات أبريل 2011م

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص