السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
فيما يرويه عن نفسه... - زندان التهامي
الساعة 11:57 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


كثرتْ جراحَك 
فانتبذ ركنا تعيش به وحيدا وانتخب كأسا وأغنية وقات
كثرتْ جراحك
أيها القلبُ النبي بوجه شيطانٍ وشيطانٌ تماما كالنبي فلذ بجرحك جيدا واذهب بعيدا في العزاء،
فليس في زمن الفلاسفة الصغار سوى الكثير من الدوار،
فلذ بجرحك إن جرحك يا نبي الصمت أصدق من جميع الفلسفات
كثرت جراحك
أنت آخرُ قادم من جبة الرؤيا،
ومن وجع التأمل،
من وراء الغيم في لغة المجاز،
ومن عزاء لم يعد يكفيك من شفة المعري،
من خواءِ اللانهائيات في كتب الحداثة،
من زمانٍ سائلٍ في اللاقرار،
ومن قرارٍ خائبٍ كحياة آدم،
من جنونٍ طائشٍ في بال آلهة تفكر ثم تخلق فكرة مجنونة تدعى الحياة
كثرت جراحك..
أيها المعنى الغريب، 
تكاثرتْ فيك البدايةُ حيث لا بدء لها،
وتكاثرت فيك النهايةُ، 
كيف أصبح واضحا هذا البكاء لديك أكثر من سواك ؟!
وكيف وحدك ثم وحدك كالجنون غدوتَ تضحك من غباءٍ في المناضل والشهيد،
ومن صباحٍ خائبٍ كاليأسِ،
من وجعٍ عريق في الحكايةِ،
من حكايًا لا تشابه جيدا معناك إلا في مذكرةِ السياسي المحنك،
فلتذ بالحائط المهدوم،
لا مبنى هنا إلا وتخرج منه رائحة الشواءِ الآدمي،
ولا جدارٌ ساقط إلا وخلف حجاره صلف الولايات الكبيرة،
لا فراغٌ في المساحة ثَمَّ في جيب المفكر خطةٌ ما غادرت شبرا ليرقد فيه إنسانٌ أخيرٌ
أو ينام الله فيه بدون أي خزعبلات..

٢٠٢٠/١٢/٢٤

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص