السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
بكاء الزرقاء - يحيى الحمادي
الساعة 21:05 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


بِكُـم.. قَبلَ أَن تُستَباحَ الحُصُونُ  
وتَنشَقَّ أَرحامُكُم والبُطونُ 
ومِن قبل أَن يُصبِحَ الظَّنُّ فيكم
يَقِينًا، وتَلقَى القَضَاءَ الدّيونُ
بِكُم صِحتُ: 
يا أَيُّها الغافِلونَ استَبِينُوا
فَهذا التَّعــامِي جُنُـــونُ
ولا تُنكِرُوا ما أَرَى رَأيَ عَينٍ
فَلِلّهِ في كُلِّ عَينٍ شؤونُ
أرَى خَلفَ تِلكَ البوادي غُبَارًا
ونارًا، ورِيحًا عليها قُرُونُ
وأَشجَارَ مِثلَ الكَوابِيسِ، تَحبو
إِليكُم، عَرَاجِينُها والغُصُونُ
رُوَيدًا رُوَيدًا أَرَى المَوتَ يَدنُو
فَلا تَركَنُوا.. ليس يُنجِي الرُّكُونُ
ويا أَهلَ (جَوَّ) احذَروا، فالخَفايا
لها قَبلَ كُلِّ اهتِيَاجٍ سُكُونُ
ونادَيتُكم: 
قبل أَن تُستَباحُوا استَعِدُّوا
وناشَدتُكُم: لا تَهُونوا
فكنتُم تَقُولونَ: يا (عَنزُ)، ظَنٌّ
بِعَينَيكِ، ما كُلُّ ظَنٍّ يَكونُ
أَمَا كان ظَنِّي يَقِينًا لديكم! 
لماذا غدت بِاليَقينِ الظُّنونُ!
وما بَالُكُم تَستَخِفُّونَ حِرصِي
وما كُنتُ مَن خانَكم أَو يَخُونُ!
لقد مَرَّ يَومَانِ بي، لا لِخَوفِي
أَمَانٌ، ولا لِلتَّجافي جفونُ
لماذا أَنا دُونكم تَقتَفِينِي الـ
ـبَوَاكِي، وتَعوِي بصدري المَنُونُ
لماذا بِعَينيَّ رَبّي ابتَلاني
إِذا كان مَن صُنتُهُ لا يَصُونُ
لقد ثارَ مِن كُلِّ صَدرٍ جَريحٍ 
مَلامٌ، ومِن كُلِّ صَمتٍ شجونُ
وها أَنتمُ اليومَ، ما عُدتُ أَدري
قُبُورٌ أُضِيئَت لكم، أَم سُجونُ
مُصَابي بكم فوق كُلِّ احتِمالٍ
ومِن فَقدِ عَينَيَّ كُلِّي عيونُ
قصة القصيدة في المنشور السابق

12-6-2021

 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص