- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- اعتبروه أحد أفضل الأطباء.. يمنيون يشيدون بالدكتور المصري هشام إبراهيم (تفاصيل)
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
-كم عمرك؟
-سبع سنوات
تجاهلني وسار بقطعة الطوب تلك الثقيلة، طفل عاري الصدر، بسروال مهترئ، صغير وهزيل بما يكفي، لأن يلهو بألعاب كألعاب أطفالنا، تبعته وقلبي يتأمل عينيه العسليتين الواسعتين، وجمله الأخاذ، دنوت مشفقة وقلت:
-ما اسمك؟
-باسم
قلت لنفسي كم تكذب الأسماء.
نظر إلي نظرة خاطفة واستمر في حمل الطوب، وكأن عينيه تقولان لي:
لا تشفقوا علي، تجاهلوني، بدونكم سأعيش، كانت عيناه الصغيرتان تلمعان بذكاء حزين، دنوت منه وأنا أشعر بالخجل سألته:
-هذا الطوب ثقيل عليك!
حمل قطعة طوب أخرى ورمقني بنظرة لا مبالية وكأنه يقول:
-ليس اقسى منكم، نظرت إلى يديه الصغيرتين الخشنتين تمنيت أن أحتضنه، لكنه كان معفراً بالتراب، لدرجة لم أستطيع أن أفعل ذلك، مددت ببعض النقود إليه، فأسرع بها إلى أمه، هرولت لتشكرني، قلت بعتب:
-كيف تقسين على ابنك هذا الجميل؟ ألم تفكري في إدخاله المدرسة؟
قالت وعيناها تفيضان عتباً:
-توفي أبوه برصاصة حمقاء، وهو على بسطة أحد الشوارع، يبيع بعض الملابس على عربته المتجولة، لم تعرف الرصاصة، أن له ابنا في الثانية، ولا زوجة في الثامنة والعشرين!
زاد تعاطفي معهما:
-أنتِ رائعة، فالعمل بشرف، يرفع الرأس، لكن ما ذنب صغيرك أن يحرم من المدرسة، فيضيع بين الزحام؟
-اتجهت لبيوت الأكابر وجلافتهم، غسلت حماماتهم، ولمعت منازلهم، في أعيادهم الكثيرة، لكني تركتهم، حين حاولوا تدنيسي بريالاتهم.
قالت جملتها الأخيرة وخنقتها عبرة مريرة.
أدركت أنهما ألفا الطوب والبرد والجوع، وصلابة الحجارة ورائحة الأسمنت المحروق، حيث تفرح عزة الكرامة منها.
ودعتهما بكلمات أردتها متماسكة ونابعة من القلب، لكنها كانت ضئيلة وتافهة.
نظرة أخيرة على الطفل المشع براءة وانكساراً، ابتسمت له مودعة، علي أظفر منه بابتسامة، لكنه ودعني بنظرة مرة حزينة بما يكفي، لأتوارى بسرعة من أمامها، واتهجاها تقول لي:
شكراً على كل هذا الغياب.
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر