- الرئيس الإيراني: سنعيد بناء منشآتنا النووية بقوة أكبر
- لاريجاني: مطالب أميركا لا سقف لها ولن نقدم تنازلات غير مشروطة
- مصر تدعو إسرائيل للانسحاب من لبنان وتؤكد استعدادها للمشاركة في إعادة الإعمار
- ثلثا سكان اليمن عاجزون عن توفير احتياجاتهم الغذائية بعد إغلاق الحوثيين مكاتب الأمم المتحدة
- باريس سان جيرمان يمنح أشرف حكيمي فترة راحة ويغيب عن مواجهة لوريان
- بعد مقتل رئيس أركانه.. الحوثي يفعّل خطة طوارئ عسكرية وأمنية
- أحمد سعد وناصيف زيتون ورحمة رياض يستعدون لمعركة «أحلى صوت» الموسم السادس
- من الطلاق إلى الوداع الأخير..الفنان ياسر فرج يروي قصة عودته لزوجته المريضة
- أحمد داود يخوض السباق الرمضاني 2026 بمسلسل «بابا وماما جيران»
- الجيش الإسرائيلي يتهم «اليونيفيل» بإسقاط مُسيَّرة استطلاع فوق جنوب لبنان
" الأطلسي التائه" رواية تعلم الصبر والحكمة ومجالدة الصعاب والاستعانة بالطبيعة والنهل من خيراتها والاستغناء عما في أيدي الناس، كما تعلم الزهد وقهر النفس والرغبات والسمو بها إلى معاني روحية والارتقاء بها إلى عالم الروح. كما تعلم سر مناجاة الأرواح من خلال علاقة البطل ابا يعزى مع صديقه إبراهيم الذي قاد خطواته ووجهه فلم يعرف أحدا غيره ولم يسمع لأحد من الأحياء بقي مشدودا ومتصلا بابراهيم، الذي غادره إلى عالم الأموات، لكنه كان يحضر ما ان يطلبه وتستمر المناجاة الروحية التي ترسم له معالم الطريق ولعل إبراهيم هو الحب الوحيد والإشراق العذب في حياته، رغم انجذابه لطيف ابنة الشيخ الشريف الشرقاوي فاطمة الزهراء التي كانت من الرقة والجمال ان العالم الأرضي، لم يتقبل وجودها بين ضهرانيه فاحترقت مثل كومة قش، حين التهمت النار بيت أبيها بتدبير من السلطة وعساكرها، ومع أن الزهراء ظلت ملازمة له في بعض مراحل حياته، لكن حضورها بسيط وشفاف وليس حضورا طاغيا وكبيرا كحضور إبراهيم.
كانت العراقيل والحجارة التي يصوبها نحوه الاطفال اثناء ترحاله، رغم انها تجرح جسده، لكنه حولها الى وسيلة للدفاع لأنها تمنحه الخلاص من تقديس الآخرين له، الذين يتعلقون بأذياله ويطلبون البركة فيهرب مستفيدا من الحجارة لئلا يصيبه الغرور.
يرسم لنا الكاتب صورة مفادها أن النفس البشرية بإمكانها أن تحول الآلام الى انجازات بالصبر والحكمة وتعقب الغاية، التي نريد
مهما كانت عسيرة.
الحشائش والأعشاب في الرواية لها حياتها ودورها الفاعل، فقد جعلها الكاتب بديلا للغذاء، ومنحها قدرات أخرى طبية، فالبطل ابو يعزى يشفيه المرضى بالأعشاب ويقتات عليها مترفعا عما في أيدي الناس. أما منظره وهيئته العامة وزيه الغريب خلق لغتيري من خلالها شخصية غريبة جدا، فالبطل يمتاز بكونه طويلا وذا بشرة سوداء خانع لسلطة الأب المتجبر، التي ترمز للسلطة الأبوية بكل أبعادها ومحب لعالم الأمومة المتمثل بالأم والجدة، التي ورث عنها حب الطبيعة.
رواية الأطلسي التائة تمثل غربة الإنسان في عالم مادي يمارس القسوة بحق افراده قسوة العائلة وبطش السلطة، التي تزيل كيانات بكاملها بلحظة.
الرواية تبتعد عن الجسد، وتغترف من عالم الروح فيهيم ابو يعزى في عالم خاص ينشد الشيوخ، الذين يستقي منهم المعرفة معرضا عن تقديس الناس له، وعن ما ينسج حوله من اساطير حول بركاته، وينسبون له امورا غيبية أشبه بالمعجزة، فيهرب من عالمهم ويلجأ الى جبل وتنتهي حياته بمفارقة تبدو غريبة، وهي اقترانه بامرأة التجات اليه وانجب منها اولادا، ولكنه بقي كما كان رجلا مباركا اقرب الى عالم الروح والتصوف.
* الاطلسي التائه رواية الكاتب المغربي مصطفى لغتيري صدرت عن دار الآداب تتناول سيرة الولي الامازيغي الصالح الشهير ابو يعزى الهسكوري أحد اهم اقطاب التصوف في المغرب.
كاتبة عراقية.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر


