السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
مسلمي الإيغور - طارق السكري
الساعة 10:47 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

يا إخوتي !
يا مسلمي الإيغور
العالمُ الَّلألاءُ بالأفكارِ واللغاتِ والإبداعْ
كما تَرَوْنهُ 
ديكورْ
العالمُ المرصوفُ بالنَّواعمِ 
بالملابس الأنيقةِ الشَّهيَّةْ 
عالمٌ خدَّاعْ
قد كشَّر عن أنيابهِ الوحشيَّة 
وفاجئونا .. 
أنَّهم لم يقرأوا شيئاً عن التقدُّميِّةْ 
وأنَّهم مُطوَّقون من أعماقهمْ 
بلعنةِ الأمَّيَّة !
إلامَ تنظرون في السماءْ ؟!
إنَّا هنا في حفرةٍ عميقةٍ .. عميقةْ
حكَّامنا وَرْطتُنا .. أزْمتُنا العريقةْ 
حكَّامنا قيامةُ الخنوعْ
إن كان للخنوعِ من قيامةْ !
حكَّامنا الأشواكُ في أقدامنا 
والوَحْلُ والدَّمَامَة
قد أغلقوا الأبوابْ
أطفالنا ماتوا من الخوفِ 
من الإرهابْ
ونحن لا نملك حتى الموتَ 
أو الخروجَ من دياجر السِّردابْ
يا مسلمي الإيغور
أوسعُ من جراحكمْ .. جراحُنا
أفظعُ من سكوتكم .. سكوتُنا
سكوتكم يخنقكم .. سكوتنا يخنقنا
نهرب من أمام نشرةِ الأخبار كالفئرانْ
ماذا بربكم قد نفعلُ ؟
ترجمنا النجومُ
لأننا نهرب من إنقاذكم إلى سكوتنا
تأكلنا الأحزان والهمومُ  
يا مسلمي الإيغور
مصابُكم مصابنا
لكننا بلا أوطانْ 
أوطاننا الشتاتْ
اِستأسدَ البُغاثُ في بلادنا وأطفأ السلامْ 
وهبَّ كالرياح من كلِّ اتِّجاهٍ 
نحونا
وأوقد الحِمامْ
لم يرحموا طفلا رضيعا
لم يرحموا شيخاً ضعيفا
دموعكم يا إخوتاهُ 
تفيضُ مِن دموعنا
أنفاسكمْ
من قبل أن تصير طلقةً ناريَّةً
تدقُّ في ضلوعنا
نعطيكمُ الذي نَقْوَى عليهْ 
قصائداً بليغةً عصْماءْ
نعطيكمُ مِن قُوتِنا اعْتدْنا عليهْ
الصَّبْرَ والأدعية الفصيحةَ الغنَّاءْ .
تكالبوا علينا
الشرقُ والغربُ 
تكالبوا علينا
العدلُ 
عند بابهم سجَّادةٌ حمراءْ
أو لوحةٌ على الجدار
زاهيةُ الأَضواءْ
الحقُّ في أجهزةِ الأمنِ
كمُومسٍ
تعمل في اصطيادِ الرؤساءْ
لا صوتَ نسمع لا احتجاج
حين تصرخونْ
سيرتدي البحر سراويل النساء
وأنتم تصرخونْ
سيشرب الغيمُ صدى آهاتكم
وأنتم تصرخونْ
ونحن في مَسَاقِطِ المنافي
في السجون
غارقونْ
لربَّما قامت على رؤوسها الجبال
لربّما تقدّم النخيلُ للأمامِ نحوكم
لربَّما الوديانُ من مكانها تطير نحوكم
لكن محال
أن ينهض العربانُ في الخليج نحوكم
يا مسلمي الإيغور 
أغلالنا على أيديهمُ تسيلُ بِالدِّماءْ 
يشدُّنا الفناءْ
ماذا بربكم قد نفعلُ ؟
إلامَ أنتم تنظرون في البريَّةْ ؟
مات خالدٌ وطارقٌ
مات صلاحُ الدين
محمَّدُ الفاتحُ ماتْ
سقطتْ قلاعُ الأندلس
سقطت فلسطين الأبيَّة
اُغتصبت للمرَّةِ المليون
بلقيسُ في صنعاء
وأصبحت سبيَّة
وغادرت شرفاتها الطيورْ
يامسلمي الإيغور
عن أيِّ رايةٍ للخيلِ ترقبون ؟
ماتت خيولنا المطهَّمةْ
عن أيِّ غارةٍ يشنُّها من أجلكم
إخوانُكم في الدينِ
ترقبون ؟
حكَّامنا في السُّكر غارقونْ
إلى ذقونهم بالعهرِ
غارقونْ
عن أيِّ شيءٍ
في ضميرِ بَغْلةٍ .. تفتِّشون ؟!

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص