الأحد 20 ابريل 2025 آخر تحديث: الأحد 20 ابريل 2025
في بلادي - زندان التهامي
الساعة 16:57 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

في بلادي
تنامُ الفتاةُ على دمعتينِ،
وتصحو على وجعِ الطَّبْخِ، يُشْفِقُ مِنْ تَعَبٍ في ملامحِها كلُ حبلِ غسيلٍ،
و كلُ إناءٍ
ولا يُشْفِقُونَ على قلبِها إخوةٌ أو رفاق..
في بلادي تُحِبُّ الفتاةُ بصمتٍ شديدٍ
وتخشى الكلامَ كثيرًا
كأنَّ المحبةَ جرمٌ وأصحابُها يطعنونَ القَبِيلَةَ في ظَّهْرِهَا
فتُخَبِيْ مواجِعَها في صحونِ الطِّبَاخَةِ،
في حَبْلِ أُرْجُوحَةٍ كلما حَرَّكَتَها الرياحُ بَكَتْ نَدَمًا منْ عَذابِ السِنِين،
وفي دمعتينِ بلا سببٍ كلما ضاقَ في وجْهِها الحبُ واتسعتْ طرقاتُ الحنين،
وفي بلدي لا شريكَ له يَتَفَرَّقُ عُشَّاقُه حين تختلفُ النسبةُ المئويةُ في ترمومترِ القبيلةِ من عادتينِ إلى أربعٍ
لا يجوزُ اقترانُ القبيلةِ فيها و لو سالَ كلُّ فؤادٍ على خلِّهِ عدما و انتهى للردى،
وحدُهُ العربيُّ أتى من رمالِ الصحارى وما زال يلبسها بافتخارٍ ويصرخُ من وجعِ الحربِ،
لا أدري كيف سيمكنُ للحرب أن تنتهي والمحبةُ مربوطةٌ في جذوعِ القبيلة؛ِ 
كيف يُطِلُّ على الأرضِ أطفالُنا باكتمالٍ ونحن نعاني من الذكرياتِ التي سوف تصنعُ منهم حنينا إلى حيثُ لا شيء 
إلا حبيباتنا الضائعات،
كيف تحيا شعوبٌ بسِلمٍ و للآن تَخْجَلُ من حبِها و تمارسُه في المساءِ بألفِ قناعٍ،
و تحيا بصمتٍ ذليلٍ كلصٍ أسير.

 

2020/1/6

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر