- الرئيس الإيراني: سنعيد بناء منشآتنا النووية بقوة أكبر
- لاريجاني: مطالب أميركا لا سقف لها ولن نقدم تنازلات غير مشروطة
- مصر تدعو إسرائيل للانسحاب من لبنان وتؤكد استعدادها للمشاركة في إعادة الإعمار
- ثلثا سكان اليمن عاجزون عن توفير احتياجاتهم الغذائية بعد إغلاق الحوثيين مكاتب الأمم المتحدة
- باريس سان جيرمان يمنح أشرف حكيمي فترة راحة ويغيب عن مواجهة لوريان
- بعد مقتل رئيس أركانه.. الحوثي يفعّل خطة طوارئ عسكرية وأمنية
- أحمد سعد وناصيف زيتون ورحمة رياض يستعدون لمعركة «أحلى صوت» الموسم السادس
- من الطلاق إلى الوداع الأخير..الفنان ياسر فرج يروي قصة عودته لزوجته المريضة
- أحمد داود يخوض السباق الرمضاني 2026 بمسلسل «بابا وماما جيران»
- الجيش الإسرائيلي يتهم «اليونيفيل» بإسقاط مُسيَّرة استطلاع فوق جنوب لبنان
لا شك أن كل فن له معايير ، تعد بمثابة الرداء ، والقصة القصيرة جدا تتمتع بمميزات لابد لهذا النوع الأدبي أن ترتديها ، وهذا الفن في حقيقة الأمر من السهل الممتنع ، لذا لابد لكاتب هذا الجنس الأدبي من استيعاب الفن الشعري ، وتوظيف الشاعرية السردية ، صحيح القصة القصيرة جدا عبارة عن كبسولة قصصية لكنها تنساق وراء القالب الشعري وكذلك اللغة الموحية ، كي يستطيع من أراد ترويضها أن يهضم تلك الكبسولة ،والقصة القصيرة جدا لابد أن نرى فيها حرفية من الكاتب من ناحية الإلغاز والتموية، والحرفي في حبكة الحدث، على سبيل المثال منذ انطلاق القصة القصيرة جدا في عام ١٩٢٥م على يد أرنست همنجواي ، كان جمالها في الإلغاز والتكثيف والشاعرية، وأذكر له قصة قصيرة جدا من ست كلمات قال فيها : ( للبيع حذاء لطفل ، لكنه لم يلبس قط) وفي هذه الكبسولة البديعة حرفية عالية في الرمزية والإلغاز وكأنك أمام نص شعري فيه نغم يشنف آذان السامع ، ويجلي نظر القارئ ، والقصة القصيرة جدا لابد أن تكون منفتحة على أجناس أدبية وفنية عديدة ، كالمسرح، والأدب الملغز، والتشكيل ، وهذا النوع له معايير لابد أن ترتديها القصة القصيرة جدا منها : المعيار البلاغي وفيه أنسنة القصة ، أو بالأصح الأشياء كالجماد والحيوان ، تشخيصا واستعارة ومفارقة، كل ذلك يرتدي قناعا بشريا فيه رمزية تغوص فيها دلالات إنسانية، وهذا بمثابة العوامل السيميائية في بناء القصة. ولو كان هناك مثلا قصة قصيرة جدا يكون فيها الرمز المشبه بالحيوان ، وكان التشبيه واضحا ، فذلك سيضعف من القصة القصيرة جدا ، وسيكون مجرد نص عادي ، والمفترض أن تحل فيه الرمزية التجريدية والامتساخ الحيواني ، الذي من خلاله نرى انهيار القيم ، وسقوط المثل العليا بوضوح ، ولو أضرب مثالا لذلك سأذكر قصة قصيرة جدا للقاص المغربي مصطفى لغتيري وهي ضمن مجموعته الموسومة ب( تسونامي) فيها حرفية لما ذكرت يقول فيها : ( كان كلبا أنيقا معتزا بذاته لمح ذات صباح كلبة جميلة ، فوقع في حبها ، طاردها مدة طويلة دون أن يقضي منها وطره، ذات مساء رأى الكلبة تجامع كلبا بشكل فاضح ، اغتم فقرر منذ ذلك الحين أن يصبح ناسكا ).
في هذه القصة استخدم القاص هذه الأقنعة الرمزية ، بحرفية عالية فيها التصوير والتنسيق من خلال توظيف السخرية والتنكيت الملغز .
لذلك فالقصة القصيرة لا تعني السطر أو السطرين ، بل لابد من اتقان الحرفية وصهرها في بوتقة سردية موحية جيدة الحبكة ، وكل ذلك لابد من اختزالها في حيز قصير جدا ، ولا يتأتى ذلك للقاص ، إلا إذا استطاع أن يقتنص تلك المعايير ويهضمها ، من أجل أن نرى قصة قصيرة جدا ، تخضع لقاص شرب نقيع تلك المعايير الأساسية في بناء قصة محكمة .
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر


