الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
حنين معتق وصلاة أخيرة للنبض - ثابت المرامي
الساعة 15:05 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

قد نزفت من الحنين ما يكفي لتعثر اللغة  بأقدام العابثين ، ما يكفي لإنقلاب المعبد على فكرة الكهنة وقداسته ، وقد حانت لحظة العزف ، أي أن أتخلى عن قلبي وأصادق الريح وأتلاشى في فراغ لا ينتهي.
 لكل نبض هنا
تعالقً سابق من مشاعر ترفض النعاس بالطريقة المعتادة وحتى يتم إقحامها بعالم النوم و التهدئة والنسيان المؤقت تحتاج إلي جرائم كتابية مازوخية تحمل اللهيب 
 لكن أحرفي هذه 
من عالم البرود والكلمات المنسية ، والتنقل في الأماكن الصاخبة، كالفرايديز، النايت كلب ، وراقصات فرقة مرسيدس الفاتنات، أي أنها مني بالأحوال التي تكون الكلمة بها منطقَة لا تناسب شخصاً يتقمصه فقدان الاهتمام ، وفقدان الغانيات،  والبحث والرغبة المجهولة، أي أنه علي التنقل في مكان يجمع الزمن و الكلمة، الحب والعهر معاً ، هكذا علي أن أضع وعيي وأتأمل الطوفان الذي سيأولني إلى التأمل !
 أليس في التأمل ضمور الأفعال وتوحد الماضي بالمضارع بالمستقبل ؟  شرود و إقبال وهروب وكذب وشراب وسكر ، كلهم إذعان مرغم أنا عليه 
ومتمسك بالأصل الذي أعترف به وجودي العبثي ، أو أشعر به،  ولا أستطيع التعري منه 
إنه حديثي النفسي 
 إنه أنتِ، وأنتِ فقط 
يناديني كل يوم  بخطوات ، بظلال، بأشياء كثيرة تتساقط مني أو قررت هي السقوط من نفسها لتتحرر
‏ثورة من النوع الممزوج بالخيالات النابية،
‏إنفجار ينفث المزامير النثرية ، حزن ناي ينفخ عزفة كدخان سيجارة ممزوجة بالكحول، نواح ثكلى حملت بالإكراه 
 ويطالبني بالكتابة عنه ، ‏يطالبني بالاغتراب عن كل شياء، وعني
‏غضب بطعم الغموض و لون التلاشي  برائحة الوداع و إعلام المهزومين 
 ينادي ، يناديني
 لأمتثل ، لأقاوم ، لأكتب، وأجده أمامي كالقبور لا يتوقف عن الظهور بكل مدينة و أرض ألجأ إليها .
‏فبماذا أتخلص منه وقد ‏قاومته بكل قصيدة نزفتها ، وكل تفسيرٍ نقشته بلوح الوجود والنقد وسرده ؟
‏أطعته فازداد ، وعصيته فتعالى وتمرد وتكبر 
‏شعور لا يفقه العهد ولا يفهم الرحمة ولا يعرف من أنت ؟؟
بينما خارجي العالم  يتقاسمه الصراع ، ورغبات بين نهايات اللهيب ومآلات الرماد  وأما عالمي
الذي يشع بصوتي أنا فقط ، هو الذي لا أعرف تحديد مصيره ، لكني أفضل التمعن في حركاته على أن أبعثر إدراكي في حتمية الفشل و تقصي مصائره .
 حديثي النفسي ؟
  ذلك الصوت القادم من أناي، وأصبح للأسف كلها، هروب منها أو معانقة لها، أو حتى قتلها بقصص العامة والمغتصبين على حياتهم  
 ممزوج بمحيطي  أنااااا
 أنا صديق الأغنيات والآلحان و المفارق لكل الشوائب الساقطة منها.
كل هذه التساؤلات وما يتشعب منها ليس لها حيز بكلماتي غير المبالية، لأن الشاطئ الذي إنهال من مخيلتي إلى مخيلتي ، تقدم واستحوذ علي بعزف غريب وشديد .
يا شواطئ روحي الهائمة في غير مدارها
يا جرأة التغيير وحب التشكل ، يا حديث الروح الطائرة لهذا التراب الغريب ؟
إن كل إجابة ذبحة صدرية وغرق لا يعنيك ، ولأنك لا تكترث ، فليس على رمال ذاكرتك من أثر باق إلاك، أهكذا كان سرك بالحياة ووجودها 
 أعرفك جيداً ، وأعلم مدى الفرح كونك مستقلاً تسكن كلمات كثيره 
وهأنذا أطلق حرفي كيف شئت ، وأصوبه نحو ما شئت كالرصاص الطائش، وأشعر بأحلام أخرى من الوجود ترسم في ذهني ما يعجز عنه الشياطين ، وأدرك في أعماقي أنني شخص غريب يحمل النار والثلج بيد واحدة ويصنع منهما أغنية، ومن آخر بقايا السحرة المتمكنين من إذابة الشوق في كأس نبيذ عاهر يحمل رائحة نهديك بإمتياز 
 لكن كل ذلك لم يغير وضعي الخاص شيئاً سوى أنني مستقل مثلك، وبعيد مثلك، ولكن الحنين يغتصب كل مساء و يعذبه بشدة جلاد منتقم يسلخ جلد سجينه المشلول
فيا ويحك ، كيف نلت ما لم أنل ؟!
وكيف استطعت تمزيق الشوق، وبرودي، وتلك الكلمات التي تقبلها غانية، وكل هذا الشموخ الذي أحمله منذ عهد بعيد، فأثرت شعوراً كان ثلج، وأيقظت خيالًا كان خمر معتقاً بذاته، وتركتني أصلي وحيداً ..
25/12/2020

 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص